> تقرير/ محمد صالح حسن:

المديونية والارتباط بنظام صنعاء أولى إشكالات المكتب
إن الوضع الذي تعيشه محافظات الجنوب مهما تعددت أسبابه يؤثر بدرجة رئيسة على معيشة المواطن الذي ينتظر استلام "ملاليم" آخر كل عدة أشهر ليسد بها بعض من ديونه ليعد الدائن بسداد المتبقي عند استلام المرتب في وقت غير معلوم أما متطلبات العيش من مواد غذائية واستهلاكية وعلاج وملبس ومسكن فليست نقطة يقف عندها أحد المتقاعدين الذين لا يعلمون أنفسهم كيف تسير أمور حياتهم مؤكدين أن الله "مجملها معاهم بالستر". ذكر المتقاعدين في بلادنا ارتبط به ذكر البريد الذي بات يمثل نقطة صرف المرتبات، ونسينا مع مرور الزمن وبفعل الإهمال الخدمات التي يقدمها البريد وانشغلنا بالمتقاعدين وتأخر صرف مرتباتهم والمشكلات المتعلقة بهم كفئة في المجتمع من المفترض أن يقدم لها البريد خدمة إلى جانب باقي الفئات لا أن ينحصر نشاطه عليها.

"الأيام" تناولت من سابق أزمة تأخر صرف مرتبات المتقاعدين وحقارة المبالغ المصروفة مقارنة بسنين الخدمة والغلاء المعيشي، لتسلط هذه المرة الضوء على نافذة البريد من زاوية أخرى تبرز القصور في أداء المهام والاحتياج الذي تفتقر إليه مكاتب البريد.
نائب مدير عام مكتب بريد الضالع زكين محمد أحمد أكد أن مرتبات المتقاعدين المدنيين تصرف بشكل منتظم من جهة التقاعد عبر البريد من خلال مقاصصة بين المحافظات الجنوبية ليتمكن المتقاعد سواء مدنيا أو عسكريا أن يستلم مرتبه من أي مكتب بريد في أي محافظة.

وأوضح خلال حديثه لـ "الأيام" أن إشكالية لدى المتقاعدين العسكريين تتعلق بعدم اعتماد زيادة في مرتباتهم أسوة بالمدنيين الذين عملت إدارة هيئة التأمينات والمعاشات على إتمام اعتماد وصرف الزيادة لهم.
وتحدث عن المشكلة التي تواجه إدارة بريد الضالع وهي المديونية العالقة لدى وزارة المالية "هي عبارة عن عمولة دفع المرتبات المقدرة بمئات الملايين، هذه المشكلة تحول دون تطوير بريد الضالع فعلى سبيل المثال لو أطلق سراح العمولات العالقة بإمكاننا تبني هيئة منفصلة عن صنعاء تماما ورفد خزينة الدولة بالمليارات سنويا".

وأشار إلى أن عدم تطبيق القرار الصادر عن رئيس الوزراء ووزير الاتصالات باعتماد نسبة 30 % زيادة لموظفي البريد يمثل مشكلة أخرى يعاني منها المكتب، وتابع "ارتفاع كلفة عملية الصرف بسبب تباعد مكاتب البريد وتراميها في أطراف المديريات ووجود جبهات على الطرق المؤدية إلى بعض المديريات كتلك في شمال الضالع والانقطاعات المتكررة في الكهرباء والتي قد تستمر لأيام طويلة، كل ذلك يكلفنا مصاريف إضافية في كافة المكاتب البريدية في المحافظة ومديرياتها".

وعن الإشكالات الإدارية في مكاتب بريد الضالع أوضح: "الشهداء من الموظفين أو الجرحى والمتقاعدين من كبار في السن الذين لم يتم تغطية أماكنهم يضطر زملاؤهم من موظفي البريد إلى تغطية عملهم ما يضاعف كم العمل ويحجم من سرعة الأداء".
وسألناه عن الإعاقة التي يعاني منها البريد نتيجة ارتباطه بصنعاء فقال: "رداءة النظام وعدم تطويره ابتداءً من الطابعة إلى النظام الشبكي وصعوبة التواصل وأيضاً الطريق العام المحفوف بالمخاطر كل ذلك يعيق عملنا في البريد هنا".
نائب مدير عام مكتب بريد الضالع زكين محمد أحمد
نائب مدير عام مكتب بريد الضالع زكين محمد أحمد

وتطرق إلى ذكر الإنجازات في مكتب البريد المتمثلة بإدخال جميع الجهات الحكومية للصرف عبر البريد "هذا إنجاز يشكر عليه محافظ الضالع ومدير مكتب المالية بالمحافظة وكذلك مدير البنك المركزي فرع الضالع، فعلى ما يحدث في المحافظات الأخرى التي تصرف المرتبات عبر أمناء الصناديق والقطاع الخاص يسلم جميع موظفي القطاع الحكومي في الضالع من المكاتب البريدية".

وفي ختام لقائنا به أبدى النائب زكين تطلعه لإقامة مشروع بريد وطني في العاصمة عدن والذي أشار إلى أنه قد بدأت ملامح مشروع هيئة البريد بالظهور وتم تبنيه من قبل م. لطفي باشريف وزير الاتصالات، متمنيا من القيادات الفاعلة انعاش مؤسسات الدولة وإعادة تفعيل دورها الريادي في المجتمع لخدمة المواطن، وتمويل المشروع الوطني المعني بتأسيس هيئة مستقلة بكافة وظائفها في العاصمة عدن ليتسنى للإداريين حلحلة مشاكل ما بعد الحرب ومنع الحوثيين من السيطرة على مركز الشبكة لما يعنيه ذلك من ارتباط مذل.