الأميرة الثائرة علم الفضلي لـ«الأيام»: كلفوني بنقل البرقيات للثوار وإخفاء الأسلحة

> تقرير/ أحمد يسلم:

> سالمين رجل استثنائي كان يزورنا بدون مرافقين
في أجواء ذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963م وإعلان الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م كان لنا أن نلتقي الثائرة علم أحمد حسين الفضلي، واحدة من أعلام النضال الوطني، التي خصتنا بمقابلة صحفية هي الأولى في حياتها.
علم أحمد حسين الفضلي ثائرة خاضت مع رفاق النضال معركة التحرر من المستعمر على جبهتين، فكرست جهودها في المجال التربوي ومعارك الكفاح المسلح ضد الإنجليز، وأسهمت مع زملائها وزميلاتها منذ كانت في أولى الخلايا السرية للجبهة القومية منذ 1963م.

الأميرة الثائرة كما يطلق عليها من مواليد 1947م، سنحت لها الفرصة بالالتحاق بأولى دفعات تعليم الفتيات في زنجبار عام 1952 م في مدرسة البنات، وتلقت تعليمها الابتدائي على يد الفاضلات المعلمات فاطمة بنت صالح عبدالله، وشقيقاتها لونه وعينا وأسماء الحاج، وشغلت بعد ذلك نائب مدير مدرسة عائشة كرامة ومدرسة التوحيدي، ومشرفة في عدد من المؤسسات التعليمية، وعملت قبل عام 90م في منظمة لجان الدفاع الشعبي في الشؤون الاجتماعية.

وعن قصة التحاقها في الخلايا السرية للجبهة القومية على يد سالمين وجاعم صالح تقول الأميرة الثائرة في حديثها لـ "الأيام" إنه تم اختيارها لإدارة القطاع النسوي للجبهة القومية على الرغم من صغر سنها؛ لفطنتها وقوة شخصيتها ولما تمتلكه من موهبة في القيادة والتأثير على من حولها.

وأجابت حول أول مهمة أوكلت إليها قائلة :" كنا نلتقي في بيت المرحوم الوالد مفتاح عبد الرب، وهناك شرحوا لنا المهام التي سنقوم بها، وكلفوني بأخذ (الاستانسل) و(رسائل البرقيات) إلى زملائنا المناضلين منهم محضار عمر وصالح منصور لسحب منشورات الجبهة القومية، ثَمّ إسناد المهمة للفتيات من خلايا الجبهة القومية لنشرها وتوزيعها في الأعراس وحفلات المواليد.

نجحت الاميرة الثائرة في إخفاء سلاح الفدائيين، ومنهم محمد سالم باجميل ومحمد مفتاح عبد الرب وعثمان مهدي بجل، والأستاذ ناصر طاهر". في إحدى المرات دفنت سلاح الثوار في باحة منزلنا بمساعدة أسرتي طبعا عقب دخول الجيش للتفتيش".

وعن زميلاتها في الخلايا السرية بزنجبار والكود والمسيمير، أشارت الأميرة الثائرة إلى كل من فوزية عبدالله احمد ونور عبدالله و أسمهان عبدالله حاتم ورشيقة علي البريكي ونور عمر القعود و جارية سالم عبدالله بن نعم وفطومة صالح سنان وسعيدة عبد الرحمن عيسى وعائشة الحاج أحمد، إلى جانب مشاركة بعض النساء من ربات البيوت في طهي الطعام وغسل ملابس الثوار ومساعدتهم، منهن بلاد صالح نصيب وعائشة مبدعي وعائشة عشلة وصالحة علي محضار من منطقة المسيمير، ومن زنجبار سعيدة سالم محروس (محروسة) و جنة أحمد حسين الفضلي ومطر أحمد حسين والحاجة هميلة وابنتها عطية والحاجة جلجلة وسواحل عينا البدوية وسعدية عوض عيسى وفاطمة محفوظ زوجة سرحان الحبشي. "لا يمكن أن أنسى جاعم صالح، علي صالح عباد، ناصر صدح (فرحان) الشهيد حسين عبدالله ناجي، صالح خميس سالم، عبد الرحمن عبدالله عيسى، محسن جعسوس، عبد الباري عبد الحبيب، محسن بو عطيف، نور عبدالله، سالم باجميل، صالح وأحمد مفتاح، عثمان بجل، ناشر سيف، علي فضل بن نعم، سعيد هادي عسيري، محمد علي بخيت، أحمد العوش، علوي القديري، حيدرة الساحمي، عبد القادر باحشيشة، سالم وذياب العابد، سنان علي صالح، وطبعا هناك الكثير من الأسماء لم تسعفني الذاكرة لأتذكرهم. كان الجميع يتوق ليشارك في نضال ضد الاستعمار كل الشعب كان تواقا للحرية ومستعدا للفداء".

وقالت عن فترة ما قبل الاستقلال والصعوبات التي عاشها الثوار: "هناك مواقف صعبة وخطيرة واجهناها عند حملات التفتيش والمداهمة واقتحام بيوت الثوار، وقد تعرضت في إحداها للاعتقال أنا وزميلاتي سعود مفتاح عبد الرب أو الأميرة الحافية كما كان يطلق عليها سالمين"، شقيقتها عائشة أحمد حسين الفضلي. وتابعت ": إثر أحداث 20مارس ودخول الجيش إلى زنجبار 1968م هربنا إلى عدن وتحديدا المدينة البيضاء َومعي الحجة مطر وابنتها سعود مفتاح عبد الرب والحجة هميلة وأولادها د. محمد عبدالله يسلم وعافية وقدرية وعطية ومعنا محمد علي بخيت، وهناك التقانا صالح مفتاح وأخوه أحمد وباجميل وقالوا إننا مكلفين من قبل القيادة أنا ومحمد علي بخيت بالعودة إلى زنجبار ومتابعة الإفراج عن المعتقلين في حملة الجيش، واستطعنا مقابلة الصديق أحمد الجفة، حينها كان مديرا للأمن كما أذكر، وأعطانا أمرا بالإفراج عنهم ومن ثم عدنا إلى عدن".

ولدى الأميرة ذكريات نضالية سقط خلالها العديد من الشهداء من رفاقها، منهم عائشة كرامة التي أطلق اسمها على إحدى مدارس زنجبار، "عائشة كرامة استشهدت في السبعينات إثر كمين مسلح في منطقة العرقوب تحديدا حيث كانت برفقة فرقة طبية متجهة إلى المديريات الوسطى، سقط معها الشهيد علي شيخ".

لم تغفل علم الفضلي عن ذكر الرئيس سالمين الذي أوردت ذكره في كل مرحلة من مراحل النضال المتوج بالاستقلال، "سالمين المناضل وسالمين الرئيس هو سالمين الإنسان قبل كل شيء فقد كان عطوفا وفيا مخلصا زاهدا مناضلا، وكان بالنسبة لكل المناضلين والمواطنين أبا وأخا وقدوة نضالية مع زميله جاعم صالح محمد اليافعي. كان يمر علينا في منازلنا حتى بعد أن صار رئيسا دون مرافقين ولا حراسات، ويتنقل داخل المدينة سيرا على الأقدام لزيارة الأسر المناضلة والفقيرة، وأتذكر أنه كان يزور عيدروس أخي في بيته أيضا".

وأضافت : "كان رجلا قياديا استثنائيا يحبه الجميع ويحب الجميع، وكان طموحا في بناء وطن ينعم بالخير والحياة الكريمة".

واختتمت الفضلي حديثها بذكرى يوم الاستقلال الـ30 من نوفمبر من العام 1967، "كان يوما مشهودا بلغت الفرحة فيه إلى أعلى مستوى، كان الحماس الثوري بالنصر المتوج بالاستقلال عظيما، أتذكره ... كنت في مدينتي زنجبار بين أهلي وإخوتي وجيراني، وصدح المذياع "هنا عدن إذاعة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" من عدن وعلى أنغام الأغاني الثورية ومنها أغنية عطروش "برع يا استعمار من أرض الأحرار"، والأغنية الخالدة "أيا ثورة الشعب كوني منارا" التي اذعيت أول مرة صباح يوم الاستقلال بصوت رجاء باسودان. كانت إذاعة عدن وعبر مكبرات الصوت في المسيرة الذاهبة إلى العاصمة يومها تبث أغاني النصر بينما كنا في الشوارع النساء تزغرد والرجال والأطفال يرقصون فرحا وبهجة بالانتصار العظيم والإنجاز المبارك، اتجهنا في مواكب من كل مديريات أبين صوب العاصمة عدن لحضور حفل الاستقلال، كنا نردد تلك الأغاني التي لا تزال تعني الكثير لكل من عاش تلك الأيام كأغنية "يا شعب الجنوب النصر يهنا لك"، يوم عظيم بعظمة الإنجاز المحقق.

وحصلت السيدة علم الفضلي على عدد من الأوسمة والميداليات تقديرا لجهودها النضالية ومنها ميدالية حرب التحرير وشهادة تقديرية، كما كرمت في عيد العلم كمربية ومعلمة نموذجية في العام الدراسي 86_1987م، وتم تكريمها في الذكرى السابعة والخمسين لثورة 14أكتوبر من محافظ أبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى