كرش والقبيطة.. غياب الدولة وحضور المنظمات

> تقرير/ أياد غانم:

> جهود عظيمة للسلطة المحلية لإيجاد حلول وبدائل
تعتبر مديرية كرش والقبيطة البالغ مساحتها 1054 كم من أكبر مديريات محافظة لحج من حيث المساحة وتعداد السكان إذ تجاوز عدد سكانها 158 ألف نسمة.
وهي أيضا من أكثر مديريات المحافظة تضررا بفعل الحرب حيث لا تزال عزلتين تابعتين لها تحت سيطرة الحوثيين، وإلى جانب الأوضاع الصعبة التي يقاسيها أهالي المديرية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد عموما واستمرار الحرب في الأطراف الغربية للمديرية ما أدى إلى تدمير مشاريع البنية التحتية، تعرضت المديرية لأضرار جسيمة بسبب سيول الأمطار الغزيرة والأعاصير التي جرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الموسمين الزراعيين 2019 و2020 وخلفت خسائر فادحة في المحاصيل والآبار التي تعرض أكثر من 60 منها للردم، وطرق النقل والمواصلات الفرعية التي تعرضت للتخريب وممتلكات المواطنين ومصالحهم.

معوقات تقابلها همم
رفعت الأضرار المحصورة بواسطة لجان إلى المحافظ أحمد عبدالله تركي ومدير مكتب الزراعة بلحج م. عبدالملك ناجي، إلا أن قرارا لم يصدر بشأن التعويضات والإصلاحات، ما يجعل المديرية بحاجة ماسة للاهتمام من قبل المسؤولين وكذا المنظمات العاملة في المجالات التنموية والإنسانية.

أما السلطة المحلية فهي غالبا الجهة الوحيدة النشطة في هذه الرقعة من البلاد، فقد عمدت إلى إخلاء إحدى مدارس كرش لتمارس منها مهامها وتدير أعمالها كمقر مؤقت إثر تعرض مكاتبها التنفيذية للضرر أيضا، ورغم كل المعوقات آنفة الذكر إلا أن قيادة السلطة المحلية في المديرية ممثلة بـعماد أحمد غانم تسعى جاهدة لتقديم كل ما لديها من طاقات لخدمة المواطنين عبر تسويق احتياجات المديرية في مختلف القطاعات ورفع خطط بذلك وتوزيعها على المنظمات والصناديق الداعمة.

مشاريع تخفف من حدة الفقر والمعاناة
خطة السلطة المحلية نجحت إلى حد كبير وبدأت تؤتي أكلها، حيث قدمت منظمة الأغذية والزراعة الفاو العديد من المشاريع في المجال الزراعي التي أسهمت في الحد من حالة الفقر للمستهدفين وتحسين سبل المعيشة لهم كان أهمها مشروع دفاعات عن التربة والأراضي الزراعية "النقد مقابل العمل" واستفاد منه أكثر من (600) أسرة في العام 2020م ومشروع شبكات الري الحديثة للأراضي الزراعية والتي استفاد منها (140)أسرة مزارعة في الموسم الزراعي 2019م ومشروع توزيع البذور (الغرب - الدخن - ولوبيا) خلال العام 2019م استفاد منه (4000) مزارعا في الموسم الزراعي 2019م وإضافة إلى مشروع دعم الأسر الفقيرة والأشد فقرا والذي يستهدف (7000) مزارعا وتربية الحيوانات و سيدعم (400) مزارعا ببذور لزراعة الخضروات وأدوات زراعية كالبصل والبامية والبسباس فيما سيدعم (6400) مستفيدا بأعلاف حيوانية ومكعبات ملحية.

وتستمر جهود العمل حاليا وبوتيرة عالية لاستكمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع حماية الأراضي الزراعية في مديرية القبيطة عزلة اليوسفين بدعم من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو والتي يستفيد منه 1388عامل بآلية التعاقدات المجتمعية مع المجتمع المحلي "النقد مقابل العمل" والتي يتم احتسابها بالمتر المكعب، عدد 54 موقع وبناء عدد 3خزانات حصاد مياه الأمطار سعة كل خزان 300 ألف لتر بتكلفة إجمالية للمرحلة الأولى بلغت 450 ألف دولار أمريكي، ومن المقرر إتمام المرحلة في نهاية الشهر الجاري على أن يبدأ العمل بنفس المشروع واستهداف عزلتي القبيطة وكرش ضمن المرحلة الثانية.

المشروع جاء نتيجة مطالبات توجه بها مدير المديرية لمدير مكتب الزراعة بالمحافظة والذي حرر مذكرة للمنظمة بالتدخل واستهداف عزلتي كرش والقبيطة كونهما الأكثر تضررا من أمطار صيف ثلاثة أعوام.
وفي قطاع الصحة شهدت المديرية تدخلات ناجحة لعدد من المنظمات منها يونيسيف التي دعمت 7 مواقع صحية بثلاجات لقاحات تعمل بالطاقة الشمسية وهي المركز الصحي المعقم ووادي القيفي والوحدة الصحية الحنكة والخداورة وثباب والجوازعة ونجد ضمران والمركز الصحي بسوق الخميس.

الهيئة الطبية الدولية هي الأخرى قدمت تعاقدات لمدة عام وستة أشهر تسهم من خلالها في توزيع العلاجات وتوظيف متعاقدين معها، حيث من المقرر أن تستلم عدد من الوحدات والمراكز الصحية في المديرية الدفعة الأولى من العلاجات وتسليم مرتبات للمتعاقدين في المواقع الثابتة وعددهم 23 متطوعا يعملون في خمسة مواقع صحية وهي المركز الصحي المعقم والقيفي - والوحدة الصحية المراغ - والوحدة الصحية عراصم - والوحدة الصحية الأغبرية - والوحدة الصحية تنامر إضافة إلى توفير المنظمة لعربتين متنقلة تستهدف مكافحة حالات سوء التغذية في المستوى الثالث من الزمام السكاني لكل موقع من المواقع المستهدفة.

تهنئة الفاو
مشاريع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الأربعة أسهمت في تحسين مستوى معيشة المستفيدين بشكل ملحوظ ما دفع مدير عام مديرية القبيطة وكرش إلى تهنئة المنظمة بذكرى تأسيسها الـ 65 الذي يصادف الـ 16 من شهر أكتوبر من كل عام والذي أتى هذا العام في ظل إسهام المنظمة وتدخلها بمشاريع هامة ساعدت إلى حد كبير في التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة والأشد فقرا في المديرية، والشريك المنفذ للمشروع الزراعي مؤسسة سرى التي من خلالها وصلت مواد المشروع إلى عاصمة المديرية وستدشنه في الأيام القليلة القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى