من هم الأغنياء الحقيقيون ؟!

> ليس سهلا أن تبحث عن الغنى وتحققه، لكن الغنى له قوانينه، فقد يأتيك الغنى ويدخل أعتاب بيتك دون استئذان، ولكل مجتهد نصيب.
تجار الجملة والتجزئة قد يصلون إلى حافة الغنى، بسبب ظروف اقتصادية ساعدتهم على ذلك وقد تأتي ظروف أخرى، تمارس عليهم لعبة الكساد فيفقرون.

الأغنياء الحقيقيون هم المبدعون كالكتاب والصحفيين والفنانين والرياضيين، وفي الصناعة من يبدعون في صناعاتهم
في الدول الغنية والتي ترتفع فيه نسبة القراءة، يجد الكتاب حظوظهم بإصدار مؤلفاتهم لقراء تصل نسبتهم إلى قرابة 20 مليون نسمة، فيدخلون نادي الأغنياء.

والمطربون اذا وضع أحدهم لحنا مشهورا أغدق عليه المستمعون بكنز من الأموال، فينظم إلى قائمة الأغنياء.

ويجري على الصحافيين ما يجري على هؤلاء المبدعين، فيكسبون من إصدار كتاباتهم في الصحف العريقة المنتشرة أعدادها بالملايين، فيدخلوا بيت الغنى، لكن المبدعين في الدول النامية، حيث نسبة الأمية كبيرة، حالهم كحال كل البشر القاطنين عندهم، ولكن لهم اعتبارهم بكونهم مبدعين ويحظون بمكانة اجتماعية فقط، ولكن المسيرة والغنى بعيدان عنهم، لأنه كحالة المبدعين في بلادنا زادت نسبة الأمية، وغياب دور النشر وأجهزة إعلامية معطلة، فيظلون فقراء ومتعبين لأن دور الحكومة غائب، ممثلة بوزارة الإعلام والثقافة اللتين لم تقدما للمبدعين شيئا، يبرر وجودهما كوزارتين في الحكومة.

وأسرد لكم حالة توضح اهتمام الدولة ورجال الفكر بالمبدعين، حيث انتشلت الفنانة والممثلة في حالتها المتكدرة إلى حالة أرقى. وكانت هذه الفنانة قد وصلت إلى حالة من الفقر المدقع، وسكنت كوخا لا يليق بتاريخ حياتها الفنية.
نخبة من رجال الفكرة في تلك البلاد قاموا بجمع تراثها الفني والتمثيلي، وحولوها إلى استحقاق مالي ومادي، واستطاعوا بهذه المستحقات أن يشيدوا لها منزلا معتبرا يليق بها لدورها القومي في التمثيل والغناء، وحققوا لها دخلا ماديا يليق بمكانتها.

وفي لفتة أخرى قام الخديوي إسماعيل، بزيارة أحد الفنانين إلى منزلة لتقديم التهنئة له بيوم زفافه، وتفاجئ الفنان بهذا الحدث وشكر الخديوي على هذا المسعى، وقال له الخديوي لقد جئت إليك أحمل لك سببين: الأول تهنئتك بالزواج، والثاني بصدور قرار خديوي بمنحك راتباً شهريا يغنيك عن السؤال أو تجارة الطلبات لدافعي الأجر، ووجه الخديوي سؤالاً للفنان قائلاً له: أتدري لماذا منحتك راتبا شهريا؟ فأجاب الفنان بالنفي، فقال له الخديوي عبارته المشهورة: لقد منحتك راتبا لكي تغني بمزاجك وليس بمزاج غيرك.

ولهذا في بلادنا انعدم وجود رجال الفكر الذين يقومون بدور الحكومة في انتشال أوضاع المبدعين، وانعدم كذلك وجود خديوي يقوم بواجب التهاني ودفع المرتبات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى