انتشار مرض أصاب أشجار الليمون بأبين والمزارعون يحذرون من خطورته

> تقرير/ عبدالله الظبي

> مهندس زراعي: التقرح البكتيري يهدد بإخراج أبين من إنتاج الليمون
انتشر في الآونة الأخيرة مرض التبقع البكتيري أو التقرح البكتيري الذي أصاب أشجار الليمون في بعض المزارع في منطقة باتيس وحصن بن عطية بمديرية خنفر، وأصبح هذا المرض يشكل خطرا على المنتجات والأشجار، ويقول عدد من المزارعين أن المرض البكتيري خطر على مزارعهم، مطالبين الجهات المختصة بوزارة الزراعة بإنزال فريق لعلاج المرض وحصر انتشاره.

ويقول مختصون لـ "الأيام" أن المرض خطير ويهدد بإخراج أبين من إنتاج الليمون.
عبدالله العبسي
عبدالله العبسي
وقال عبدالله شيخ العبسي أحد المزارعين ويمتلك مزرعة تضررت في منطقة حصن بن عطية: "التبقع البكتيري يعد من الأمراض الخطيرة التي تهدد محصول الليمون الحامض في المحافظة، وأضاف: "المرض بدأ ينتشر في عدد من مزارع باتيس والحصن وجعار".

وقال العبسي في حديثه لـ "لأيام": "يجب تفعيل الحجر الزراعي الداخلي أولاً من أجل الحد من انتشار المرض، ثم الحجر العام حتى لا ينتشر في بقية المديريات، وكذلك المحافظات الأخرى، كما يجب على جهاز الإرشاد وجهاز وقاية النبات بالمحافظة إبلاغ مكتب الزراعة الذي يجب أن يقوم بدوره بإبلاغ الوزارة والسلطات بالمحافظة، كي يتم تحديد وحصر الأضرار وحجم وأعداد الأشجار والمزارع المتضررة، داعياً إلى سرعة تشكيل لجنة من المختصين والجهات ذات العلاقة لتقرير الخطوات اللازمة فنيا ووقائيا واقتصاديا.

تراجع سعر المحصول
نصر زين
نصر زين
من جهته قال نصر زين قاسم الشبحي (أحد مالكي المزرعة التي تضررت في منطقة حصن بن عطية): "التبقع البكتيري الذي أصاب أشجار الليمون الحامض "قد له فترة ماشي قليلة" وسببه وهو تغير المناخ، ويأتي على شكل قشور في حبة الليمون الحامض ونحن مالكي المزارع نعاني منها كثيرا حيث يؤدي إلى تراجع سعر الإنتاج ومخاوفنا كبيرة من تضرر الأشجار".

(مناشدة)
وأضاف: "بالنسبة للأضرار الصحية، لا يتسبب المرض بأي أضرار للمواطنين، ولكن ضرره اقتصادي بحت على المزارعين وإنتاجهم.
وتابع حديثه قائلا: "نحن نناشد الجهات المختصة في مكتب الزراعة والسلطة المحلية، والمنظمات الدولية والمحلي تقديم ما يمكن لإنقاذ المحصول الزراعي من الإضرار التي لحقت بالأشجار".

خسائر في الإنتاج
عبدالإله عبدالله
عبدالإله عبدالله
من جانبه قال عبدالإله عبدالله عبدالقوي (أحد مالكي مزرعة تضررت في منطقة حصن بن عطية): "مزرعتي تضررت من التبقع البكتيري وهذا المرض خطير جدا، ويهدد محصول الليمون بالنسبة لنا نحن أصحاب هذه المزارع، حيث تفشى بشكل كبير خلال هذه الفترة و تسبب لنا بخسائر كبيرة في الإنتاج".

ارتفاع جنوني في أسعار الأسمدة
وأضاف: "نعاني كذلك من ارتفاع الأسمدة الخاصة بالزراعة حيث زادت أسعارها بنسبة 80 % و أصبح المزارع غير قادر على شراء هذه المواد، لذلك نطالب الجهات المعنية في وزارة الزراعة ومكتب الزراعة والسلطة المحلية والمنظمات الدولية والمحلية الخاصة بالزراعة تقديم الدعم حتى يتمكن المزارعين من علاج الأشجار التي تضررت بأسرع وقت ممكن".

من جانبه حذر المهندس الزراعي عبدالقادر خضر السميطي من وجود وانتشار مرض التقرح البكتيري الذي يصيب النبات لاسيما أشجار الليمون (الليم الحامض) الذي تشتهر عدداً من مناطق محافظة أبين بزراعته.

نوع المرض
وقال المهندس الزراعي السميطي: "التقرح البكتيري في الموالح وتحديداً في الليمون البلدي أو ما يطلق عليه محلياً (الليم الحامض) هو مرض يسببه أحد أنواع البكتريا اسمها (زانثوموناس) وأضاف: "المرض يصيب جميع أجزاء النبات فوق سطح التربة دون استثناء ويسبب جفاف الأفرع والأوراق وتشوه الثمار ويؤدي ذلك إلى موت النبات بالكامل، وهذا المرض يشغل الأوساط العلمية منذ فترة وليس من السهولة بمكان التخلص منه و إيجاد حل نافع للقضاء عليه نظراً لتوقف البحوث الزراعية عن البحث في هذا الموضوع بسبب ما تعرض له مركز البحوث الزراعية في الكود خنفر أبين من نهب وسلب في الفترات الماضية، ونظراً لعدم توفر الإمكانيات لدى كل من البحوث والإرشاد الزراعي إضافة إلى أن الكل يشتكي ضعف الإمكانيات ونشير كذلك إلى الانتشار السريع للمرض الذي أتوقع أن يصبح آفة وطنية مثلها مثل دودة الحشد أو الجراد وغيرها".

مضيفا: "انتشر هذا المرض في محافظة أبين بشكل سريع ولم تتخذ أي إجراءات من قبل المزارعين للتخفيف من انتشار المرض والكل صامت لا أدري هل هو إهمال أو قلة دراية بخطورة هذا المرض".

وعن المناطق التي انتشر فيها المرض قال المهندس الزراعي "تم النزول إلى الحصن و جبل لحبوش ومزرعة الرملة و مزرعة بن جامع ومزرعة بن حمامة، هذه المواقع التي تم نزولنا إليها وجرت معاينة المرض فيها، وهناك بلاغات كثيرة في كل من منطقة باتيس والرواء وجعار والرميلة الغربية والشرقية والديو والكود وزنجبار والمخزن وعبر عثمان والدرجاج وعسلان والحرور ومناطق أخرى لا يتسع مكان لذكرها".

وواصل حديثه قائلا: "كمهندس زراعي وبحكم خبرتي العملية أقول أن مرض التقرح البكتيري في الليمون سيؤدي إلى خروج محافظة أبين نهائياً من إنتاج الليمون، ومعروف أن أبين تنتج كمية كبيرة من الليمون وترفد السوق المحلية في المحافظة ومحافظات أخرى بهذا المحصول المهم".
ودعا المهندس الزراعي المسؤولين في أبين المعنيين بوقاية المزروعات والإرشاد الزراعي والبحوث الزراعية والإدارة العامة للزراعة أبين إلى عمل برنامج مزمن لإجراء مسوحات دقيقة عن هذا المرض وعن سرعة انتشاره وعمل التوصيات اللازمة للحد من انتشاره.

فهم المشكلة واختيار الشتلات أولا
وقال: "أدعو إلى ضرورة زيارة المشاتل الخاصة والحكومية للإرشاد والتوعية بخطورة هذا المرض، وكيف يمكن الوقاية منه، وفهم أساس المشكلة وعليهم أن يختاروا الأشجار الخالية من الأمراض المراد الإكثار منها كشتلات، وأكرر الأمر خطير ومهم وحماية محصول الليمون مهمة ومسؤولية الجميع وتبدأ أولى الخطوات من الشتلات فالمشاتل هي المسئولة عن إنتاج شتلات سليمة وخالية من الآفات والأمراض".

وتوجه بنصيحة لمزارعي الليمون بقوله: "نصيحتي لكل من يفكر بزراعة الليمون عليه أن يختار الشتلات القوية وغير المصابة ومن مصدر معروف وموثوق وأدعو مشتل الكود للفاكهة ومشتل مركز البحوث أن يكون لهما الدور الأكبر في إنتاج شتلات الليمون السليمة وبيعها على المزارعين".

ضرورة مسح وتقييم الأضرار
واختتم حديثه قائلا :"نصيحتي للجهات المسئولة وكذلك المزارعين بإجراء عملية مسح ميداني دقيق لمناطق الإصابة، وتسجيل البيانات بدقة في كل مزرعة على حدة، وحصر عدد الأشجار وتقدير نسبة الإصابة وتدوين أي إجراءات قام بها المزارع كالوقاية مثلاً لأشجار الليمون، وكذلك مصدر الغرسات ونوعها سواء بذرية، كانت أم ترقيد أو غير ذلك، وكل هذه البيانات ستفيدنا أثناء التقييم لعملية المسح وتحديد مدى نجاحه، بمعنى آخر كل التفاصيل تؤخذ من الميدان من المزارعين والتركيز على العمليات الزراعية المتبعة في الحقل مثل( العزيق) و(التسميد) و(الري) و(التقليم )وغير ذلك.

فشل في السيطرة على انتشار المرض
وقال: "في الأخير أقول إن الأمراض البكتيرية من أصعب الأمراض ويصعب مكافحتها بالطرق التقليدية وكان يفترض عند بداية ظهور هذا المرض أن يقوم المزارع بمحاصرته وقلع الشجرة المصابة وحرقها كي لا ينتشر إلى بقية الأشجار".

وحالياً أعتقد أننا فقدنا السيطرة على المرض ومن الصعوبة بمكان حرق الأشجار المصابة، ولكن ما علينا اليوم ألا أن نتعايش مع المرض ونقوم بإجراءات التقليم للأجزاء المصابة وقشط الغلف المصاب (القشرة) واستخدام عجينة بوردو مع كبريتات النحاس في الأماكن المصابة والقيام بالرش بأحد المبيدات التي تحوي مادة فعالة وكبريتات النحاس هو حل مؤقت، ونترك الأمر لله سبحانه وتعالى وللجميع التحية والتقدير.

يجب اقتلاع الأشجار الموبوءة
فرج عبدالله
فرج عبدالله
من جهته أكد فرج عبدالله سعيد الشراء مدير الإرشاد الحقلي والاختصاصي الزراعي في محافظة أبين: "أن المرض المنتشر في أشجار الليمون الحامض يطلق عليه مرض التبقع البكتيري، مطالبا باقتلاع الأشجار المصابة، لحصر انتشار المرض".

6 أشهر من انتشار الوباء
وتابع حديثه لـ«الأيام»: "مرض التبقع البكتيري الذي انتشر في 6 الأشهر الأخيرة ليس وليد اليوم لكن من بداية القرن الماضي منذ انتهاء أجهزة الحجر الزراعي النباتي في محافظة أبين، حيث ظهرت لدينا العديد من الأمراض التي لم تكن موجودة في الجنوب بشكل عام. حيث كان عندنا حجر زراعي خارجي للنباتات التي تأتي من دول الخارج، وكان لدينا حجر زراعي داخلي لا يمكن أن تمر أي أشجار إلا بعد أن تحصل على تقرير يثبت خلوها من أي مرض، وكل المديريات حول حوض الدلتا يوجد فيها حجر داخلي".

انخفاض قيمة المحصول
وأضاف: "بالنسبة للأضرار الصحية لا تحمل أي أضرار على المواطنين، هي تصيب فقط قشرة المحصول من الخارج فيكون شكلها مقزز حيث تنقص من قيمتها الشرائية في السوق، حيث يتعرض المزارعين إلى خسائر فادحة، هذه أهم الأمور التي تحصل بالإضافة إلى تدهور الأشجار، الآن خوف المزارعين على المحصول، لأن هذا المرض يصيب شجرة كاملة على عكس المحاصيل الزراعية الأخرى لذلك خطورتها تكون أكثر".

مرض خطير ليس له علاج
وأشار: "لا يوجد للمرض أي علاج سوى الإجراءات الوقائية وخطورة هذا المرض من أشد الأمراض التي ظهرت في حوض دلتا أبين، ورسالتي إلى من يهمه الأمر أول خطوة تفعيل الحجر الزراعي الخارجي، وثانيا تفعيل مركز أبحاث الكود الزراعي، نحن في الإرشاد الزراعي نحمل الرسالة الإرشادية من المزارع إلى مركز أبحاث الكود ليقوموا بإجراء تجاربهم وبعد ذلك تعطى لنا النتيجة، ونبسطها للمزارعين لإيصال الرسالة التوعوية إليهم، والآن بعد ضياع مركز أبحاث الكود الزراعي أصبحنا في خبر كان وعلى الجهات الحكومية مساعدة هذا المركز لاستعادة نشاطه في خدمة الزراعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى