تربية شبوة: نحتاج إلى 8 آلاف معلم لتغطية العجز في مدارس المحافظة

> أديب صالح العبد

> حصول طلاب على الدرجة النهائية في الثانوية العامة نتيجة طبيعية في وضع غير طبيعي
يواجه قطاع التربية والتعليم في محافظة شبوة العديد من الصعوبات التي تشكل تحدياً للقائمين والمسؤولين على هذا القطاع في ظل أوضاع صعبة تمر بها البلاد، كما تعاني تربية شبوة من عجز في توفير الكتاب المدرسي وعجز في القوى الوظيفية بسبب توقف التوظيف وتقاعد عدد كبير من المعلمين، وانخراط آخرين في السلك العسكري والأمني.

ويعاني التربويون في شبوة من تدهور العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وتوقف صرف العلاوات والاستحقاقات الوظيفية.
"«الأيام» التقت بمدير عام إدارة التربية والتعليم في شبوة أ. سالم حنش وطرحت عليه عدداً من الأسئلة المتعلقة بالاستعدادات للعام الدراسي الجديد، والصعوبات التي تواجه التربية والتعليم بمحافظة شبوة، الذي أكد وجود تحديات كبيرة تقف أمامه.

21 عنواناً فقط
أ. سالم حنش
أ. سالم حنش
وقال أ. سالم حنش: "في حقيقة الأمر لم أكن أرغب في المنصب نظراً للظروف التي تمر بها البلد، وقد استدعيت من قِبل الأخ المحافظ محمد صالح بن عديو، وطرح علي فكرة تعييني في قيادة مكتب التربية والتعليم بشبوة، وحاولت أقنعه بأنني لا أرغب في هذا المنصب، ولكنه أصر علي للقبول، ونتيجة لتقديري واحترامي لهذا الرجل قبلت، رغم المصاعب التي تمر بها البلاد بشكل عام والتربية والتعليم بشكل خاص، وأسال الله أن يوفقنا في قيادتها وتحسين أوضاعها.

وعن مشكلة الكتاب والأثاث المدرسي في مدارس محافظة شبوة وأسباب نقصها، والمعالجات التي اتخذها المكتب لتجاوز النقص قال مدير تربية شبوة: "إن الكتاب المدرسي للأسف لم يصل من المطابع المدرسية غير 21 عنواناً من 142 عنواناً تم طلبها"، وأضاف: "العام الماضي تدخل الأخ محافظ شبوة مشكوراً وقام بدعم التربية في المحافظة حوالي بـ (280) مليون ريال يمني تم عبرها طباعة الكتاب المدرسي للصفوف من السادس حتى الثالث ثانوي وتم حل الإشكالية، ولكن تبقى معنا مشكلة الكتب المدرسية للصفوف من الأول حتى الخامس، وبإذن الله نحن في طريق معالجتها مع الأخ المحافظ، أما الأثاث المدرسي للأسف الشديد توقف علينا بسبب الحرب باستثناء تدخل بعض المنظمات التي تدعمنا أحياناً، وبالنسبة للسبورات الفسفورية استلمنا دفعة وتم توزيعها، ونتمنى أن نجد دعماً لتجاوز تلك الإشكاليات خصوصاً أن هناك متابعة لليونيسف ونشكرهم على دعمهم".

نقص كبير في المعلمين
وحول نقص المعلمين في قطاع التعليم بمحافظة شبوة ومشكلة المبنى المدرسي، والمعالجات التي يتبعونها لمواجهة هذه المشكلات وكذا المعلمين المنقطعين، التي أفرزت ظاهرة المعلم البديل، أكد أ. سالم حنش أن معظم مديريات محافظة شبوة عانت وتعاني من نقص المعلمين نتيجة التوسع الكبير في المحافظة، حيث بلغ عدد مدارسها حوالي (650) مدرسة وعدد طلابها تقريباً (140000) ألف طالب وطالبة، والقوة الوظيفية العاملة من المعلمين لا تزيد عن (6000) معلم ومعلمة، وبسبب توقف التوظيف منذ العام 2011 حدث نقص حاد في عدد المعلمين والمعلمات، ولتخفيف معاناتنا في العام الماضي قام الأخ محافظ شبوة بدعمنا باعتماد (500) درجة تعاقدية، ومازلنا نأمل أن يتم هذا العام أيضاً زيادة العدد لتغطية العجز بشكل كامل وخصوصاً في المواد العلمية.

المعلم البديل في مدارس شبوة
وبالنسبة للمعلم البديل الذي أفرزه انقطاع بعض المعلمين عن العمل قال مدير التربية: "توجد لدينا الرغبة في استبدال المنقطع بوظيفة رسمية للبديل ولكن هناك صعوبات نواجهها، منها أن قاعدة البيانات ليست في شبوة ونعاني أيضاً من المبنى المدرسي، وذلك نتيجة توقيف المشاريع بسبب الحرب وهذا طبيعي، والآن كثافة الطلاب تزداد عاماً بعد آخر ويقابلها عدم التوسع في مجال البناء، وهذه المشكلة تواجهنا في عاصمة المحافظة وعواصم المديريات بشكل عام".

يجب إنصاف المعلم
وبخصوص مستحقات المعلمين والدعوات من قِبل تربويين للإضراب للضغط على الحكومة لصرف مستحقاتهم، قال أ. سالم حنش: "إن المعلم التربوي بشكل عام، ومظلوم ويعاني كثيراً، وراتبه اليوم لا يسد حتى أبسط متطلباته ويفترض أن يكون راتب المعلم من أعلى المرتبات كونه هو الشخص الذي يفني حياته من أجل الآخرين، ويفترض أن لا يقابل بهذا الجحود والنكران"، وأضاف: "ونحن طالبنا السلطة المحلية في المحافظة والوزارة والحكومة بإنصاف المعلم بتعزيز راتبه إذا أرادت منه أن يقوم بمهمته وواجبه، ولكن في نفس الوقت يجب ألا يتم تسييس المطالب واعتبار ذلك شماعة نتائجها كارثية على العملية التربوية، وتقود إلى هدم التعليم في بلدنا، ونعاني أيضاً من شحة الموازنة التشغيلية للأسف غير كافية للمحافظة والمديريات وهي من تعيق عمل التربية بالمحافظة، وأيضاً عمل المديريات أحياناً".

وضع غير طبيعي
وحول رأيه حول نسبة النجاح وحصول عدد كبير من الطلاب على نسبة 100 % في امتحانات الثانوية العامة للعام الماضي عبر عن عدم رضاه قائلاً: "بصراحة هذا يحدث في وضع غير طبيعي، وغير صحيح أن يحصل الطلاب على 100 % وبأعداد كبيرة جداً، لكن كورونا أربكت العمل في قطاع التربية والتعليم بشكل عام".

إمكانيات شحيحة
وحول مدى دعم السلطة بالمحافظة، والاحتياج من المعلمين لتغطية العجز ودعم التربية في المحافظة للتربويين المرضى وأسر المتوفين من أبناء المحافظة قدم شكره لمحافظ شبوة على دعمه لقطاع التربية والتعليم، وقال: "محافظ شبوة هو الراعي الأول للتعليم في المحافظة ولديه استعداد كبير للدعم بكل الإمكانيات، أما بالنسبة للمرضى وأسر التربويين فحقيقة الأمر لم نقدم لهم شيئاً وليس باليد حيلة، ونتمنى أن توجد لدينا الإمكانيات لدعمهم ولو وجدت لما بخلنا عليهم، ولكن قدراتنا المالية شحيحة محدودة، وبالنسبة لاحتياجنا إلى المعلمين والمعلمات نحتاج تقريباً إلى (8000) معلم ومعلمة، وبهذا العدد ستكون المحافظة مغطاة بكل التخصصات والمواد بشكل عام، ونؤكد أن التعليم شيء مقدس، ولا يستطيع أن يؤديه إلا من هو ممارس، ونؤكد على النوع وليس الكم، والبعض ممن لم يعمل في قطاع التربية من يوم تخرجه لن يستطيع تقديم شيء".

تفاؤل!
وقال أ. حنش: "سيكون العام الدراسي القادم حافلاً، وبتعاون الجميع سنتجاوز كل الصعوبات"، وفي ختام حديثه عبر عن تقديره لصحيفة «الأيام» على لفتتها الكريمة إلى قطاع التربية والتعليم بالمحافظة، واهتمامها بقضايا التربية والتربويين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى