متعة الكتابة

> كلما انقطعت عن الكتابة أذكر القول اليد التي لا تكتب تصير قدماً، فالكتابة والتعلم في حياة البشرية له حضور مبكر، قال تعالى "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" صدق الله العظيم ورغم أننا أمة اقرأ إلا أن هجران الكتابة والتعلم بات من صفات الأجيال التي قلما تكون لها علاقة بالكتاب والتعلم. فالكتابة من وجهة نظري علاوة على أنها متعة تتيح لك وضع الحرف وتشكيلة والحضور الذهني مع ما تكتبه، أي على عكس الكتابة الإلكترونية التي تعتمد الضغط بالإصبع على الحروف ناهيك عن عدم الأخذ بضوابط اللغة، وانتهاء المرادفات ونحوها من مخزونات لغتنا العربية واسعة الاشتقاقات غزيرة المعاني بليغة التشابيه.

علماً أن البشرية على ما حققت من تقدم في الكتابة الإلكترونية إلا أن هناك آراء لمختصين تدعو للأخذ بالقراءة كمبدئ أساسي للمعرفة، وهو ما جعل الصحافة الورقية تحتفظ ببعض ألقها رغم منافسة الكتابة الإلكترونية.
الأيام أحد المنابر الإعلامية التي كان لنا معها مشوار طويل وذكريات حميمية، وهي من نمط الصحافة الورقية التي ما زالت تتربع على عرش حضورها لدى القراء، وإن تناقص العدد، إلا أن ذلك لم يفقدها مكانتها، فصدى الكتابة على صفحاتها تصل إلى القارئ بسرعة ضوئية.

من هنا تظل علاقتنا بها متجددة وحين يكون الانقطاع منوطا بأسباب شخصية تظل تنازعنا فكرة الصورة إليها بإلحاح شديد فكثيرا ما يلومنا القراء الأعزاء على الانقطاع وهذا يدل على علاقتنا بالقارئ.

فرحلتنا مع الكتابة والتعلم بدأت مبكرة بداية بالألواح الخشبية ومحبرة المداد المستمد من أشجار الطبيعة، ثم بتشكيلات التعلم التي بدأت بعيدان القصب، وصولاً إلى أنواع الأقلام، وقبلها برقائق الجلود ونحوها من ابتكارات الإنسان التي ساهمت في حفظ تاريخ الشعوب ودونت ابتكارات العلماء الفلاسفة وحفظت كل هذا المخزون البشري من العطاء في مختلف ميادين الحياة. رحلتنا مع الكتابة والقلم سوف تستمر إن شاء الله ما دمنا ننبض بالحياة ونعيش الأمل رغم الآلام المحيطة.

إلا أن كل ذلك لا يكبح عطاء العقل، ولا يفقدنا الأمل فالقلم لا يشيخ وفق معطيات عدة، أملا أن لا تعزف الأجيال عن القراءة التي من خلالها تمنح مخيلاتنا مدى أوسع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى