أحمد مدخلي: البرنامج السعودي استراتيجي لا يختص بالمساعدات الإغاثية

> "الأيام"خاص:

> م. مدخلي: يجب أن نتكاتف لتعود عدن درة المدن
لا تدخلات حالية لقطاع الكهرباء وافتتاح مستشفى عدن مطلع 2021م
لاحظنا كثيراً الخلط بين مهام واختصاصات كل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبين البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، على سبيل المثال ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بأن تدخلات البرنامج السعودي اقتصرت على توزيع التمور، هنا وجب التحقق من الأمر وإيضاحه للعامة من خلال لقاء خاص أجرته "الأيام" مع مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في عدن م. أحمد عواجي مدخلي، الذي بدوره قدم إيضاحات للمبهم، وأجاب عن التساؤلات فيما يخص تدخلات البرنامج أعماله، والصعوبات التي تعرقل سير نجاحه في العاصمة عدن.

< يوجد التباس في أذهان الناس حول مهام واختصاصات البرنامج، حيث يشاع أن مساعدات برنامج الإعمار اقتصرت على توزيع التمور، كيف يمكن تصحيح هذا المفهوم؟
- بعد انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن تم إنشاء مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية، وهو برنامج يهتم بالأعمال الإغاثية الطارئة بشكل عاجل وسريع أكان في المخيمات أو مكافحة الأوبئة، وبالنسبة للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن فهو برنامج إستراتيجي تنموي أنشأ عام 2018م بأمر ملكي، يختص بالمشاريع التنموية في البنى التحتية ودعم المؤسسات الحكومية، بعيداً عن تقديم المساعدات الغذائية أو الإغاثية، مشاريعه حيوية تمكن وصول المواطن إلى الخدمات الأساسية، وتطوير البنية التحتية في قطاعات عدة كالمياه والطرقات والصحة والتعليم.

< أطلق البرنامج مشاريع في سبتمبر الماضي، فما القطاعات التي تضمنتها، وإلى أين وصل حجم الإنجاز؟
- خطة البرنامج ارتكزت على المشاريع الخدمية النفعية، وأهمها مشاريع قطاع المياه، حيث أهلنا 10 آبار في حقل مياه المناصرة إلى جانب حفر وتجهيز 5 آبار جديدة ستغطي احتياج سكان مدينة عدن، إضافة إلى مشروع محطة الصرف الصحي في خور مكسر، كما يتم العمل في قطاع الطرقات، فبعد اعتمدنا 7 مشاريع لطرق حيوية، وهي كالتكس - الحسوة و خط التسعين وشهيناز وساحل أبين وخط الحرية - السجن و مستشفى عدن وصيرة، وفيما يتعلق بالإنارة فقد خصصنا 5 ملايين ريال لتوفير أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية لعدد من شوارع الرئيسية في المدينة، إلى جانب مشروع تأهيل صالة علي أسعد مثنى الرياضية، الذي أنجزنا منه 85 %، كما أن مشروع إعادة تأهيل المطار كان في بداية الأمر تدخل سريعاً، والآن سيدخل تطويره حيز التنفيذ خلال الفترة القادمة.
وكان البرنامج قد دعم صندوق النظافة والتحسين بشكل قوي وتزويده بمعدات وآليات أثناء معالجة أضرار السيول قبل عامين.

< العمل في مشاريع الطرقات يتسبب بازدحام، كيف تحافظون على استمرارية العمل بعيداً عن عرقلة حركة السير؟
- بدأنا العمل كمرحلة أولى على أربع طرقات نظراً لضيق حركة السير في المدينة حتى لا نضيق الخناق، ونسبب اختناقات مرورية وهي قيد التنفيذ، لنكمل اثنين منها وندخل في اثنين آخرين. وقسمنا الأعمال فيها لفترتي الصبح والمساء، مراعاةً لصحة العاملين، وكذا حرصاً على أن يعمل بنفسية مهيأة بسبب حرارة الأجواء بالفترة الصباحية ناهيك عن ازدحام الحركة المرورية في الطرقات، وتكون نسبة الإنجاز قليلة في هذا الوقت، ولا يتجاوز العمل ساعتين، وفيها يقوم العمال بفحص المواقع وإعداد التقارير للأعمال المنجزة، فيما يختلف الوضع تماماً بالفترة المسائية، حيث تكون أفضل إنتاجية، وترتفع ساعات العمل والإنجاز فيها لتصل إلى ثمان ساعات، نتيجة إلى قلة الحركة المرورية والازدحام، وبدورنا نسقنا مع إدارتي المرور والأشغال والطرق، ولدينا خطة مرورية نلزم فيها كل المقاولين، وبالأخص في مشاريع الطرق، بحيث يتم البدء في العمل بعد الساعة الثامنة مساءً، وهنا نود التنويه بأن مشروع إعادة تأهيل الطريق البحري لا يتبع البرنامج السعودي.

< مستشفى الجمهورية و مستشفى عدن من ضمن تدخلات البرنامج في قطاع الصحة، متى سيفتح مستشفى عدن أبوابه للمواطنين؟
- نعم قمنا بتجهيز مركز سحب الدم ومركز الغسيل الكلوي في كستشفى الجمهورية إلى جانب توسعة مرافق مستشفى عدن حيث تم إدخال أجهزة حديثة بمواصفات عالمية، ويعتبر أفضل مستشفى في اليمن تبلغ سعته السريرية إجمالاً 320 سريراً، 270 لأقسام المستشفى و 50 سريراً لمركز القلب المفتوح، وفيما يخص افتتاحه حقيقة واجهنا إشكاليات في عملية توريد الأجهزة، وهذا تسبب بتأخر الإنجاز بعض الشيء الذي بلغت نسبته 89 %، وبإذن الله في مارس 2021م سيكون المستشفى جاهزاً لاستقبال المرضى.

< يعد قطاع الكهرباء هاماً جداً بالنسبة للمواطن في عدن، ما هي تدخلاتكم هنا لتحسين هذا القطاع والتخفيف من المعاناة؟
- في عام 2019م كانت هناك منحة مشتقات نفطية لعدن من خادم الحرمين الشريفين تحت إدارة البرنامج، حيث وصلت إلى ميناء عدن، وكانت في البداية بغرض تغطية احتياج عدن ومدتها ثلاثة أو أربعة أشهر فقط، لكن تم تغطية عدن لحج المهرة وحضرموت، لمدة ستة أشهر، لأن هناك رقابة صارمة لتوجيه المنحة بشكل صحيح ومعرفة الاحتياج الفعلي، فقد راقبنا عملية تفريغ الحاويات منذ خروجها من الميناء حتى لحظة وصولها للمحطات ومتابعة الاستلام والتسليم باللتر. وحالياً لا توجد لدينا مشاريع تخص كهرباء عدن. نحن نعمل على هذا الجانب في محافظة المهرة، لكن نبشر المواطنين في عدن بأمور طيبة خلال الفترة القادمة.

< على أي أساس تم اختيار المشاريع الجاري تنفيذها حالياً؟
- يأتي اختيارنا للمشاريع التنموية في جميع المحافظات عقب دراستنا ونزولنا الميداني، وبحسب الاحتياج والتدخل العاجل والضروري، ثم نبدأ تنفيذها حسب المواصفات المعتمدة دولياً والموائمة للطبيعة الجغرافية والبيئية، كما تتم متابعتها باستمرار للإشراف عليها، وإرسال لجنة متابعة جودة بشكل دوري، للتحقق من سير الأعمال وسلامة تنفيذ المشاريع، بالإضافة إلى قياس الأثر الذي يحدثه المشروع على الحياة المعيشية.

< ما هي آلية التنفيذ المعمول بها في مشاريع البرنامج، ومدة العمل في كل مشروع؟
- أي مشروع ينفذه البرنامج السعودي يمر على ثلاث مراحل، حيث إننا عقدنا اجتماعات مع جميع المؤسسات الحكومية في عدن، لمعرفة الاحتياجات، وفي اليوم التالي ننزل للموقع ونجري له دراسة كاملة من حيث طبيعة الموقع، الأحياء المستفيدة، الكثافة السكانية، دراسة طبيعة الأرض والتربة، وكذا التصاميم والمواصفات، ولدينا مهندسون يتولون إدارة المشاريع، وبعد ذلك نقوم بإنزال المشروع بعد دراسته بالكامل، ولدينا إدارة تختص بالمناقصات، وتصنيف المقاولين والمؤسسات والشركات وفرزهم لاعتماد أصحاب الدرجة الأولى، إذ تهمنا القدرة المالية للمقاول، وننزل المناقصة في موقع البرنامج في الويب سايت، ومن ثم يتم إرساء المشروع، ويأتي خطاب رسمي من الرياض لإدارة عدن، ومن ثم نتعامل مع المحافظة برفع توجيه إليها نرجو فيه توجيه الإدارة المعينة لتسليم الموقع للبرنامج للبدء بالتنفيذ بعد تسلم الموقع تنتهي مهمتهم، وأود الإشارة هنا إلى أن لدينا مكتباً استشارياً إشرافياً، ومكتباً سعودياً ومهندسين يتوليان الإشراف على المشروع، وسير الأعمال.

وعن مدة إنجاز المشاريع لكل مشروع فترة معينة بحسب الخطة المعلنة، وفي بعض الأحيان تأتي أحداث خارجة عن المألوف مثل كورونا التي أدت إلى توقف الحركة الاقتصادية في العالم أجمع لمدة أربعة أشهر، وفي العادة فإن مدة تنفيذ المدارس مثلاً تستغرق من سبعة إلى تسعة أشهر، وبدورنا نأخذ بالحسبان تأخر شحن المواد، ونمنح المقاول فترة شهرين إضافية في العقد، وكافة المشاريع سيتم الانتهاء منها وفق البرنامج المتفق عليه في وقته المحدد.

< ما مدى التزام المقاولين بالشروط والمعايير المتفق عليها في العقود المبرمة؟
- قبل أن تُعطى للمقاول أعمال التنفيذ تكون لدى البرنامج ضمانات مالية من المقاول إلى جانب كفاءته والمعدات التي لديه، كل تلك الشروط تتم قبل إبرامه العقد مع البرنامج، وبعد أن يستلم الموقع يشر عليه المكتب الاستشاري، وفي حالة تأخر المقاول في تنفيذ المشروع، أو إخلاله بأحد بنود العقد المبرم سواء في المواصفات أو المخططات أو في الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع يتم تغريمه، عدا في الحالات الاستثنائية نعمل له تمديداً في العقد مراعاة للظروف على حسب كل مشروع، والبرنامج يسّير أعماله بآلية منتظمة ومراقبة مستمرة، حيث يقيم إنجاز أعماله بشكل يومي وأسبوعي وشهري، ويرفع تقاريره إلى المكتب الاستشاري، للاطلاع عليه واعتماده، ومن ثم إرسالها إلى مكتبنا الرئيسي في المملكة.

< ها هناك مشاريع تم اعتمادها من قبل البرنامج لم تكن ضمن حزمة المشاريع المعلن عنها في سبتمبر؟
- نعم، سيتم خلال الفترة القادمة إدخال مشروعي مركز الإنزال السمكي في الدوكير، والمعهد التقني الصناعي بمديرية المعلا لإعادة تأهيلهما، وتزويدهما بالأجهزة والمعدات، وهي الآن في طور عمل دراسة عروض المقاولين والموردين والترسية.

< ما الصعوبات والمعوقات التي يواجهها البرنامج أثناء تنفيذ أعماله؟
- على الرغم من وجود تعاون جيد من قبل الجهات المختلفة، إلا أننا كنّا نأمل تفاعلاً أكثر وأقوى من ذلك، لأن نتائج مشاريع البرنامج ستنعكس في الأخير لمصلحة المواطن، لكننا لا نخفي وجود صعوبات في عملنا مثل تسهيل إجراءات البرنامج من قبل الجهات الحكومية، كما أن هناك معوقات نواجهها عند استلامنا للمواقع، ونجد تأخر من قبل بعض الإدارات والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى آلية دخول وخروج المواد والإجراءات الجمركية.

< أخيراً فيما يخص الهجوم على برنامج الحملات الإعلامية، بماذا تفسر ذلك ومشاريعكم قيد التنفيذ؟ وكيف ترد على من يتهمكم بإشهار مشاريع وهمية لا أثر لها على أرض الواقع؟
- هذا الكلام لا أساس له من الصحة، والبرنامج يعمل بخطة واضحة مع السلطة المحلية في محافظة عدن، وباطلاع كامل من المحافظ، الأستاذ أحمد حامد لملس، وأعتقد أن كل شخص منصف يمكنه تلمس أعمال البرنامج السعودي على أرض الواقع في جميع القطاعات.

< ما الرسالة التي تود توجيهها بصفتك مدير مكتب برنامج الإعمار والتنمية في عدن؟
- كل الشكر والتقدير للمحافظ ولأهالي عدن، ويجب أن تتكاتف الجهود منا جميعاً من أجل أن تعود عدن درة المدن وتاج البحر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى