خلطة سحرية

> قد لا نجد لمثل هذه الخلطة السحرية مثيلا ولا معنى، لأنها ابتكار عجيب غريب، إذ تقدم على فكرة التجويع والإذلال بداية بعدم استلام الوحدات العسكرية المرابطة في الجبهات والحزام الأمني والقوات المسلحة القديمة والأمن مرتباتهم منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، ثم انهيار العملة في هذه الأثناء وارتفاع الأسعار بصورة تعجيزية غير مسبوقة.

إذن ما هي الحكمة من كل هذا التزامن العجيب؟ وما هو المطلوب من أجهزة أمن لا يستلم أفرادها وضباطها مخصصاتهم ورواتبهم؟ ما هو الانتصار الذي يمكن أن تحققه الوحدات المرابطة في الجبهات؟ ماذا عن أسر هؤلاء وهؤلاء حين لا يجدون قوت يومهم؟ وماذا بقي من نصر تحقق على صعيد الجنوب الذي يعيش تلك الأوضاع العصيبة والتداعيات العارمة على كافة الصعد الحياتية؟

من المستفيد من بداية الفوضى التي يؤسس لها على هذا المستوى خاصة من الناحية الاقتصادية التي سوف تعجل دون ريب بالانهيار الاجتماعي الصاعق والصادم والذي لا يمكن تخيل نتائجه ويصعب بعد ذلك التحكم بأمره؟
مثل هذه السياسة الغريبة غير مسبوقة على ما أظن في تاريخ المجتمعات، فما بالنا حين يكون ذلك في حال مجتمع يعاني من تبعيات الحرب وويلاتها؟!
الوضع دون شك لا يخدم أحدا ولن نجني منه إلا خيبات الأمل والندم، فمؤشرات الوضع الراهن كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالمعاناة باتت شاملة في ظل هذا الوضع غير الطبيعي وغير المسؤول ولا محسوبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى