على ضوء انعدام الكهرباء

> بعد زيارة قصيرة للسودان، عاد صديقي السوداني إلى عدن حاملا في جعبته نكبات وادي النيل، حيث غمرت مياه النيل منزله ومنازل أهله، وظل بلا مأوى حتى تنظر حكومة السودان في أمور إسكانهم المؤقت.
وعاد صديقي إلى عدن، حتى يقضي وقتاً ينسى فيه نكبات فيضانات النيل، لكن صديقي سريعاً ما عرته الدهشة حول ما يجري في عدن، ففي أقل من 48 ساعة تضايق صديقي من موجات الحر القائظ، ومن مساوئ خدمات الكهرباء وغلاء الأسعار، وصرح بالقول (الأفضل لي أن أعيش نكبات وادي النيل من أن يسلقني حر عدن وكهربائها).

فعارضته في قوله وقلت له إن هذه مجرد عوارض سريعاً ما تزول، رد عليّ (شنو تجولي عوارض) إنها ديمومة مستمرة في عدن، واقترح عليّ أن تشطب تسمية عدن من القاموس الجغرافي واستبدالها باسم يمكن الحصول عليه من فترة ما قبل الإسلام،
لأن الحروب كثرت على عدن، واتقاءً من ذلك يجب استبدالها باسم آخر.

ولماذا تقول ذلك يا زول؟ قال إن هذا ليس تاريخ عدن فقد كانت سباقة في تقديم الطاقة الكهربائية للبشر منذ أن كانت بعض الدول الجوار فقيرة ولم تشب عن الطوق.
ولما عاتبته على قوله، قال لي: جلت ليك إني أشاهد نجوم الليل في النهار، ونجوم الليل في الظلام، وخلال مكوثي في عدن كنت أسير على هدى توزيع النجوم في سماء عدن فأصبحت النجوم خير دليل توصلني إلى مبتغاي في مديريات عدن.

وبطريقة فكاهية قال: لو أن كل رئيس مؤسسة خدماتية في عدن يتعامل معها كما يتعامل الزوج مع زوجته لكانت عدن بندرا وأفضل الأمصار، لكن التعامل مع المؤسسات كالزوج المعطل في الأسرة وفي المؤسسات.
* ونجوم عدن خير دليل وأفضل من ضوء الكهرباء الذي يبات هو نفسه في سبات ويحتاج إلى الاستعانة بنجوم السماء في عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى