الصحافة الأهلية ومستقبل صناعة الخبر

> في ظل التنافس والتطور الإعلامي المسموع والمقروء والمتلفز، ومع وجود أعداد موازية في هذا المضمار الذي تختلف اتجاهاته وخلفياته السياسية والحزبية، إلا أنه تظل الصحافة الأهلية المستقلة أفضل تلك النماذج تحملا للمسؤولية، وأنها تستطيع أن تتعاطى مع الجميع من عدة زوايا وتحترم الآراء وتعددها. ولكن هل سيتم التنافس أم التضييق وإغراق المساحة من هامش الحرية الصحافية المستقلة؛ لتصبح النتيجة فرض توجه واحد بنظرة واحدة تجاه المستقبل الإعلامي والحريات الصحفية التي يجب أن تظل مستقلة في توجهها ونظرتها بعيدا عن التضييق عليها من جانب السلطة والمنظومة التي يقوم بتسييرها بحيث لا يكون بإمكان الصحف الأهلية من الاستمرار في مشوارها الصحافي الحر تحت شعارات وتوجه يقوم على فرض الصوت الواحد وهو ما يعد تدخلا سافرا في تطور المؤسسات الإعلامية وتعددها وباتجاهات مختلفة محددة .

لقد تعددت مصادر الخبر، وتنامى في ذات الوقت عنصر الأسبقية، وأن يكون هناك نوع من التنافس الحصري على احتكار الخبر والحصول عليه وامتلاكه لدى الصحيفة نفسها عبر أحد مصادرها الخاصة، أو عبر أحد صحافييها ومراسليها الذي حصل على خبر حصري له ولصحيفته التي يعمل فيها. وهذا ما نجده أو نراه ونشاهده على شاشات التلفزة من خلال القنوات الإخبارية والموضوعات الهامة أبرزها في (العاجل) الذي يصدر عن جهة ما. ويعلم صاحب المعلومة ومن يتلقاها أن الخبر أو ذاك العاجل سيحدث غرقا هاما على المستوى الإعلامي والصحافي ولدى المتلقي له سواء كان مسموعا أو مقروءا أو أن يكون صاحب الخبر أحد صناعه.

إننا نشهد تطورا في مجال صناعة الخبر ومصادره وهي مسألة مهمة تحمل من الأهمية بمكان من حيث كون العناصر التي يجب أن يلم بها صاحب المؤسسة الصحفية ومهنيتها التي تنعكس بشكل إيجابي يجعل منها ذات مصداقية، وهي ما تعمل على نجاح مستمر في تطوير أداءها وديمومتها. ومتابعة الالتزام مسألة مهمة بين أقسام الصحيفة وتحرير الخبر حتى يظهر بالصورة المطلوبة للمشاهد أو القارئ أو من خلال سماعه عبر المناقلة بين الناس أو عبر الراديو.

هذا التزاحم والحضور هو ما يعزز مبدأ مهما آخر هو تحديث نظام الرقابة القانونية التي تحدد ماهية الصحافة وحقوق العمل الصحافي والمسؤولية القانونية التي تقع على عاتق صاحب المنشأة الصحفية وما ينشر عبر صحيفته الورقية إن كانت مطبوعة في ظل تزاحم للعديد من المراسلين والمطبوعات والمواقع الإلكترونية حيث غالبا ما تكون الحياة العامة لأي مجتمع هي تحت المجهر وعدسة المراسل الصحافي ومؤسسته الإعلامية التي ينضوي تحتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى