قم للمعلم

> كلما لامست الأخطار قاعدة التعليم ومستقبل الأجيال، فإن الأضرار فادحة والمآسي تتكاشف ولا يقتصر الأمر هنا على جانب حياتي معين بقدر ما يمتد الضرر إلى كافة نواحي حياة المجتمع بما فيها القيم والأخلاق، وما يصيبها هنا من تدمير جراء غياب الاهتمام بمستقبل الأجيال في وضعنا الحالي غير مثالي مطلقاً لأي من شرائح المجتمع، فالكل يعاني من غياب الحقوق وضائقة الإفقار التي نواجهها على مدى سنوات.

والمعلمون دون ريب شريحة واسعة معاناتها بالغة، إلا أن واقع الحال يفرض على هؤلاء المربين تقدير الأمور من زاوية منطقية، وتحمل المعاناة من أجل الأبناء ومستقبلهم فيمكن يكون أبناؤنا خارج نطاق المدرسة، فعلينا أن نتوقع مختلف الأنواع التي تظهر في المجتمع، وغالباً ما يكون ضحايا ذلك هؤلاء الأبناء ممن لم يحصلوا على قدر من التعليم والتنوير، الأمر الذي يجعلهم مطية خصبة لمن ينشرون الأشرار في مجتمعاتهم مستغلين هذا الواقع المروع، ونقول للمعلمين صبراً جميلاً، ومن أجل مصلحة الأبناء ارفعوا الإضراب وأعطوا فرصة لفتح المدارس، وبعدها لكل حادث حديث، وتنازلكم هذا لا يعني بأي حال التفريط بحقوقكم لكنكم في هذه الأثناء بين خيارين كلاهما مر أو صعب.

فإما أن يستمر الإضراب على حساب الأبناء، وإما أن تدركوا أن مسؤوليتكم تجاه الأجيال تقتضي مزيداً من الصبر على معاناتكم من منظور الوضع المأساوي الذي نعيشه، ومن زاوية أن لا جهات مسؤولة تستجيب وتغلب مصلحة الأجيال إن لم تبادروا أنتم لفتح المدارس فلا أظن أن أحداً يستشعر عمق المسؤولية.
فنذر غياب الاهتمام بالتعليم باتت واضحة من منظور الكثير من القضايا والجرائم الدخيلة على مجتمعنا التي تحدث كل يوم ناهيك عن حالة تردي عارمة في قيم مجتمعنا، وكل ذلك مرتبط بما آلت إليه أحوالنا من تردٍ ومعاناة وفقر وفوضى، وعلينا في هذه الأثناء ذكر بيت الشاعر العربي أحمد شوقي:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

فمهمتكم دون شك هي تغذية وصناعة العقول وتربية الأجيال وهي من أنبل المهام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى