قيادات عسكرية وسياسيون في الذكرى الـ "57" لثورة 14 أكتوبر.. كفاح شعب وهزيمة احتلال

> تقرير/خاص:

> أكتوبر مناسبة لتجديد إصرار الجنوبيين على الاستقلال
إن الذكرى الـ 57 لثورة الرابع عشر من أكتوبر، التي اندلعت شرارتها الأولى من جبال ردفان بمحافظة لحج عام 1963م، بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة، ضد الاستعمار البريطاني، حدثا عظيما يمثل يوماً تاريخياً وطنياً بعظمة أبناء الشعب الجنوبي الذين توجت تضحياتهم بالنصر المُبين في 30 نوفمبر 1967م، بإعلان قيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وعاصمتها عدن.

لم يكن انطلاق ثورة أكتوبر عبثيًا، ولا محض صدفة، ولكن شرفاء الجنوب لم يرضوا بأن تظل أرضهم محتلة بأي شكل من الأشكال، ورغم أن بريطانيا قدمت لعدن والمحافظات الجنوبية، من بناء وإعمار جعلتها من أهم المدن في العالم آنذاك إلا أن كل هذا لم يكن ذا قيمة تذكر لدى الجنوبيين طالما وأن أرضهم ووطنهم محتل، ويُرفع فيه علم غير العلم الجنوبي، فظل الجنوبيون في غليان ضخم إزاء التواجد البريطاني في عدن والجنوب ككلّ وحتى اليوم الذي اندلعت فيه الشرارة الأكتوبرية من جبال ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م، فعظمة النضال وتوالي التضحيات لأي أمة أو شعب من شعوب العالم ما ذلك إلا تجسيد حي لحيوية تلك الأمة أو الشعب، ورفع أقدس قضاياه وحشد طاقاته بإرادة وعزيمة.

"الأيام" رصدت رأى عدد من القيادات العسكرية والنخب السياسية في محافظة أبين للتعبير عن شعورهم حيال هذه الذكرى، وآمالهم المستقبلية...

الذكرى العظيمة في نضال شعبنا
يقول الشيخ أبوبكر العويني: "تهل علينا الذكرى الـ 57 لثورة 14 أكتوبر بعد نضال مرير وتضحيات استمرت لأربعة أعوام متتالية ضد الاستعمار البريطاني قدم الشعب الجنوبي خلالها خيرة رجاله من الشهداء والجرحى لينال بعدها استقلاله في 30 نوفمبر 1967، إن هذه الذكرى العظيمة في نضال شعبنا الجنوبي نضال المقاومة الجنوبية بكل فصائلها وبكل تياراتها رغم الانقسامات الأخيرة في عهد الثورة، فثورة أكتوبر في الجنوب مثلت ميلاد جديد في حياة الشعب الجنوبي بعد حكم الاستعمار البريطاني الجنوب طيلة 129 عام حيث كانت عدن أكبر قاعدة في الشرق الأوسط".

وتابع "انتصرت ثورة أكتوبر بفضل قيادة الجبهة القومية بعد أن تصدعت العلاقة النضالية مع جبهة التحرير، نتذكر اليوم الشهداء منهم عبد النبي مدرم نتذكر عبود وأسرة مكاوي والقطاع النسوي مثل نجلاء مكاوي والنقابات العمالية في عدن، ولا يمكن أن ننسى فنان الثورة الجنوبية محمد محسن عطروش وأغنيته التي لا زالت تبعث فينا تفاصيل يوم النصر "برع يا استعمار من أرض الأحرار"، وكذلك الشهيد قحطان محمد الشعبي وفيصل عبد اللطيف وسالمين الذين علقوا في ذاكرة الجنوب في ملف الثورة".

وأوضح العويني أن ثورة أكتوبر انحرفت عن مسارها الحقيقي بسبب دخول اسم اليمننة وتحولت بعد الاستقلال إلى ثورة بتسميات عدة لا تمت للواقع الجنوبي بصلة وشعارات ومزايدات أضرت بالثورة والثوار كقانون الإصلاح الزراعي والتأميمات التي نفرت رأس المال الجنوبي، وقال " نعم حصلت أخطاء كثيرة وكان الخطأ الأكبر والفادح شعار الوحدة اليمنية الذي أدى الى القضاء على الثورة الجنوبية في عام 1990 وتحولت بعد ذاك الوحدة إلى احتلال بعد قيام حرب 1994 ما بين الشمال والجنوب".

وتمنى أن يستفيد أبناء الجنوب اليوم من الدروس والعبر ليصححوا مسار الثورة الجنوبية ويربطوا النظرية بالواقع مؤكدا على ضرورة توحد القوى من أجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

كفاح شعب وهزيمة احتلال
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين العميد عبدالله الحوتري قال: "ذكرى 14أكتوبر تمثل كفاح شعب وهزيمة الاحتلال البريطاني أو الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس التي سميت بهذا الاسم لاستعمارها عدة بلدان في مختلف قارات العالم وبدوران الأرض حول نفسها لا تجد الجزء المواجه للشمس يخلو من التواجد البريطاني لانتشار مستعمراتها في الشرق والغرب وبلادنا الجنوب العربي من البلدان التي استعمرتها بريطانيا لأهمية موقعها الاستراتيجي كنقطة وصل بحرية بين الشرق والغرب".

من جانبه قال العميد محمد جواس قائد محور أبين: "ليس لدينا أي عيد نفرح به سوى ثلاثة أعياد وهي عيد عرفة وعيد الفطر المبارك وعيد ثورة14 أكتوبر، ذكرى انطلاق ثورة الجنوبيين المجيدة ضد المستعمر البريطاني، لها مهابة عظيمة والحديث عن هذه الذكرى ليس بالأمر السهل فهو ليس مجرد تاريخ في روزنامة الزمن، بل هو نقطة مضيئة وفارقة في تاريخ شعبنا الجنوبي العظيم الذي سطر أروع الملاحم البطولية وقدم التضحيات الجسام في سبيل الحرية والانعتاق والتحرر من نير الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدره لما يقارب 129 عام لكنه بالأخير أُجبر على الرحيل أمام بسالة وصمود الأجداد".

وأكد أن أكتوبر يتجدد ليخلد في صفحات التاريخ التي لا تخلو من المنعطفات والأحداث التي نكرسها لتوحيد الصف الجنوبي.

ولفت فيصل باعرفة رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية خنفر إلى أن "الحديث عن ثورة 14من أكتوبر مليء بالشجون يطول الخوض فيه لما لها من أثر بالغ في نفوسنا، حيث فجر الأحرار أول شرارة في يوم الرابع عشر من أكتوبر 63م إيذانا بالبدء لمقارعة الاحتلال البريطاني بالكفاح المسلح وإعلان رفض تواجدهم في أراضي الجنوب العربي، فجاءت ثورة أكتوبر ملبية لطموحات شعبنا بالخلاص من الاستعمار ومثلت أولى خطوات الكفاح المسلح التي انتفضت لطرد المستعمر البريطاني".

وأضاف: "ثورة أكتوبر ظلت وما زالت تمثل ملحمة الخلاص من الاحتلال البريطاني بعد قرن وثلاثة عقود من الزمان، وهي ثورة الأحرار من أجدادنا الأوائل الذين هبوا من كل مناطق الجنوب هبة رجل واحد للتصدي لأقوى إمبراطورية وأضخم ترسانة مسلحة كانت في ذلك الوقت، ما زلنا نتذكر ثورتنا المجيدة ونتفاخر بها كونها الثورة التي توجت بإنهاء تواجد الاحتلال البريطاني في الجنوب العربي".

طعن الهوية الجنوبية
قائد الثورة الصناعية الجنوبية الشيخ علي بن محمد عبد الرب السنيدي باعباد أكد أن خروج بريطانيا مثل خروج للاحتلال ولكن تم اختراق الهدف الجنوبي العربي من لوبي شمالي ليممنة دولة الجنوب العربي، وتم إقصاء الهوية الجنوبية العربية تحت مسمى يمننة الجنوب العربي، ففرحة الجنوبيين بخروج آخر جندي بريطاني كان يرافقها كارثة لم يدركونها ولم يعوا أن اللوبي الشمالي طعن الهوية الجنوبية العربية في الخاصرة فقضى على الشخصيات السياسية والقيادات الجنوبية لتنفيذ مخطط شمالي ليمننة شعب الجنوب العربي وبدأ مسلسل الخلاف الداخلي بين أبناء دولة الجنوب العربي بسبب المخطط الخبيث الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة ولم تتحقق أهداف ثورة 14 أكتوبر لمصلحة الشعب الجنوبي العربي بل استفاد اللوبي اليمني الخبيث من أكتوبر أكثر مما استفاد أبناء الجنوب".

عبدالله أحمد برهوت مدير الإدارة التنظيمية للمجلس، الانتقالي، محافظة أبين: قال" نحتفل بالذكرى57 لثورة الرابع عشر من أكتوبر هذا العام حيث وقد تحررت أجزاء كبيره من بلادنا عقب، عدوان همجي وحشي، كان أبشع من العدوان السابق في منتصف تسعينات القرن الماضي وكان ذلك بإسناد الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ونجدها مناسبة يجدد من خلالها شعب الجنوب العربي إصراره ويطلق رسائل تؤكد مضيه بثورته ومقاومته حتى انتزاع حريته واستقلاله وبناء دولة الجنوب العربي كاملة السيادة على كامل الأراضي الجنوبية وفق حدودها المعروفة دوليا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى