أورام الغدة النخامية تغير أسلوب حياة المصاب دون علمه "تقرير"

> تقرير/ هشام العطيري:

>
بأعراض تقليدية وحجم متناه في الصغر..
البروفسور بكيران: إحصاءات أورام الغدة الأولية بلحج تفوق العالمية
انخفاض حدة البصر في سن الشباب مصحوبا بتغيرات نفسية مفاجئة تتفاوت من الحزن الشديد واليأس في الحياه والخذلان وعدم الثقة في المستقبل إلى الفرح الغامر والأحلام الوردية والطموح الفائق والثقة المفرطة قد تكون أعراض الإصابة بورم الغدة النخامية الذي قد يحدث، ويكتشف عن طريق الصدفة، كما هو الحال مع حالات في محافظة لحج، لوحظ إصابتها بالورم دون إدراك حقيقي بالإصابة أو ظهور للأعراض.

وأورام الغدة النخامية هي حالات نمو غير طبيعية تنشأ في الغدة النخامية مسببة فرط إنتاج الهرمونات التي تنظم الوظائف المهمة بالجسم، أو تدني إنتاج الغدة النخامية للهرمونات.
وتعد معظم أورام الغدة النخامية حميدة، توجد عدة خيارات لعلاج أورام الغدة النخامية، بما في ذلك إزالة الورم، والسيطرة على نموه، وضبط مستويات الهرمونات بالأدوية.

كشف البروفسور فضل بكيران (جراح ومحاضر في أكاديمية بطرسبورج العالمية للعلوم الطبية) أنه في أثناء عملة متطوعا في عيادة الأورام بمستشفى ابن خلدون بمدينه الحوطة عن استقباله حالات عدة تعاني أورام الغدد، مما لفت انتباهه إلى وجود أورام الغدة النخامية، وبإحصائيات تفوق نسبياً الإحصائية العالمية.
د. فضل بكيران
د. فضل بكيران

وأوضح البروفسور بكيران في حديث لـ "الأيام" أن أورام الغدة النخامية هي أورام حميدة تتكون في الغدة النخامية. وهي غدة صغيرة مستديرة تقع على السطح السفلي للدماغ في منطقة تسمى السرج، وتشبه في حجمها حبه الفاصوليا العادية، وتمثل الأورام الغدية حوالي 80 ٪ من أورام الغدة النخامية، وهو ما يسمى سرطان قعر الدماغ "منطقه السرج" يكون حيث استواء الدماغ وقاعدة الجمجمة ووجود الغدة في هذه المنطقة.

"يمكن اكتشاف الورم في سن مبكر عن طريق الرنين "
وقال: "على مدى سته أشهر من المتابعة في محافظة لحج، اكتشفنا حالتين، وهو ما دفعنا لكتابه هذه النبذة عن المرض؛ لكي نوضح صورة المرض وطريقة التعامل معه؛ لما له من صعوبة في التشخيص إذ يتم اكتشافه في أثناء التشخيص المقطعي للدماغ لمؤشرات أخرى بالصدفة".

وتابع: "إن هذه الأورام صغيرة جدًا، وغالبًا ما تظل بدون أعراض لفترة طويلة، و يتم اكتشافها عن طريق الأشعة المقطعية، فقط ما هو أكبر من سنتيمتر واحد، وإن قل فلا بد من الكشف عنه بالرنين المغناطيسي"، مشيرا إلى أنه يمكن اكتشاف أورام الغدة النخامية في أي عمر، وفي ذلك الأطفال، "ما اكتشفناه حاليا كان لفتاة في السابعة عشرة وولد في الثالثة عشر".

"السهر عدو الغدة"
"وتتكون الأورام الغدية من الخلايا الأمامية للغدة النخامية، وعادةً نرى كيف تترسم حدودها بشكل جيد، ونقوم بفصلها في أثناء العملية عن الغدة النخامية الطبيعية عبر كبسولة كاذبة من الأنسجة الصلبة التي تحتوي على الريتيكولين في بعض الحالات، وتكون حدود الورم الحميد غير واضحة وقد تنتشر الخلايا السرطانية في أنسجة الغدة المجاورة". وأكد بكيران أن الورم يضغط على الهيكل؛ مما يسبب صداعا ونوبات صرع.

وتنشط الغدة في أثناء النوم، ويكون عملها وترحيلاتها ليلا، ويتأجل عملها ويضطرب في حال قلة النوم، أو عدمه ليلا وفي وجود الضوء أي أن السهر هو ألد أعداء الغدة.

"العلاج الهرموني فاعل لكنه بطيء جدا"
وأشار بكيران إلى وسائل العلاج قائلا: "في علاجنا لإحدى الحالات اعتمدنا العلاج الهرموني لتخفيض البرولاكتين مضافا إليه العلاج النفسي، وقد نجحنا في هذا تدريجيا خلال ثلاثة أشهر، ليعود مستوى الهرمون طبيعيا تقريبا، وهنا لم ينتهِ العلاج فانحسار الورم أو امتصاصه من قبل الجسم يتم ببطيء شديد، مع الالتزام ببرنامج جرعات هرمونية بسيطة حتى تصل إلى حبة واحده 5 ملجم كل ثلاثة أشهر، وفحوص دورية، وإلا فإن العلاج الجراحي لا مفر منه، ويتم ذلك بالوصول إلى قاع الجمجمة عبر الأنف، وليس بفتح الرأس، بمسبار منظاري، غير أن الأنجح هو الجراحة الإشعاعية".

"الأسباب غير معروفة ولا وسيلة لمنع الورم"
وقال: "أن أسباب أورام الغدة النخامية غير معروفة حاليًا للعلم، ويُفترض أن العوامل المسببة يمكن أن تكون الصدمة الدماغية، والأمراض العصبية (السل، الزهري العصبي، الحمى المالطية، شلل الأطفال، التهاب الدماغ، التهاب السحايا، وهو ما أدى إلى وفاة مريضنا ذي الثلاثة عشر عاما ، خراج الدماغ، الملاريا الدماغية، إلخ"، لافتا إلى أن الآثار الضارة على الجنين في أثناء نموه داخل الرحم في حالات نادرة يرتبط ظهور الورم بمتلازمات وراثية.

وأوصي البرفسور بكيران بفحص الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أورام الغدة النخامية بانتظام عند ظهور أول علامة على عدم التوازن في الجسم، مؤكدا أنه لا علاقة لأورام الغدة النخامية بأنماط الحياة أو الإجهاد البيئي، لذلك لا توجد طريقة لمنع هذه الحالة.

وبين أن الجراحة هي العلاج الرئيس للأورام الوظيفية أو الكبيرة، إذ تتم إزالة معظم الأورام الغدية النخامية من خلال الأنف (نهج transsphenoidal) وهو يسمح لجراحي الأعصاب بتخليص المريض من الأورام دون التدخل في الدماغ، ويتم استخدام الأدوية في بعض الأحيان بدلاً من الجراحة أو بالإضافة إليها، ويتم وصف الأدوية التي تمنع إنتاج الهرمونات الزائدة أو تعوض نقصها.

وتظل الجراحة الإشعاعية هي الأنجع حسب الخبراء؛ لأنها تحقق السيطرة على الورم (استقرار الحجم أو تصغيره) وتطبع اضطرابات الغدد الصماء، مما يلغي حاجة المريض إلى تناول الأدوية على المدى الطويل وأحيانًا مدى الحياة، ويحدث التأثير الكامل للجراحة الإشعاعية في غضون سنوات قليلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى