د. الفاطمي لـ«الأيام»: وثقت تراث الجنوب لأن الحكومات منشغلة بالصراعات

> عدن «الأيام» أسعد محسن مفتاح

>
تحدث د. محمد علي الفاطمي، أستاذ العقاقير والكيمياء النباتية بكلية الصيدلة بجامعة عدن، لـ«الأيام» عقب نشر مجلة Molecules  أمس الأول، وهي ذات معامل تقييم عالٍ صادرة عن مؤسسة MDPI في سويسرا، بحثه الهام عن نبات دم الأخوين الذي أجراه في معامل جامعات ألمانية بين 1999 و2012، موضحاً أن البحث يعرض طريقة جديدة في استخلاص وعزل المركبات الطيارة من راتنج شجرة دم الأخوين، حيث تم تحديد مركب Caryophyllene من مكونات راتنج دم الأخوين.

د. الفاطمي
د. الفاطمي
وأشار د. الفاطمي إلى أنه أجرى العديد  من البحوث في التحليل الكيميائي لبعض نباتات الموجودة في اليمن بجامعات ألمانية، موضحاً عند سؤاله عن سبب منعه من إجراء بحثه بجامعة عدن عوضاً عن إجرائه في جامعة جرايفسفالد أن: "التعليم الأساسي والجامعي لم يكن من ضمن الأهداف الاستراتيجية للدولة منذ خمسين عاما مضت، ولذلك فان البحث العلمي أيضا لم يكن هدفا استراتيجيا للدولة، فبعد خمس عقود من كفاح الشعوب على طريق العلم، أدى ذلك إلى انقسام العالم اليوم إلى دول قوية وحرة اختارت طريق العلم خلال العقود الخمس الماضية كهدف أساسي وإلى دول هشة بلا حرية أهملت طريق العلم والبحث العلمي، مع ذلك فإن هناك قليلا من أبناء البلاد الذين اختاروا طريق البحث العلمي معتمدين على قدراتهم الذاتية واستطاعوا فعل خطوات في الإنجاز العلمي عبر جامعات في الخارج كانوا درسوا فيها وأبدعوا وظلت تدعمهم في أبحاثهم العلمية من أجل خير الإنسانية".

وأضاف: "كان وجودنا في البلاد مهما لإجراء الأبحاث في علوم عقاقير النباتات الطبية ذات المصادر الطبيعية وأيضا المصادر المتعلقة بتوثيق التراث الطبي المتوارث عبر الأجيال، وقد نشرنا بحثا قيما في هذا المجال ووثقنا فيه كل ما يتعلق بالنباتات الطبية وعلاقة الإنسان في المنطقة الوسطى من جنوب اليمن، واستمر توثيقنا لهذا المسح الميداني بين الناس في الريف منذ عام 1987، ونشرها في أعلى مجلة علمية عالمية في علم العقاقير الطبية وهي مجلة Ethbopharmacology الصادرة عن مؤسسة النشر العلمي Elsevier في هولندا"، ونوَه: "ستعرفون أهمية تلك الأبحاث الميدانية التوثيقة عندما تعلمون أن الجيل الجديد حتى في مناطق الريف لم يعد يتذكر الاستخدامات الشعبية في نبات منطقته والتي كان الأهالي يتوارثونها جيلا بعد جيل، كل جامعات العالم كانت توثق ذلك منذ خمسين عاما في مناطق بلادهم، وبدعم مادي وحكومي ضخم وخوفا من ضياع هذا التراث قمت من تلقاء نفسي بتوثيق التراث الطبي الشعبي في كل مناطق الجنوب خلال ثلاثين عاما مضت، إذ كنت أدرك مبكرا أن حكومات البلاد لا تدرك أهمية البحث العلمي.. نتيجة لانشغالها بالصراعات السياسية".

وأردف: "أما وزارة البحث العلمي والتعليم وجامعات البلاد بعيدة عن التعليم الحقيقي.. وبالتالي فلا يوجد أي رغبة أو قدرة لدي هذه الجامعات في دعم أو الإشراف أو تنفيذ البحوث العلمية الحقيقية ذات التقييم العالمي السليم، وقد كانت هناك إمكانية في الاستفادة من الباحثين الذين يعدون بالأصابع والصامدين في هذه البلاد للاستفادة من علاقاتهم العلمية مع مراكز الأبحاث وجامعات العالم للبدء في وضع خطوات سليمة للبحث العلمي في البلاد... لكنهم في قيادات الجامعات الهشة طالما يرفضون ذلك".

وأوضح د. محمد الفاطمي أن الجامعات في اليمن لو كانت تدعم الباحثين القادرين على التواصل العالمي معنويا لكان ذلك مهما في استمرارهم في العطاء العلمي، "عوضاً عن ذلك فإن الباحثين لا يسلمون من التهميش والإقصاء بل والأذى الذي لا يخلو من السادية".

وختم د. الفاطمي حديثه بالقول: "مع كل ذلك فقد كتبت اسم جامعتنا في عدن في كل أبحاثي المنشورة، على أمل أن هذه المؤسسات هي ملك وطن وشعب ربما ينهض يوما ما ويعود للحياة، وأهدي كل أعمالي العلمية والتي امتازت بالبحث في عقاقير طبية من مصادر البلاد المحلية خلال ثلاثين عاما، أهديها إلى أبناء البلاد الصابرين الصامدين، لعل ذلك يعطيهم أملا وسط هذه الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى