أسراب الجراد تغزو وادي وصحراء حضرموت و(الفاو) قدمت مبيدات منتهية الصلاحية

> تقرير/ خالد بلحاج

> ناشد عدد من المزارعين في وادي حضرموت السلطات المحلية وإدارة الزراعة بمساعدتهم في مكافحة الجراد والتخفيف من معاناتهم جراء تزايد أعداد الجراد ومهاجمتها لمحاصيلهم وإتلافها لمساحات واسعة من أراضيهم الزراعية وألحقت بهم خسائرا كبيرة في محصول البصل والخضار الأخرى والبرسيم وغيرها .

قبل خمسة أشهر وصلت أسراب الجراد إلى مديرية العبر الصحراوية ومديرية رخية ونتيجة للتغيرات المناخية شهد وادي وصحراء حضرموت تغيّرا مناخيا وهطول أمطار غزيرة خلال شهر رمضان الماضي وما بعده، شكل بيئة خصبة لتوالد الجراد في تلك المناطق وصولاً إلى القطن وسيئون وتريم التي استوطن الجراد فيها وأصبحت بؤرة بعد ظهور ومشاهدة الحوريات وبكميات كبيرة وأصبحت تشكل خطرا على الأمن الغذائي بوادي وصحراء حضرموت.

يقول الكثير من المزارعين أنهم بذلوا جهوداً كبيرة مع أولادهم والعمال بالأجر اليومي لمكافحة الجراد باستخدام الوسائل التقليدية في مكافحة الجراد منها حرق جذوع النخل لتسبب الدخان أو الطرق على الأواني الحديدية أو البلاستيكية ليستشعر بها الجراد ويطير، ولكن يعود الجراد إلى المحاصيل والأشجار بنفس المزرعة أو المزرعة المجاورة، ونادرا استخدموا المبيدات الحشرية بواسطة آلات الرش التي تستخدم في المحاصيل الزراعية لكن دون جدوى حيث الخوف ينتابهم لوجود مناحل نحل لمربيي النحل في المزارع.

الشباب يكافح
هناك مقولة تتردد في حضرموت منذ سنوات أن الجراد إذا وصل حضرموت فيقولون: "وصل الجراد لمثواه الأخير" حيث عرف الحضارم بمكافحتهم التقليدية للجراد من خلال اقتناصه ومن ثم القيام بشيه وأكله، وكانت في السابق تتسابق عليه الأسر جميعاً، أما الآن فقد أوكلت المهمة للشباب حيث يصطادون الجراد بالمساء وبعد ذلك يقومون بشيه على النار وإضافة الملح والبهارات إليه ومن ثم أكله.
ويقال أن الجراد مفيد للجسم كعلاج لبعض الأمراض، بل وصل بالبعض عرضه في السوق وبيعه وقد بلغت القنينة عبوة 2 لتر مبلغ 1000 ريال "إلا أن تلك المكافحة لم تفي بالغرض لكثرة أسراب الجراد وابتعاد الغالبية من المواطنين والشباب خصوصاً عن اقتناصه"

انتهاء صلاحية المبيد
وكيل محافظة حضرموت المساعد لشئون مديريات الوادي والصحراء/ عبدالهادي عبد اللاه التميمي قال: "بخصوص تواجد أسراب الجراد في وادي وصحراء حضرموت نحن فعلا ابلّغنا بتواجده وبكميات كبيرة في العديد من المديريات وكان البلاغ الأول (بالحوريات) ونحن دائما نتدخل عن طريق منظمة الأغذية والزراعة [الفاو] في مكافحة هذا النوع لأنه سهل للمكافحة كونه متواجد على الأرض وغير طائر وبإمكاننا مكافحته، وسبق أن اقمنا عدة حملات لمكافحة الجراد في الفترات الماضية.

وأوضح الوكيل التميمي بأنه واجهتهم هذه المرة في المكافحة مشكلة انتهاء صلاحية المبيد المستخدم في المكافحة والمنظمة الدولية للأغذية والزراعة (الفاو)، نصحونا باستخدامها ولكننا امتنعنا خوفاً من حدوث أية أضرار "من سوف يتحمل مسئولية حدوث أي أضرار تنتج عن استخدام هذه المبيدات التي انتهت صلاحيتها، لا أحد يريد أن يتحمل هذه المسئولية ووزارة الزراعة لا تريد أن تتحمل هذه المسئولية والمزارع لن يرحمنا ولا الآخرين لن يرحمونا اذا استخدمنا مبيدات انتهت صلاحيتها وحدثت أضرار بالغة سواء في الماشية التي رعت منها أو غيرها، إضافة إلى إخواننا مربين النحل واجهنا إشكالية في أنهم ينقلون هذه المناحل من المناطق الموبوءة بالجراد لنتمكن من الرش، وأشار بأن هذه المناطق التي ستتعرض للرش المفروض أن يتوقف فيها رعي الأغنام والماشية عشرين يوما، وكذلك أيضا أبعاد المناحل منها وتنقل إلى مواقع أخرى هذا في الظروف الطبيعية وفي حالة أن المبيدات التي ترش لم تنته صلاحيتها، أما بعد انتهاء صلاحيتها لا نمتلك الفهم العلمي لبقاء آثار هذه المبيدات السامة القاتلة للجراد على الأشجار وعلى المواقع التي تم رشها".

وأضاف: "أقول أنا شخصيا أتحمل مسئوليتها وأقوم بإيقاف أي حملة سيكون لها التأثير السلبي، برغم أن المزارعين طلبوا بتنفيذ حملات رش لمكافحة الجراد ولكن لا نستطيع إقامة أي حملة بمواد مدتها منتهية ولا نريد أن نضحي بمدير عام الزراعة أو المنفذين أو حتى بأنفسنا في عمل لا نفهم أبعاده ولا مخاطره ولا نحن الجهة التي تقرر ذلك".

كما أضاف: "طلبنا من منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل أن يزودونا بمبيدات صالحة للاستخدام ولم تنته صلاحيتها بعد وربما تصل في الأيام القادمة، لو استخدمنا هذه المبيدات المنتهية لن تفيد بل ستزيد الضرر"

نقص المبيدات
مدير مكتب وزارة الزراعة المهندس شكري باموسى قال: "يعتبر الجراد أشد الآفات خطورة على المحاصيل الزراعية حيث يسبب خسائر كبيرة نتيجة لتكاثره بأعداد كبيرة حيث يصل سرب الجراد إلى اكثر من 40 مليون، وأشار بأن منظمة

الفاو تولي اهتماما لمكافحة الجراد وقدمت لنا عبر مكتب الزراعة بالوادي تمويل حملتين لمكافحة الجراد الأولى للفترة من 2 – 12 يوليو 2020م والثانية للفترة من 28 يوليو – 25 أغسطس 2020م واستهدفت أربع مديريات وهي العبر ورخية وتريم وحريضة، عبر فريق مكافحة من مكتب الزراعة من إدارة وقاية النبات حيث توجد لدينا آلات خاصة لمكافحة".

وأكد المهندس باموسى "بأنه يتم رفع تقارير شبه يومية للجهات المختصة بوزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حول الجراد ومواقع تواجده لافتا بأن أسراب الجراد المتواجدة بوادي حضرموت تحتاج إلى تدخل عاجل لما تشكله من خطورة في استهداف الأمن الغذائي ومهاجمة المزروعات حتى أشجار السيسبان ونتلقى الشكاوي يوميا من المزارعين ونقوم برفعها للوزارة والسلطة المحلية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى