استيعاب المرحلة.. وعالم من التهافت

> شاهدت الكثيرين ممن لا زالوا يقبعون في سجل الماضي في عدن والجنوب..! واستوقفني هذا الأمر عدة مرات مرارا وتكرارا لأعمال ورؤى لم تقبل بالتغيير و/ أو بما يطرأ من تغييرات تحيط بالمشهد السياسي برمته والبيئة الاجتماعية التي أضحت هي الأخرى مساقا آخر من مقررات أولئك القابعين في حسراتهم على منافعهم ومصالحهم الذاتية الخاصة، وذلك مؤشر قوي على أن استيعاب المرحلة بكافة جوانبها لم تستطع عقولهم توفير مساحة كافية لها حتى تتحمل مسؤولية هذا التحول والمشهد العام فيه. واستقراءاتهم لها ظلت وما زالت محصورة في أقصى درجات تلك المساحة الضيقة فلم يعد معه بالإمكان توفير مساحة أكبر إلا إذا ما حاول أولئك تغيير أجهزتهم من النوع المطور بذواكر داخلية وخارجية أكبر وأوسع. وللأسف إنهم يستغرقون وقتا أطول في التعبير عن ذلك التحول وبشكل أبطأ والخطوة التي يخطونها تكلف الجميع عشرات الآلاف من الأميال حتى نستطيع اللحاق بها مع ضرورة استيعاب الجميع لوسائل ركوبهم ونوعيتها. الجدارة هنا مطلوبة.

نعم البلد قد أو لا تتسع للجميع من عدة وجهات نظر. لكن استيعابنا لها ولمن يتولونها هي ما تعطينا الدافع الحقيقي لأن نؤكد أننا نتقبلها ونعمل على تأسيس الأرضية المشتركة وعلى واقع ثابت ومستقر دون تجاوز للحد الآمن لذلك. والتهافت قد يجر البعض و لوحده لمسار الطريق ذي الاتجاه المغلق السير فيه بسبب تعثر الطريق وتعدد مطباته والذي أصبح من الضرورة بمكان أن نجتهد معا للعمل على تحسين جودته ونوعيته التي تتحمل فيه درجات أكبر من الأحمال الزائدة عليه بحيث لا تعود للتشقق من جديد سواء كان ذلك عن قصد أو دون قصد. على الحرس القديم مع كل تقديري لكل اتجاه فيه لكنهم ما زالوا يتعمدون وبصلابة غير مبررة وسعيهم في ذلك الاستمرار بنفس العقلية والارتجالات التي عملت على تضييق الحريات وعدم اتساقها واستيعابها للآخر، وهي بالتالي لا لها أن تؤتي ثمارها بتلك العهدة السابقة..!! كل يعمل على تغيير أرضيته ويحسنها بحيث تكن مكانا أفضل لاستقبال الآخرين وأقل ما يمكن لنا عمله إذا ما حالت تلك الأحوال والظروف عن تحسين نوعية الأداء أن نسعى للعمل على تهذيبها. دعوكم من تلك المقولة الضالة التي جعلت منا ومن بلدنا عدنا وجنوبا مجرد شعارات رنانة والتي مؤداها: (لو لم أكن كذلك.. لوددت أن أكون كذلك).

نحن نتغافل عن أن نصل للحرية ونبحث عن اصطناع أدلة أخرى لتخلق أدوات هشة حتى تحصل من خلالها على حجج واهية مبعثرة غير متماسكة البناء.
حكومة ومنظومة الفساد التي تحيك وتنسج خيوط شمسها تدرك أنها على أعتاب مرحلة جديدة لا تتواكب ولا تتواءم مرحلة معقدة تتطلب الكثير من الأحمال وتسعى وتعمل على تحسين جودة أداء عالية تستطيع من خلالها العمل على حماية وحفظ وصون هذا البذل والجهد وتنمية قدراته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى