أكتوبر بعيون ردفان.. دعوات لتغليب مصلحة الوطن وتصحيح مسار الثورة

> تقرير/ رائد الغزالي:

> أكتوبريون: نندم اليوم على دماء رفاقنا فليس هذا ما ضحوا لأجله
تمثل ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر التي انطلقت من ردفان بكفاح مسلح أعلن لمقاومة الاستعمار البريطاني عام 1963م بقيادة قائد ومفجر الثورة الشهيد راجح لبوزه، يوما خالدا في التاريخ سيبقى في ذاكرة كل جيل ومناسبة وطنية يحتفي بها الوطن والإنسان، لما قدم خلالها من تضحيات تمثلت بقوافل من الشهداء والجرحى حتى إعلان الاستقلال الوطني في 1967م وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ويأتي أكتوبر هذا العام في ظل ظروف عصيبة وتحديات صعبة وأوضاع مضطربة تشهدها البلاد نتيجة لاستمرار الحرب التي أحدثت وضعا مأساويا في العديد من جوانب الحياة، مناضلون ونخب مثقفة وشخصيات اجتماعية ردفانية تحدثت لـ "الأيام" عن الانطباع حول هذه المناسبة الوطنية العظيمة.

تاريخ مشرف
أحمد جبر
أحمد جبر
المناضل الشيخ أحمد جبر ناشر الوحدي (75 عاما) في مديرية ردفان حاصل على وسام وطني في ثمانينيات القرن الماضي، يروي بشكل مختصر ذاكرته في معارك خاضها في عدد من جبهات القتال خصوصاً في جبال وسهول ردفان، قال بأنه وبعد استشهاد لبوزه في جبل البدوي المطل على وادي المصراح استعرت المعارك في جبهات ردفان ضد قوات الاحتلال البريطاني التي كانت تمتلك الطائرات والمدافع والآليات العسكرية، وكان من بين المعارك التي شارك بها هي معركة الجبهة التي وصفها بالمعركة المباشرة حامية الوطيس وذكر أنه استشهد فيها عدد من الثوار وأصيب آخرون.

وتحدث الوحدي عن موقعة الوفيزة والهجوم على قاعدة القوات البريطانية في الحبيلين وقال: "وقفنا بكل إرادة وعزة وشموخ وإباء متسلحين بالإيمان وحب الوطن وأوقفنا تقدم تلك القوات البريطانية والقوات المتحالفة معها التي شنت حملة عسكرية في أواخر العام 1963م و 1964م وقتلنا العديد منهم، ثورة أكتوبر راسخة وهي تاريخ وطن وعلى الأجيال أن تحافظ على هذا الإرث الوطني الموروث عن الأجداد، وعلى النخب المثقفة مسؤولية توعية الأجيال بأهمية وأحداث وأهداف هذه الثورة وكيف قاتل الثوار جنبا إلى جنب في الجبهات تاركين الخلافات جانبا مغلبين مصلحة الوطن فوق كل مصلحة".

وأضاف: "كمناضلين في الحقيقة، نسعد ونحن نعبر عن مشاعرنا في عيد الثورة الـ 57 ولكن الأحداث اليوم غير مناسبة في البلاد بسبب تدهور الأوضاع وهو شيء مؤسف فالتدهور الحاصل أثر على معيشة الشعب وخصوصا الطبقة الفقيرة، أما المناضلون في هذا الوطن فهم يعانون من الإهمال والنسيان حيث أن هناك مناضلين وافاهم الأجل ومناضلين ما زالوا أحياء يقاسون ألم الأمراض والإصابات والإعاقات لم يلتمسوا لا هم ولا عائلاتهم أي دعم، كنا نأمل من الحكومات المتعاقبة أن تهتم بالمناضلين ولو برفع مرتباتهم التي يتسلمونها من الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والتي من المخجل أن تسمى معاشات"

واجب وطني لم نأخذ مقابله شيء
علي حسين
علي حسين
المناضل علي حسين نصر العيسائي بمديرية ردفان، هو الآخر حاصل على وسام في ثمانينيات القرن الماضي، قال: ناضلنا من أجل الدفاع عن الوطن، وانتصرنا له وحررنا تربته، ونترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا ما قبل وبعد إعلان ثورة الكفاح المسلح، كان ذلك واجب وطني يتحتم على كل شخص غيور على وطنه بالسلاح أو بالسلم".

وحول ابرز ذكرياته مع الملاحم البطولية التي خاضها إلى جانب إخوانه الثوار من أبناء ردفان قال هناك العديد من المعارك التي شاركت بها وأبرزها معركة جبل البدوي والهدة والنقيل بالربوة ومعارك أخرى.
وفي تعليقه على الوضع الحالي وحلول ذكرى الثورة الأكتوبرية، قال أن "الوضع الحالي لا يعجبنا حقيقة وأصبح وضعاً مشتتاً ليس فيه خدمات مستقرة في كل الجوانب وهناك غلاء للمعيشة، تصور بأني أتسلم راتب مناضل بـ 15 ألف ريال فقط، ويأتي كل ثلاثة أشهر، هذا المبلغ لا يكفي حتى لشراء كيس دقيق".

"شاركت في ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن وثورة الجنوب 14 أكتوبر ولم أتبجح بشيء مقابل النضال مثلما يفعل المسؤولون في زمننا الحالي الذين يتلاعبون بالأموال، ونصيحتي للجيل الحالي بأن يحرصوا على الأخلاق وعدم التفريط في قيمهم ومبادئهم وأن يتماسكوا فيما بينهم للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة الحالية التي يعاني منها الشعب".

ثورة أكتوبر منهاج للأجيال
قاسم الجمبل
قاسم الجمبل
المناضل قاسم حسين الجمبل من دبسان مسقط رأس الشهيد لبوزه، قال بأن الثورة الأكتوبرية هي إنجاز وطني يفتخر فيه جميع أبناء الوطن. شارك الجمبل في انتفاضة ثورة الكفاح المسلح وهو في سن صغيرة ما يعده شرف له وفخر يشعره بسعادة كبيرة، فهو يحتفل بهذه المناسبة فرِحا من أعماق قلبه لما تعني له وللوطن، "للأسف الشديد في الوقت الذي نحتفل به هناك معاناة ووطن مفقود وذلك ينغص علينا فرحنا، كان من المفترض أن نحتفل ونستعرض إنجازات واقعية وتفتتح مشاريع جديدة لكن يحدث العكس أصبحنا نبحث عن أبسط الخدمات والاحتياجات لحياتنا نطالب بتحسين الكهرباء التي لم نحصل عليها بشكل مستقر ونبحث عن مياه وعن تحسين المستوى المعيشي ونبحث عن تحسين لوضع التعليم والصحة وجوانب أخرى من مقومات الحياة ومنها في ردفان التي انطلقت منها شرارة الثورة".

وأكد "تبقى ثورة أكتوبر بصيص أمل والإرادة التي يتسلح بها الشعب للوقوف أمام الباطل والفساد والظلم والارتهان، أبناء مسؤولين وقادة عسكريون يسافرون في أي وقت إلى الخارج لقضاء الإجازات وهناك الآلاف من الأسر ترزح تحت وطأة المعاناة، أما الشهداء الذين ضحوا بحياتهم منذ زمن أكتوبر في سبيل القضية الجنوبية فلا ذكر لهم ولا لأسرهم، ذلك أن الواقع لا يتوافق مع حجم التضحيات".

الثورة الأكتوبرية لها طابع خاص رغم الصعوبات
ثابت محمد
ثابت محمد
والتقت "الأيام" بالشخصية الاجتماعية ثابت محمد عثمان الحجيلي، عسكري متقاعد في الجيش ناضل في خدمة الوطن في السلك العسكري حتى أحيل للتقاعد، والذي قال: "عيد أكتوبر له شعور فرائحي خاص، لأنه يوم وطني عظيم يفتخر فيه أبناء الوطن"

وأشار الحجيلي إلى أن عيد الذكرى الـ 57 لثورة أكتوبر لهذا العام يأتي في ظل صعوبات ووضع معيشي معقد وغلاء في الأسعار وتعليق للمرتبات وهناك صعوبات على وجه الخصوص يعانيها العسكريين الذين يعتصمون في العاصمة عدن للمطالبة بمرتباتهم، مطالبا الساسة بأن يتحلوا بالمسؤولية والضمير الوطني والإنسانية وتقدير التضحيات التي قدمت منذ أكتوبر والمراحل التي تلتها، "أوجه رسالة لمن يتولون أمور الشعب هنا في العاصمة عدن من تحالف وشرعيته وانتقالي بأن الشعب لن يقدر على تحمل المعاناة أكثر وعليهم أن يتحملوا المسؤولية لوضع حد لمعاناة الشعب".

ثورة من أجل الحياة والسلام
نجيب الهميشي
نجيب الهميشي
وترحم الشيخ نجيب الهميشي على أرواح آبائنا وأجدادنا الثوار الذين ضحوا بحياتهم من أجل صنع هذا التاريخ، وقال: "بعد 57 سنة من ثورة أكتوبر، أشعر بالندم على دماء الثوار نتيجة لما آلت إليه الأوضاع اليوم، وتساءل، "هل الثوار ناضلوا لكي يطردوا محتل ويستبدلوه بالفقر والجوع والحروب التي نعيشها اليوم، ولو كان الثوار على علم بما سيحدث بعد الثورة هل كانوا سيشعلونها، واقع أليم في ظل ثورة وطن قامت من أجل أهداف محددة وما يحدث اليوم هو مخالف للأهداف، لم يبق شيء من بريق أكتوبر لأن حال الوطن لا يسر عدو أو صديق ولا أكتوبر التاريخ".
ودعا إلى تذكر دماء الثوار على الدوام وأهداف الثورة التي صنعت الوطن الغالي، فأكتوبر ثورة من أجل الحياة والسلام لشعبنا المكافح.

مواقف وعِـبر بليغة الدلالة على عظمة الجنوبيين
مكسيم الحوشبي
مكسيم الحوشبي
مكسيم محمد الحوشبي يعمل مدرسا متعاقدا وناشط بارز قال بأنه ووسط أجواء من العزة والفخر يحتفل الجنوبيون بالذكرى السابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد المستعمر البريطاني، التي جسدت مواقف وعِـبر بليغة الدلالة على عظمة الجنوبيين للذود عن حريتهم وكرامتهم، وأنه من خلال هذه الذكرى العظيمة يستحضر الجنوبيون السياق التاريخي لهذا الحدث الذي انتصرت فيه الإرادة الشعبية الجنوبية بإشعال نار الثورة التي أفضت لطرد المحتل البريطاني.

وأوضح الحوشبي أهمية استغلال هذه المناسبة قيادة وشعبا لاستلهام ما يكنه أكتوبر من قيم سامية وغايات نبيلة في الحفاظ على الهوية الوطنية، والسعي لتغليب الانتماء الوطني وتوحيد الصف لمواجهة التحديات الكبيرة التي نمر بها اليوم من ممارسات شيطانية معادية وتهديدات متزايدة من الإخوان وفصائل شمالية متعددة ومسميات مختلفة تريد لشعب الجنوب العيش تحت ضربات سياطها وتعيده لحقبة الاحتقار، والابتزاز، والتنكيل، والإهمال، والتشريد، والضياع وتذيقه الوجع بكافة صوره وأوجهه.
دار الشهيد راجح لبوزه في منطقة دبسان
دار الشهيد راجح لبوزه في منطقة دبسان

وختم: "ما يمارس علينا اليوم من حرب خدمات وإفقار وتجويع ما هو إلا صورة بسيطة تجسد لنا طباعهم وأهدافهم المريضة ضد الجنوب أرضا وإنسانا، لن يطول صبر الجنوبيين ولن يرضوا على الدوام بدفع ضريبة أزمات المحيط وتقاطع وتضارب المصالح الدولية على حساب أمنه وحريته واستقراره ورزوحه تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى