يا داخل عدن في من زيّك كثير

> إذا دخلت عدن، وحاولت أن تظهر موهبتك في الشطارة، فسوف تجد في عدن من هو أشطر منك، وإذا حاولت أن تبدي فنون اللعب على الحبلين ستجد في عدن من يلعب بالبيضة والحجر.
ولا يظن أحد أنه هو الشاطر والآخرون تحف بهم السذاجة، فهذا هو التقصير في الإدراك، لأن في عدن مدركين لا يعدون ولا يحصون، فقد جمعت عدن فنون المغامرات والمزايدات واللف والدوران، فأين تجد نفسك أيها الغريب الأعزل الذي دخلت عدن غازياً، وخرجت منها ممرغاً بالتراب؟.

وإذا كنت عسكرياً تجيد فنون حرمان الآخرين من رواتبهم وحقوقهم ومستحقاتهم بحكم أنك تملك زياً عسكرياً أعطاك وجاهة حرمان الآخرين من حقوقهم، فقد أتوك عساكر الزمن الجميل يحملون شعار وقف مصادر تمويل خزانتك، وجعلها خاوية على عروشها، بانتفاضة عسكرية تحكي أقوالاً ذهبت أحوال الانكسار، وجاءت أحوال قلب الطاولات، بعد أن ذاقوا مرارة العيش مهمشين في بيوتهم، طالتهم مراحل طويلة من العوز والفقر والبطالة.

وبعد أن ذاقوا مرارة الوقوف طوابير من أجل الحصول على حقوقهم بكثرتها ومددها، وهي تعتبر وقفات مشروعة على طول الخط.
وسوف يذكرك العسكر الجنوبيون بإحدى المقولات العسكرية التي تفيد بأن جنرالاً (رومانياً) وهو على فراش الموت طلب من ولديه الشابين في حالة وفاته أن يتقيدا بشيء واحد لإدامة حكمهم قائلاً لهما: أعطيا العساكر رواتبهم وحقوقهم، ثم لا تباليا ولا تخشيا شيئاً يثار ضدكما.

فسمعها الابن الأول وخالفها الثاني، ودخلا في صراعات انتهت بالانتفاضة عليهم وفقدوا الحكم، وأنتم خالفتم وصية الجنرال الروماني، وحرمتم العساكر من حقوقهم، والآن جاءتكم انتفاضة عسكرية لا تحمد عقباها.
فالجوع أساس الثورات والانتصارات، وأنتم لا تستطيعون هزيمة الجوعى، ولا يمكن أن يتغلب في العراك أحد على من يعارك، ويبكي في نفس الوقت. اسمعوا نصيحة الجنرال العسكري وإلا فالويل لكم وسوف يكسرون أضلاعكم وأضلاع من خلفوكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى