مقالة.. مكتبة مسواط للأطفال كنز ثقافي وتاريخي

> جيهان عثمان

> هدفي هو ثقافة الطفل وتنمية قدراته ومواهبه".. هكذا استهلت حديثها في حوار لي مع مديرة مكتبة مسواط للأطفال بعدن الأستاذة وفاء أحمد غالب، حيث كنت أيضاً في زيارة للمكتبة وتفقد حال ولدي مع القراءة خصوصاً أنه مستمر ومواظب على زيارة المكتبة بشكل مستمر وقت فراغه.

وقد أسعدني أن أرى مرتادي المكتبة من الأطفال وهم ينهلون من الكتب والقصص ويقرؤون في هدوء تام وانضباط وترتيب. يدخل الطفل مباشرة ويأخذ كتاباً ويجلس على الطاولة ويقرأ وكذلك يفعل أقرانه. القاعة يسودها الصمت وكأن من فيها كبار مفكرين ومثقفين.. إلا من بعض الأطفال الأقل سناً "دون سن القراءة" يقومون بالتلوين والإبداع في الرسم!.

أساس ثقافة المجتمع من ثقافة أطفاله، وأن كبار الكتاب والشعراء والعلماء في كل المجتمعات كانت القراءة هي منبع إبداعهم وثقافتهم وتوسيع مداركهم وتطورهم بالمستقبل.

وتعد مكتبة مسواط للأطفال معلماً وكنزاً ثقافياً له تاريخ طويل وعريق.. (مكتبة ليك) هو اسمها الأول وهو نفس موقعها منذ تأسيسها في عهد السلطة البريطانية، ذلك العصر الذي تميز بالنهضة الثقافية والعلمية لأبناء مدينة عدن. تأسست عام 1919م ثم سميت في عام 1963 بمكتبة مسواط نسبة إلى التربوي والمثقف والصحفي محمد سعيد مسواط، المتوفى عام 1962 في عدن، لتصبح جزءاً "من تاريخ المدينة وجزءاً" من ذاكرتها الفكرية والثقافية.

في وقتنا الراهن ثقافة الكتاب في مناورة مع ألعاب الكمبيوتر والتكنولوجيا التي أضاعت الكتاب والتصفح الورقي ولذة القراءة الورقية، لكن ما رأيته في مكتبة مسواط للأطفال أعادني لذلك الزمن الجميل ولحب القراءة والتصفح من الكتاب، لكن مثلما يقال: "الحلو ما يكملش"، رغم هذا إلا أن الاهتمام بالمكتبة وتطويرها وتعزيزها بإصدارات جديدة للكتب والقصص والمجلات مازالت مفتقرة فيه، إلا من جهود فردية شحيحة جداً". كان عوضها ربما التسلية والمتعة بالألعاب التثقيفية والترفيهية من قبل إدارة المكتبة لترغيب الرواد من الأطفال وإقامة مسابقات وأنشطة ثقافية لتعزيز الصلة بين الطفل والمكتبة.

وأشير إلى أن مكتبة مسواط قد نالها نصيب من التدمير أثناء حرب 2015 قبل أن تتم إعادة تأهيلها وترميمها بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي ورعاية وزير الثقافة مروان دماج، وهو مجهود يشكر لما حاولوا به إعادة الروح لهذا المعلم الثقافي والتاريخي لعدن، لكن نقول: إن المكتبات روحها في تطورها وتجديد مصادرها وأدواتها وإصداراتها وماهية عملها الحيوية لتعزيز وتوثيق الصلة بين الطفل والثقافة المتطورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى