"نائل الحداد" طموح بلا حدود.. وإمكانات محدودة

> تقرير/ خالد بلحاج

>
في سن مبكر بدأ الشاب نائل نوح الحداد "39" عاماً من أبناء مدينة القطن في حضرموت بتجميع أفكاره الإبداعية وخربشات الطفولة كغيره من أقرانه في الصف. كان طالباً في الصف السابع، ولم يتجاوز سنه الخامسة عشرة عندما انطلقت أولى شرارات إبداعاته لتوليد الطاقة الكهربائية للمحركات بواسطة الدينما المغناطيسية كحلم ظل يراوده وطموح بلا حدود اصطدم بإمكانات محدودة في ظل أوضاع معيشية صعبة وغياب الدعم والتشجيع.

نائل مشروع مخترع عبقري قادم متى ما وجد من يقف إلى جانبه ويسانده، فهو طاقة متجددة من الحيوية والنشاط، ولم تقف أي معوقات في طريق حلمه وطموحه اللامحدود ليواصل إبداعاته المختزنة منذ الطفولة.

رب ضارة نافعة
يقول الشاب نائل: "عندما كنت في الثامنة عشرة عملت على إصلاح الأجهزة الكهربائية، غسالات وثلاجات وأفران، كرغبة وهواية لديّ بتشجيع من والدي وأخي جهاد، وحقيقة استفدت كثيراً من خبرات صديقي م. رشدي باحرز".


عمل نائل في ورشة بمدينة القطن لفترة، ثم انتقل للعمل في مجال التبريد بمدينة الشحر ما بين عام 2000م و 2019م إلا أن ألماً في ظهره منعه من مواصلة العمل في التبريد كونه يتطلب جهداً كبيراً، وهو ما تسبب له بمشاكل مرضية في منطقة الظهر.

يتابع: "بعد إصابتي بألم في الظهر اتجهت لصناعة مكائن قص الفضة وغسلها، والمناخل الكهربائية بمواد محلية الصنع أقل جهد وأقل كلفة، ومؤخراً قمت بصناعة مضخة رش دخاني بمواد محلية نظراً لحاجة المديرية لمضخات رش ضبابي لمكافحة البعوض والحشرات، ولغلاء أسعار المضخات المستوردة في الأسواق المحلية ما بين 3000 ألف ريال سعودي، و 1000 دولار أمريكي".

تقنيات الإنترنت وأفكار نائل
فكرة المضخة أخذها نائل من الناشط نايف باعنس، ودعمه لتنفيذها مدير عام مديرية القطن عبداللطيف النقيب، وقال: "عملت قرابة أربعة أشهر على ابتكار المضخة، وقمت بإدخال أساليب وتقنيات حديثة بالاستفادة من صنع المضخات وتركيبها عبر مواقع في الإنترنت، وصممتها وفقاً  للإمكانات المحدودة المتوافرة بمواد محلية وكانت التجربة الأولى بمحرك نبضي ظهرت فيها بعض العيوب إلا أنني استمريت في التجارب والتعديلات، واستغرق مني التصنيع أسبوعاً واحداً فقط بعدل التعديل".

ويرى نائل أن المضخة التي صنعها تتميز عن غيرها بأنها سهلة الاستخدام والتشغيل بواسطة مادة الغاز، ويمكن نقلها واستخدامها يدوياً أو عبر دارجة نارية أو سيارة، ما يتيح للعامل إمكانية تنفيذ عمليات الرش داخل الأزقة والشوارع والممرات الضيقة.

وحول أفكاره المستقبلية التي هو بصدد تنفيذها أشار نائل إلى أن الفكرة تأتي أولاً، وبعدها يقوم بالبحث عبر الإنترنت ليحصل على معلومات أكثر وتقنيات مقترحة، ثم ينفذ فكرته على الواقع باستخدام مواد محلية.
وقال: "الفكرة القادمة هي تصنيع مضخة بصوت منخفض، فالإنتاج المحلي برأيي أفضل وأقل كلفة، فالأفكار موجودة وبحاجة إلى دعم سواء من الجهات الرسمية أو رجال المال أو المنظمات المهتمة بالمبدعين والمبتكرين، ليتسنى تحويلها إلى واقع ملموس".

مشاركات وطموح
شارك نائل في المعرض اليمني الثاني للاختراعات في نوفمبر 2013م بصنعاء، وحصل على براءة اختراع المحرك المغناطيسي من وزارة الصناعة والتجارة، ثم شارك مع أكاديمية الموهوبين بسيئون باختراع محرك احتراق التوربين يعمل بالغاز، حيث صنع نموذجاً مصغراً، وانتظر مساندتهم لتطوير الفكرة وصنع الجهاز بحجم أكبر، لكن لم يحصل ذلك، وقال: "تم تكريمي من قبلهم نظير ذلك الاختراع في العام 2015م".

نائل الحداد مع الزميل خالد بلحاج
نائل الحداد مع الزميل خالد بلحاج

أضاف نائل: "طموحي لا حدود له، لكن الإمكانيات محدودة جداً. أطمح أن أعمل على إصلاح محركات اقتصادية في الاستهلاك لإنتاج كهرباء مجانية، وأأمل أن يستفيد الآخرون من خبراتي، وأنقلها إليهم للاستفادة منها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى