الوطن الفيروزي

> يا عاقد الحاجبين
إن كنت تقصد قتلي
قتلتني.......مرتين
وصار لبنان رماداً تطيره العواصف والرياح وعلى الأرض ركام وأرواح تناجي ما تبقى من رمق تحت أنقاض فساد كرادلة عهود الوصاية وتوابيت العنكبوت وخنادق الطوائف وأزلام الصفقات. أولئك باتوا كما قال وليد جنبلاط: بتنا من الماضي مأساة العرب مع الماضي مسارحة مذابح أروقة التراث ورقصات شهريار بأحضان شهرازاد كاسات ألف ليلة وليله ليأتي فارس من مخازن التاريخ في ثوبه الجديد حاملاً سيف بطليموس وتراث نابليون بحلة المزج لمعتقات نبيذ أقداحه المسوق لشفاه أضناها العطش، وأتى حاملاً قدحاً ناسياً قداس بحيرة الكسليك نبيذا عتقه جبل لبنان فمر، وقال يا قوم اشربوا على صوت فيروز لتهتز أوتار دنيا العشق ويخرج من بين الثنايا طائر الفينيق حاملاً مرسلاً التجدد والانبعاث من تحت الركام.

مكرون ليس سيناريو مكرر للعبة حمقاء صنعها الصغار، ولم يعد ثانية مجرد رقم سياسي يحمل حقائب من الكذب وتزييف قد أنتجته قوافل من راوغوا ولعبوا وأفسدوا، وفي بحيرات ضفاف السين وعلى مقربة من اللاليزية، بل وطفحوا كثيراً وشربوا من رغيد أفخر نبيذ باريس وكافيار الحسان وأمضوا عقوداً وصفقات وقادوا حروباً وكانوا بالونات الانفجارات السابقة كما كانوا تراكماً وسببا للدمار الذي هز بيروت ليقولوا يالها من طامة كبرى ألمت بمرفأ بيروت.

ماكرون أتى ماكراً يلعب دوراً ليس أهلاً له أتى يلعب دور قديس باريس الثقافة، دور مأثورات أحدب نوتردام أتى يبيع ثقافة التطهر حين ترجى الزمان أن يهبه نعمة التجلي وارتقاء ساحة المجد/ الفن/ الثقافة/ لقاء السحاب بسماء فيروز التجلي والوجود/ صوت البتول المسافر يكلم السماء الضياء ويوقظ مهجة العشق سنة التجدد والانعتاق ويجيء صوت وتأتي كلمات من تحت خيمة التاريخ مرسلة من سعيد عقل عنونها جبران، وكلمات صاغت لحنها أنامل بتول بيوت العشق والتجدد للحياة فتجلت تلك الفيروز تبتسم ضاحكة ووجهها مشرق كالقمر، ومكرون يرجو أن تسمح لها ببادرة التحية والسلام وأن يسلمها ثانية وساماً هي قد ملكت قبله أوسمة قد رسمت بقلوب الملايين وشاراتها قد طرزت سماوات ليس لمكرون وغيره آلية للوصول إليها لأنها نخب فيروزية فريدة غير قابلة للتقليد أو للبيع والشراء.

كنت وما زلت عظيمة يا فيروز ها قد أعدت فتح باب واسع لمملكة الثقافة والفرادة والغناء وليت من حكمونا ودمرونا يملكون حاسة لها صلة بالفن ولو جزءاً يسيراً مما تملكين جعلت نابليون الصغير يأتي إليك مكرماً لبنان يا فيروز يا تاجاً على رأس الوجود، وبك وعبرك سيعبر لبنان النهر الملوث بالدماء وبالفساد طاهراً متطهراً ممن أصيبوا بوباء التدرن والدرن، قد قلت كفي هل يفهمون رسالتك لجيل وأجيال ستعي الدرس وذاك ليس ببعيد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى