إذاعة سيئون بحضرموت.. سبعة وأربعون عامًا من الريادة والرسالة الإعلامية التنويرية

> تقرير/ خالد بلحاج:

> سبعة وأربعون عاماً خلت منذ أن اعتلى الزميل الإعلامي القدير أبوبكر محسن الحامد رحمة الله عليه إحدى الغرف بقصر السلطان الكثيري بسيئون محافظة حضرموت صادحاً بصوته: "هنا إذاعة سيئون، إذاعة الشعب"، معلناً بتلك العبارة افتتاح أثير إذاعة سيئون الرسمية بمحافظة حضرموت في السادس والعشرين من سبتمبر1973 من القرن الماضي، واستمرت بالعطاء دون توقف، إذ لم تتأثر بالحقب السياسية والأزمات التي مرت بالبلد، بعكس رفيقاتها من إذاعات الجمهورية، بل ظلت تتحدى كافة الظروف لتواصل نشاطها المجتمعي التوعوي لتحوز بذلك على أعلى نسب المتابعة والاستماع داخل كل بيت.

"جهود شبابية تطوعية"
بجهود تطوعية شبابية وقامات إعلامية محلية وبدعم من منظمات شبابية ونقابية تأسست إذاعة سيئون، آخذة على عاتقها حمل الرسالة الإعلامية، حيث مرت بعدد من المحطات والتنقلات في إرسال البث الإذاعي، حتى ضمت ضمن المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون.

"أسرة واحدة"
أبوبكر الحامد
أبوبكر الحامد
يعود السر وراء استمرار إذاعة سيئون طوال هذه الفترة إلى أن العاملين في الإذاعة كانوا مثل خلية النحل، يشكلون أسرة واحدة، يدفعهم حب العمل الإذاعي لتقديم رسالة سامية تهتم بالجانب الصحي والتربوي والتنموي والتراثي والاجتماعي والديني والتوعوي إضافة إلى البرامج الشبابية والرياضية وبرامج المرأة والطفل، مما جعلها تكسب حب وثقة مستمعيها لتستمر بأبسط الإمكانيات في عملية إرسالها، إضافة إلى أن البرامج البسيطة والهادفة والموضوعية ساهمت وبشكل كبير في إرسال الرسالة الإعلامية الهادفة إلى شريحة واسعة من فئات المجتمع، وأيضاً حسن اختيار كادر إذاعة سيئون المخضرمين والذين يمتازون بالإبداع "فحصدت بذلك العديد من الجوائز البعض منها خارجياً من إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأخرى محلياً من صنعاء وحضرموت".

"تغطية إعلامية واسعة"
تغطي الإذاعة كافة مساحة وادي حضرموت وبعض مناطق ساحل حضرموت وصحراء الربع الخالي، وأجزاء من محافظة شبوة، وتبث عبر موجة (FM) وبالموجة المتوسطة، عبر محطة الإرسال في منطقة «ذي أصبح» وهي المحطة الوحيدة في الجمهورية اليمنية التي لم تتضرر إطلاقاً، بالإضافة إلى موقعها في شبكة الإنترنت، والتطبيق الإلكتروني في الجوالات المحمولة للتواصل من خلالهما مع المغتربين في الوطن العربي والعالم بشكل عام.

"ارتباط وثيق"
تحظى الإذاعة بحضور قوي داخل حضرموت، ولها مستمعون عبر الشبكة العنكبوتية في دول الخليج، وأينما تذهب تجد إذاعة سيئون حاضرة لارتباطها الوثيق بالمستمع، وهي التي بنت طوال هذه الفترة علاقة وطيدة بينها وبين المستمع خاصة أن برامجها تتحدث عن أنماط حياتهم اليومية.
وقال مدير عام إذاعة سيئون هدار محمد الهدار بهذه المناسبة: "إن الإذاعة تتلقى دائماً رسائلاً من المغتربين يهنئونهم فيها بنجاحهم في استمرار الإذاعة، ويبدون تفاعلهم مع ما تقدمه الإذاعة من برامج".
وأكّد على أن إذاعة سيئون هي الإذاعة الوحيدة التي لا زالت تؤدي الرسالة، ولم تتأثر بالأحداث الجارية في البلد، وظل حب القائمين عليها وارتباطهم بالمستمعين قوياً.

مضيفاً بالقول: "ونحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ 47 لتأسيس هذا المنبر الإعلامي التنويري الخدمي العريق بحضرموت والوطن عامة (إذاعة سيئون) لم يتغير شيء يذكر سوى أننا فقدنا أحبة لنا في هذا العام كانوا لنا قدوات وأساتذة في العمل وعلى رأسهم الأستاذ القدير أبوبكر محسن الحامد الذي ترك فراغا كبيرا لا يمكن أن يعوض وبهذه المناسبة أجدها فرصة سانحة لأوجه ثلاث رسائل:

رسالة شكر وعرفان لمستمعي وكل متابعي الإذاعة في الداخل والخارج هؤلاء الذين نستمد منهم العطاء، فهم زاد ومدد الاستمرار والتواصل خلال هذا العمر الطويل (47) وهم مصدر الإبداع والإلهام لنا ونحرص ونتمنى أن نقدم خدمة إعلامية متميزة تحترم عقولهم وذوقهم ونقدم المعلومة والخدمة ونلبي ما يريدون منها.
تحية إجلال وتقدير للسلطة المحلية على ما تقدمه لنا من دعم لتسيير عملنا اليومي والذي لولاه لما وصلت الإذاعة إلى ما وصلت إليه اليوم من تمديد في ساعات إرسالها وتحديث في استوديوهاتها وتوسيع دائرة انتشارها والتقاطها عبر أجهزة الــ FM وبصوت ذات جودة ونقاوة ونطالبها بالمزيد.

وزارة الإعلام مع خالص شكرنا للجهود التي يقوم بها العزيز الأستاذ حسين باسليم نائب وزير الإعلام وفريق العمل معه في الوزارة في (عدن) لاستمرار وانتظام صرف مرتبات الموظفين بالإذاعة إلا أننا نطالب الوزارة بتفعيل المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وصرف ميزانيات تشغيلية وتأهيل الكادر الإعلامي والقيام بأدوارهم المختلفة للنهوض بالإعلام الرسمي.

ومضى يقول: "اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ 47 لتأسيس الإذاعة نتذكر لحظات التأسيس التي قصها ورواها لنا أساتذتنا مع بدايات الانطلاقة لأثيرها من أعلى غرفة بقصر السلطان الكثيري، ونستلهم منهم ومن هذه التجارب والقصص والذكريات والتضحيات نستلهم ونستمد قيم الحب والعشق والبحث عن الإبداع والتميز".
مؤكداً بأن عملهم في الإذاعة توعوي خدمي بشكل كبير مع محاولتهم التفاعل مع قضايا البلد الإنسانية والاجتماعية والثقافية والصحية وغيرها وأن يكونوا جزء منها، والسعي لتقديم مائدة متنوعة للمستمع من البرامج التي تقدم على مدى 12 ساعة في اليوم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى