مواطنون: ارتفاع جنوني في أسعار المستلزمات المدرسية بأبين

> تقرير/ عبدالله الظبي

> توسعت دائرة المعاناة لدى المواطنين في عموم البلاد التي تشهد أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان وفقاً للتقارير الأممية.
وفي محافظة أبين يعجز المواطنون عن شراء الملابس المدرسية والمستلزمات الدراسية لأطفالهم نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتأخر صرف الرواتب وتدهور وضع العملة المحلية بدرجة كبيرة جداً أمام العملات الأجنبية.
يتشكى المواطنون بمحافظة أبين من الارتفاع الجنوني في أسعار الزي المدرسي والقرطاسية والمستلزمات المدرسية في المكتبات هذا العام، والذي لم يشهدوا له مثيلاً في الأعوام السابقة.

ويقول مواطنون في أحاديثهم لـ "الأيام": إنهم استبشروا خيراً بعد تعليق نقابة المعلمين الإضراب، واستئنافها العملية التعليمية المتوقفة منذ العام الماضي، لكنهم تفاجؤوا بموجة غلاء الأسعار التي لم تسلم منها المواد المدرسية والملابس والأحذية والمواد القرطاسية والمكتبية، حيث وصل سعر القميص المدرسي إلى 5 آلاف ريال، والبنطالون 6 آلاف، ناهيكم عن ارتفاع أسعار المواد القرطاسية والمكتبية.

وأكد اختصاصيون اجتماعيون ومهتمون أن سوء الأوضاع المعيشية جعلت الكثير من الأسر عاجزة عن توفير المستلزمات الدراسية الأساسية لأبنائها في السنة الدراسية الجديدة.
وشجع غياب الرقابة والمحاسبة والانفلات التهور الحاد في صرف العملة بعض التجار على رفع قيمة الأدوات المدرسية، وأضحى المواطن أمامها غير قادر على توفيرها لأطفاله واكتفاء الكثير من الأسر بالزي المدرسي للأعوام السابقة.

ارتفاع جنوني
وتقول أ. نجوى محسن سالم اختصاصية اجتماعية بمكتب الشؤون الاجتماعية بمحافظة أبين: "يعاني أولياء الأمور من الارتفاع الجنوبي في أسعار السلع وأهمها هذه الأيام مستلزمات المدرسة من حقائب وأدوات مدرسية وملابس وأحذية وغيرها".

وتابعت حديثها: "ارتفاع سعر مستلزمات الدراسة مع تدهور سعر العملة صار الشغل الشاغل لكل أب وعائلة أبينية، ووجدنا أن بعض أولياء الأمور اضطروا إلى إخراج أطفالهم من المدرسة، لعدم قدرتهم على توفير المستلزمات لهم، وبعض الآباء يختارون طفلاً أو اثنين أما البقية يجبرونهم على ترك التعليم لعدم قدرتهم على توفير متطلباتهم".

وأضافت: "جلست مع أم لطفل الروضة، وكانت تتحدث عن تجهيز طفلها الوحيد للروضة، وتحسب كم دفعت من أجل تجهيزه، ووصل المبلغ إلي 35 ألف ريال ويمكن يصل لأكثر، وقالت لي لو كان معي 3 كيف سأفعل".

وأشارت إلى أنها لن تستغرب إذا زاد انتشار الأمية والتسرب من التعليم، حيث أن الناس تمر بظروف قاسية جداً، كما أن المدارس تقوم بمطالبة الطلاب بإحضار زي مدرسي في الوقت الذي يجب فيه على المدارس البحث عن الأطفال الذين يعانون ظروف قاسية، ولا يجدون من يساعدهم ويصبح مصيرهم الجلوس في البيت والتسكع بالشوارع والضياع.

واستدركت: "في اتفاقية حقوق الطفل ضمن نصوصها أن التعليم حق من حقوق الطفل والدول ملزمة بضمان حق الأطفال بالتعليم، لكن مع الأسف الشديد لا دولة ترعى حق الطفل بالتعليم، كما أحب أنوه بدور المنظمات الدولية العاملة في مجال التعليم والطفولة أن تساعد هؤلاء الأطفال، وتوفر مستلزمات لهم خاصة من يحرمون من التعليم بسبب هذه الظروف".

وأضافت: "بالنسبة للمحلات التجارية لا توجد رقابة عليها، وكانت التجارة والتموين مسؤولة عن الرقابة على التسعيرة لكل السلع، ومنها مستلزمات المدرسة، لكن مع الأسف لا تمارس تلك الجهات الحكومية دورها، ولهذا نلاحظ هذا الارتفاع الجنوني، وصراحة الحوار الذي يحصل بين الزبون والتاجر عن السعر هو دائماً حديث واحد مكرر: الدولار ارتفع. وفي أغلب الأحيان يرفع التاجر السعر أضعافاً من أجل أن يعوض، حسب قوله، لكن بالواقع هو ارتفاع مزاجي بدون رقابة السلطة، وكما نلاحظ أن السلطة تدعم التاجر وليس المواطن".

واستغربت: "نلاحظ كيف يقوم التجار بإخفاء بعض البضائع حتى تتلف من أجل زيادة السعر، أما مستلزمات الدراسة فحدث ولا حرج. اليوم وصل الأمر بمن عنده أطفال يدرسون إلى أنه يحتاج إلي عشرات الآلاف من أجل البدلة والشنطة والجزمة، وأيضاً الدفاتر ومستلزماتها. وتجهيز طالب كتجهيز عريس ولا أحد يرحم
هذا إذا كان الطالب بنفس المنطقة، أما إذا كان يحتاج مواصلات وملازم وكتباً ومصروفاً، فالأمر أصعب وأخيراً يريدون مجتمعاً متعلماً، والدولة نائمة بالفنادق وتصرف خيرات البلد بالعملة الصعبة وتستمع، بينما البلد تنهار والصرف ينهار والعملة صارت بلا قيمة".

عجز عن توفير الأساسيات
من جهته، قال المواطن علي سالم الحكم: "إن وضعنا المعيشي أصبح صعباً للغاية جراء ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بسبب انخفاض سعر العملة المحلية بدرجة كبيرة أمام العملات الأجنبية. نحن اليوم بحاجة ماسة لمتطلبات التعليم، ولا مصدر دخل لنا سوى راتب وعاده يتأخر كما هو حال معظم أبناء زنجبار".

وأضاف: "سوء الأوضاع المادية جعلتنا عاجزين عن توفير المستلزمات الدراسية الأساسية لأبنائنا وإدخال الفرحة إلى نفوسهم، حيث أجبر أبناؤنا على ارتداء ملابس السنة الماضية".
وتابع حديثه : "الجشع وغياب الرقابة والمحاسبة دفع بعض التجار إلى رفع قيمة مبيعاتهم المدرسية بأسعار خيالية أضحى المواطن أمامها غير قادر على توفير ولو بعضاً منها".

حرمان
من جانبه، قال عبدالله سعيد: "لدي أربعة أبناء اثنان في المرحلة الابتدائية واثنان في المرحلة الثانوية استطعت في العام الماضي شراء بعض مستلزمات الدراسة لهم، أما هذا العام فلم أتمكن والسبب يعود للارتفاع الجنوني في قيمة المستلزمات المدرسية الناتج عن تهاوي العملة المحلية. ومتى فتح الله عليَّ سآخذ الأشياء الأساسية من المستلزمات الدراسية، وإذا لم أتمكن فسيدرسون بملابسهم الخاصة بالعام الماضي، كون راتبي لا يكفي، لشراء المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية للبيت، وما يزيد من مرارة معاناتنا بأننا أصبحنا نرى أطفالنا يتكبدون ويقاسون في هذه الحياة أمام أعيننا دون أن نستطع أن نقدم لهم شيئاً بسبب الحكومة التي لا تجيد سوى سياسة القتل لشعبها بشكل بطي".

ارتفاع أضعاف عن العام الماضي
وقال المواطن رياض منصور، من مدينة جعار: "في البداية أشكر (الأيام) على إتاحة هذه الفرصة لنا. نحن أرباب الأسر لنعبر عن معاناتنا من غلاء الأسعار خاصة فيما يخص الملابس والمستلزمات المدرسية لأبنائنا، وإن كثرت الصحف والمواقع إلا أن لـ (الأيام) مكانة خاصة في قلب كل مواطن".

وأضاف: "أسعار الملابس المدرسية ارتفعت هذا العام عن سابقه أضعاف ما كان في العام الماضي. قمت بشراء ملابس لابني بمبلغ 15 ألف ريال، ثم تأتي الشنطة وقيمتها 5 ألف ريال، ثم تأتي الدفاتر وتوابعها 5 ألف ريال، طبعاً هذا في الحد الأدنى من البضاعة، وإن أردت شراء الأصلي فهذه مشكلة، ونحن بالكاد نشتري البضاعة على قولهم (مشي حالك)، ولما تجمعها تطلع التكلفة 25 ألف للولد، أما البنات فتكاليف ملابسهن والبالطو أو العباية وكل ما تحتاجه البنت يصل إلى 30 ألف ريال، تخيل كم بتطلع التكاليف، أنا مثلا عندي 5 أبناء أربع بنات وولد. تخيل كم ستكون تكاليفهم؟!، وهناك أسر فقيرة، بل تحت خط الفقر اضطرتها هذه الأعباء والتكاليف إلى إخراج أولادها وبناتها من المدرسة. وهذا أمر يدمي القلب".

أسباب متعددة
أحد تجار المستلزمات المدرسية في زنجبار، أكد لنا أن سبب ارتفاع الأسعار الخاصة بالمستلزمات المدرسية يعود إلى تردي الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الوطن اليوم من تراجع الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
وأضاف: "نحن تجار تجزئة في المحافظة نقوم بشراء المستلزمات من التجار الجملة الذين هم يرفعوا في الأسعار وهذا شيء طبيعي، فنحن نقوم برفعها من أجل الحصول على مكسب، كذلك نحن نخسر حق المواصلات ونقل البضائع من عدن إلى أبين، ولهذا نخسر في نقل مبلغ كبيرة، لذلك من ضروري نرفع في الأسعار.
فيروس كرونا أطاح العام الماضي بحق الطلاب في التعليم، وأتى العام الجديد على وقع أزمات أشد وأنكأ تدهور الأوضاع المعيشية من صرف العملة وتأخر الرواتب وإضرابات المعلمين، والواضح أن دوامة الأزمات ستستمر حتى يستيقظ المسؤولون من سباتهم العميق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى