مدينة شقرة الساحلية بأبين.. سبعة أشهر من الظلام والمعاناة

> تقرير/ عبدالله الظبي

> يعاني أهالي مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين من انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من سبعة أشهر، بسبب الحرب التي فاقمت معاناة أبناء أبين عموما ومدينة شقرة على وجه الخصوص وحولت حياتهم إلى جحيم.
ففي مدينة ساحلية ترتفع فيها نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة يعاني سكانها من انقطاع إمدادات الطاقة الكهربائية إلى المدينة، نتيجة تعرض الخط الناقل للكهرباء لعمليات تخريب، بسبب وقوعه في مرمى المتحاربين.

وإلى جانب معاناة المواطنين في المدينة الساحلية من انقطاع الكهرباء تتفاقم معاناتهم بسبب انقطاع إمدادات المياه عن المدينة.
ونتيجة لطبيعة الأوضاع الأمنية والعسكرية تسببت حركة المركبات والقاطرات في الطريق الدولي الذي يمر في الشارع العام بمدينة شقرة باختناقات مرورية وازدحام كبير في المدينة.

وعبر مواطنون من أبناء مدينة شقرة الساحلية عبر "الأيام" عن معاناتهم، وناشدوا الجهات الحكومية والمسئولين في الدولة والسلطة المحلية بالمحافظة الالتفات إلى أحوالهم، وربط أسلاك خطوط الكهرباء، وإعادة التيار الكهربائي إلى المدينة، ومعالجة مشكلة المياه، وحل وضع الطريق باستحداث خط دائري يبعد مرور الشاحنات والمركبات الكبيرة عن المدينة.

غياب أبسط مقومات الحياة
وقال إعلامي عبدالعزيز باداس، أحد أبناء المدينة: "في البداية أتقدم بالشكر لصحيفة "الأيام" المواكبة لكل المستجدات وصوت من لا صوت له، وبخصوص معاناة مدينة شقرة للأسف الشديد يزداد تردي وتفاقم الوضع منذ العام 211م وصولا إلى اندلاع كارثة الحرب والصراع المستمر منذ حوالي عام ليشمل مختلف الجوانب الخدمية، وأبرزها الماء والكهرباء والدور الأمني والصحة وغيرها".

وأضاف: "ًفي جانب الكهرباء على سبيل المثال المدينة تعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي لأكثر من مائة يوم متتالية، وكل ذلك جراء اشتباكات الطرفين في الطرية والرملة والشيخ سالم غرب المدينة وفي أواخر شهر رمضان الماضي في الطرية والشيخ سالم، مما زاد الوضع سوءا وتسبب بانعدام الخدمات وتردي الأوضاع المعيشة في غياب أبسط مقومات الحياة".

وقال: "في فترة انقطاع الكهرباء ارتفعت درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، وتسبب ذلك بوفاة عدد كبير من كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، وبلغ عددهم قرابة 30 مواطنا، وفي شهر رمضان شهر الفضيلة المواطنون يتزاحمون على توفير قطعة ثلج، وفي بعض الأيام لا يجدونها ولا ندري إلى متى ستستمر معاناتنا".
واختتم حديثه بالقول: "نجدد دعوتنا ودعوات كافة المواطنين من كافة شرائح المجتمع المدني بالمدينة ونناشد قيادة التحالف العربي ورئيس الجمهورية فخامة المشير عبدربه منصور هادي وقيادة المجلس الانتقالي النظر إلى معاناة سكان وأهالي مدينة شقرة وأبنائها الذين همشوا وحرموا من أبسط الحقوق منذ زمن طويل".

معاناة مستمرة
من جانبه قال المواطن محمد محسن: "نحن أبناء مدينة شقرة نعاني بشكل كبير جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة منذ أكثر سبعة أشهر وأكثر، كذلك نعاني من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وأسعار الثلج".
وأضاف: "شقرة تاريخها كبير وهمشت كثيرا من قبل السلطة المحلية في المحافظة، وحرمت من الكثير من المشاريع، وأخيرا أطبقت عليها الحرب وزادت معاناة المواطنين بسبب قطع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار وانقطاع المياه".

وتابع حديثه قائلا: "نناشد الجهات المعنية وقيادة التحالف العربي التدخل لإصلاح إمدادات الكهرباء، وكذلك المنظمات الدولية والمحلية لتوفير ما تحتاجه المدينة المنكوبة من احتياجات إغاثية وطبية".
وأضاف: "للأسف الشديد تحولت المدينة إلى قاعدة عسكرية وساحة معركة للأطراف المتحاربة، وحرم السكان خلالها من أبرز الخدمات كالماء والكهرباء، ويعجز تجار المواد الغذائية عن توفير احتياجات السكان بسبب الحصار وقيود الحركة التي فرضتها الحرب".
وقال: "معاناتنا يومية إذ نبحث عن مياه صالحة للشرب، فنحن بلا ماء منذ سبعة أشهر، والسبب يرجع إلى انقطاع التيار الكهربائي الذي تسبب بانقطاع وصول مياه الشرب إلى المنازل".

تدخل عاجل
وأضاف المواطن محسن: "معاناة شقرة كبيرة جدا نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها المدينة منذ اندلاع الحرب حتي يومنا هذا ونحن نعاني الأمرين بسبب قطع الكهرباء عن مدينتنا، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الأهالي إلى النزوح، وكثير من أهلنا ماتوا بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام أدوية السكر، ونطالب مختلف أطراف الحرب والسلطات المعنية بسرعة إنقاذ شقرة ورفع معاناة سكانها".
ولفت قائلا: "الحرب هدمت كل جميل في شقرة وأصبحت شقرة برغم الموقع الاستراتيجي والخط الدولي العام ركاما مهملا تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة والخدمات الصحية مفقودة بعد نزوح كثير من الأطباء من المدينة".

تردي الخدمات
من جانب قال المواطن محسن أحمد فضل: "لا نعرف الكهرباء منذ أكثر من سبعة أشهر، ونناشد التحالف العربي التدخل العاجل في حل مشكلة التيار الكهربائي بأسرع وقت ممكن". وأضاف: "ناشدنا من قبل جميع الأطراف، لكن لا مجيب.. هل ماتت ضمائر المسئولين؟!".
وتابع: "نعاني من شراء الثلج والسمك معاناة كبيرة فقد كان يتم تخزينه في ثلاجة البيت الآن لم يعد الأمر ممكنا".

وقال: "هذه الحرب عبثية لا تخدم المواطن ولا الوطن، المعاناة كبيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ومن بداية الحرب أصبح المواطن الشقري يعاني من كل الجوانب، ونسال الله أن يصلح البلاد والعباد، ونناشد المتحاربين إعادة التيار الكهربائي إلى شقرة أو تقديم حلول إسعافية بمولدات كهربائية. ونسال الله أيضا أن يخمد فتنة الحرب التي أكلت الأخضر واليابس".

حرمان من الإغاثة
وعبر "الأيام" شكا عدد كبير من مواطني مدينة شقرة الساحلية من حرمانهم من واستبعادهم من كشوف الإغاثة الإنسانية.
وقال مواطنون: شطبت أسماؤنا من قبل ما يسمى باللجان الإغاثية التي شكلت مؤخراً بدون معيار قانوني، رغم أن المواطنين الذين حرموا من الإغاثة بأمس الحاجة ويعانون من فقر مدقع وليست لهم وظائف أو مصادر دخل، وأضافوا: قامت اللجان الإغاثية بإعداد كشوف تجاهلت فيها أسماء المستحقين أو من تنطبق عليهم المعايير.

وأفادوا: قدمنا بلاغات للجنة المكلفة بالتسجيل والفرز فلم يستجيبوا لشكاوينا، ونحمل السلطة المحلية بالمحافظة، ممثلة بمدير عام المديرية، المسؤولية الكاملة عن ما جرى لنا.
كما ناشدوا الجهات المشرفة على الإغاثة لتدخل العاجل لإنصافهم. وفي سياق مناشداتهم توجهوا بدعوة إلى المنظمات الحقوقية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان سواء المحلية أو الأجنبية لزيارة مدينة شقرة وتوثيق معاناة سكان المدينة، كما طالبوا وسائل الإعلام المرئية بالنزول لنقل معاناتهم إلى الجهات المعنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى