قاطرات الموت في طرقات عدن إلى متى؟

> تقرير/ ملاك نبيل

> لوحظ في المدّة الأخيرة أي ما بعد الحروب الخراب الذي حصل لمدينة عدن، إضافة إلى غياب الرِّقابة العامة ويد الدولة والقانون الغائبين، والعبث الذي مازال يمارس للفترة ما بعد الحرب، حيث برزت ظواهر كثيرة إحداها هي الشاحنات الكبيرة التي تمر في الطرقات دون حسيب أو رقيب لا من الجهات المختصة في إدارة المرور، ولا من الجهة الأخرى المعنية في ميناء عدن، دون توفر أدنى معايير للسلامة أو مراعاة للقوانين التي تحدد قواعد عملهم.

إن خروج شاحنات النقل (الدينة الحمول) من ميناء المعلا (الدكة) التي تحمل الحديد والأخشاب وحمولات ثقيلة في أوقات الذروة في الطرقات وأوقات الازدحام تسير في الطرقات العامة دون معايير السلامة، أو مراعاة حقوق الطريق للعامة، أو معايير وزن الحمولات القانونية، إضافة إلى الحوادث الكثيرة التي تتسبب بها مثل وقوع الحمولات في الطرقات والتسبب في تدمير الطرقات أو حوادث بسبب مرورها من جانب السيارات الخاصة أو باصات النقل، إضافة إلى تجاوزات الطريق والمخالفات أثناء المرور، وقد شوهد جميع ما ذكر في أوقات سابقة في حوادث مرورية مروعة وحوادث عرضية لسقوط مواد وبضائع من الشاحنات لعدم وجود رقابة أو تعليمات تلزم السائقين باتباعها، أو تضعهم تحت المسألة القانونية، أو من أدنى إحساس بالمسؤولية من قِبل الجهات المعنية بالأمر لإلزامهم باحترام القواعد العامة للطريق والسلامة.

آراء المواطنين
فيروز مصطفى في العقد الرابع من العمر تقول: "والله يا أختي هذه القواطر تمشي بين السيارات الصغيرة، وتفجعنا نحن إلا (ذُباب) لأنها تخرج في وقت غير مناسب، والمصيبة أنها مش مأمنة، ونحن نخاف تسقط الأخشاب فوقنا".
وليد أحمد صاحب سيارة خصوصي قال: "غلط خروج هذه القواطر في وقت الزحمة خاصة أن طرقاتنا ضيقة وغير صالحة. كلها حفر ومطبات طرقات (رمة) ونعاني من كثافة سيارات، مع هذا نجد القواطر تخرج ولا تعول بشيء وتسبب زحمة، خاصة في الجولات والتقاطعات مثل تقاطع ميركيور وجولة كالتكس الخط المؤدي إلى مديرية البريقة".

كان لا بد من النزول إلى إدارة مرور مدينة عدن لمعرفة أسباب خروج القاطرات في أوقات الذروة وهي محملة حمولة ثقيلة، وتفتقر إلى إرشادات السلام للسيارات الأخرى التي تمر وسطهم، وأسباب عدم تنفيذ القانون الخاص بالقواطر الذي يلزمها بالخروج في أوقات معنية؟
العقيد جمال ديان، مدير إدارة مرور عدن، أجاب عن استفسارنا: لماذا نرى القواطر في الطرقات خاصة في وقت الزحمة ورجال المرور متواجدون، وهم من يأمن لهم الطريق؟

القواطر والدينات الكبيرة تعيق عمل إدارة المرور وتسبب الكثير من الصعوبات ليس على رجال المرور فقط، لكن على العامة المواطنين فهي خطر خاصة وقت الذروة، وهو ما أكده العقيد ديان بقوله: "القاطرات الكبيرة تصعب عمل رجال المرور، كما تسبب الكثير من الازدحام، ومن الصعب التعامل معها في ظل الازدحام الكبير في المنطقة وضيق الطرقات، وقد تسبب الكثير من الحوادث الأليمة، ولولا لطف الله ويقظة رجال المرور الذين يسهلون مرور هذه القواطر كنا نرى الكثير من الحوادث، فهي تشكل ازدحاماً غير عادي، وتحركاتها خاصة في الطرقات الضيقة وفي الجولات في العاصمة عدن".

وأضاف: "كان هناك قانون وإجراءات معمول بها من أيام بريطانيا، حيث كان الخروج مقرراً لها من المواني بعد الساعة العاشرة ليلاً، وسرى هذا النظام بعد الاستقلال في عهد دولة الحزب الاشتراكي، وأيضاً في عهد دولة الوحدة كان نفس النظام معمول به، وللأسف بعد أحداث 2015م الأليمة تغير الوضع وأصبحنا نري القواطر في الطرقات بعز النهار، وفي ظل الزحمة خاصة مع زيادة عدد المركبات الخاص والباصات بمختلف تسمياتها".

وعن عدد القواطر في محافظة عدن قال: "لا توجد إحصائيات مؤكدة، فكثير من القواطر تأتي من محافظات آخر خاصة بعد إغلاق ميناء الحديدة، وتقديرياً القاطرات في محافظة عدن حوالي 15 ألف قاطرة".
وأكد العقيد جمال ديان أن "ترتيب دخول وخروج القاطرات للميناء والعودة للعمل سوف سيتم على النظام السابق، وسيكون خروج القاطرات من ميناء المعلا (الدكة) الساعة العاشرة مساء، وهذا سوف يخفف الكثير من الازدحام في الشوارع".
وفيما يخص عدم التزام سائقي القواطر والقواطر غير المؤهلة قال: "إن شاء الله بالقريب سيتم إلزام السائقين كافة بضرورة اتباع إرشادات السلامة والأمان في القواطر، ومن لم يلتزم بهذه الإجراءات سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة معه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى