أعطِ ما لله لله وما لقيصر لقيصر

>
لقد أتعبت الحروب اليمن، وأصبح اليمنيون تائهين وكأنهم في الصحراء الغربية لا في اليمن، والحرب الحالية نتوقع أن تتجه نحو مفترق طرق، ولا طائل منها، وبأيدي اليمنيين فرصة متاحة لحل مشاكلهم بالتفاوض الجدي والمسئول، لكن وضع الحلول لمشاكل اليمن يحتاج إلى تنظيف العقل، واستعادة الثقة المفقودة، بعد أن دخلت في محنة الصراعات التي لا تنتهي.

والحرب هذه أدخلتهم في متاهات لا أول لها ولا آخر، وسوف تؤثر هذه الحرب على العلاقات الاجتماعية والنفسية وجعل الواحد لا يثق بالآخر، ولا يطيق حتى رؤيته، لهذا من الضرورة بمكان التغلب على هذه المسائل والدخول في قناعات بأن اليمن هو الأبقى، وأن كل شيء قابل للزوال إلا الوطن فإنه حقيقة لا يقبل النقض. وأفضل شيء تبدأ به هذه المفاوضات التقيد بالمبدأ اليسوعي (أعطِ ما لله لله، وما لقيصر لقيصر)، والمفاوضات من نصيب (قيصر).

وليست هناك عصا سحرية توقف الحرب في اليمن، لكن المفاوضات الجادة والمسئولة ووضع اليمن فوق أي مصلحة هي العصا السحرية، التي ستوقف حمامات الدم، ويقيد الثقة بينهم. وبعيداً عن الحلول المتزمتة سيجد اليمنيون الطريق المعبد والممهد لسير القناعات بوقف الحرب، والاهتداء إلى طريق تبادل المصالح كالتقييد بمبدأ خذ وهات، وأعطني أعطيك، والوفاء بالنذر عقب تحقيق ما نذر به.

ومن دواعي الحيطة والحذر، أن تتجنب المفاوضات مسائل تتعلق بالمُلكية، فلابد أن تستبعد تملك الإقليم للآخر، والتخلص من فكرة أن هذا الإقليم ملك أجدادي، والطلب في استرجاعه، فهذه مسائل قد حسمها التاريخ منذ عشرات السنين، ولا داعي لإثارتها إلا بقصد استمرار الصراعات والتوتر والحروب.
ودعوى أخرى للمفاوضين أن يوصلوا إلى قناعة ثابتة بعدم الزج بالأطفال في هذه الحروب، بحجة أنهم يدافعون عن أرضهم وديارهم ومصالحهم، ولكن الثابت في الأمر أنهم لا يدافعون إلا عن النخبة الحاكمة ومصالحها المحكومة من الخارج، ولا أحد يستطيع أن يثبت أنه يملك أرضا أو ديارا والذي يملكونه فقط هو ضوء الشمس والهواء لا غير.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى