خِـــداعٌ ومُماطلة

> جرى الرئيس هادي ثلاثة لقاءات في يومٍ واحد مع كل أركان حكمه: مستشارين - رئيس حكومة - رئاسة برلمان. وقلما حدث هذا. مما يعني أن ثمة قرارات مهمة قد أتخذها التحالف، ويضع هؤلاء بالصورة للشروع بتنفيذه. من بينها:

- أولاً: ضرورة التجاوب مع المبادرة الأممية الجديدة المعروفة بــ "البيان المشترك" التي تضغط الأمم المتحدة على التحالف وأطراف الصراع باليمن لقبولها. وما التصريحات الضاغطة التي تكثفها بريطانيا هذه الأيام على الشرعية إلّا صدىً للمبادرة الأممية وتأييدا قويا لها؛ فالحديث الجاف الذي أطلقه السفير البريطاني قبل يومين بوجه الشرعية وتصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني لصحيفة الشرق الأوسط السعودية يوم السبت التي ركّـز فيها على أهمية التفاف أطراف الصراع حول المبادرة الأممية لوقف الحرب والذهاب إلى تسوية شاملة، وحديثه التصالحي مع الحوثيين في ذات المقابلة، وتحاشيه إطلاق أي استفزازات لهم، بل ألمح إلى تجاوبهم بهذا الشأن وبشأن السفينة صافر وتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية إلى مناطق الشمال. كل يشير إلى أن السعودية قد عقدت العزم على الانفتاح بجدية على الدعوات الأممية لوقف الحرب المضي نحو تسوية سياسية شاملة للازمة اليمنية، وتًلقي الرياض بثقلها على شركاءها اليمنيين للانصياع لهذا التوجه.

- ثانيا: مضاعفة الضغوط السعودية على هؤلاء لتنفيذ اتفاق الرياض كما هو في نسخته الأصلية وآلية التسريع التي أطلقتها السعودية قبل نحو شهرين، وإعلان الحكومة مقابل ضمانات سعودية للشرعية لتنفيذ الشق العسكري بمجرد إعلان الحكومة، وإعادة النظر بحصص كل القوى من الوزارات بعد أن رفض الإصلاح والمؤتمر ما تم تسريبه من عدد ونوع الوزراء المخصص لهما. اليوم أنباء تتحدث من الرياض عن اتفاق غير معلن يتلخص بتأجيل إعلان الحكومة شهرا آخر لإعادة لاستكمال تسوية النقاط الخلافية المختلف وضمانة سعودية لتنفيذ الجانب الأمني والعسكري المثير للجدل.

ما لم يتضح وسط هذا الحراك السياسي هو الموقف الناعم الذي يبديه المجلس الانتقالي الجنوب مقابل تشدد خصومه واتساع شهيتم بابتلاع كل الأطباق السياسية من فوق الطاولة، وأقصد تزايد مطالب هؤلاء وتلكؤهم بتنفيذ الاتفاق وتنصلهم مؤخرا من حصصهم الوزارية الممنوحة لكل حزب وكيان التي اُتفق حولها مؤخرا، وتكثيف شروطهم لتحسين وضعهم بالحكومة كماً ونوعاً، أو بالالتفاف على بنود اتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه، فالمرونة التي يُــبديها الانتقالي تجاه هؤلاء وتحاشيه الاصطدام بالتحالف وحرصه المُبالغ فيه على تنفيذ الاتفاق بأي ثمن هو ما أغرى هذه الأحزاب وهذه القوى بالمطالبة بالمزيد والمزيد من المكاسب على حساب الطرف الجنوبي الخجول الغارق بالمثالية السياسية أمام قوى فوضوية التفكير والسلوك !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى