"رضوان جابر".. تحدى ظروف إعاقته لإطعام والدته

> تقرير/ عبدالله الظبي

> اضطر رضوان جابر، 16 عاماً من ذوي الاحتياجات الخاصة، بمحافظة أبين للانخراط في مهنة شاقة تتمثل في تجميع الحطب وبيعه لمواجهة ظروف للإنفاق على والدته.
الشاب الذي لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، يعاني من إعاقة في قدميه منذ طفولته المبكرة قرر العمل في احتطاب الأشجار وتجميع محصول الحطب الأسبوعي جوار منزله، ومن ثم بيعه.

تدفع الحروب الأطفال إلى الانخراط في التشكيلات المسلحة، وكما تدفع بالأطفال خارج أسوار المدارس، لكن رضوان اختار طريق العمل بعد سنوات من العمل في سوق الخضار والفواكه بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
"الأيام" زارت رضوان جابر الذي يقطن في منزل شعبي بمعية والدته في منطقة حصن شداد بمديرية زنجبار، واستمعت إلى الصعوبات التي دفعت هذا الشاب إلى العمل، وانتقلت معه إلى الأماكن التي يقوم فيها بقطع الحطب وتجميعه، والمسافة الكبيرة يقطعها.

مسافات طويلة
يروي لنا رضوان جابر معاناته في العمل رغم الإعاقة التي يعاني منها قائلاً: "أستيقظ في الصباح للعمل بمهنتي التي أقسم العمل فيها على فترتين فترة صباحية تبدأ عند الساعة السادسة صباحاً وتنتهي عن الساعة 12 ظهراً، بعدها أعود إلى المنزل لتناول وجبة الغذاء مع أمي، ثم أعاود العمل بعد الظهر وتحديداً عند الساعة الواحدة ظهراً، واستمر في قطع الأشجار وجمع الحطب حتى الساعة الخامسة عصراً، وهذه المهنة مصدر دخلي الوحيد".

وتابع: "بيع الحطب مصدر دخلي الوحيد أوفر منه ما تيسر من لقمة عيش لي ولأمي، وأحياناً أقطع مسافات طويلة في سبيل الحصول على الأشجار، لكي أقوم بتقليمها وجمع الحطب منها".
وأضاف: "أجبرتني الظروف المعيشية الصعبة، ودفعتني إلى العمل رغم معاناتي، فأنا أقطع مسافات طويلة حتى أتمكن من الوصول إلى أماكن بعض الأشجار اليابسة أو تلك التي عليها أغصان كبيرة من أجل توفير لقمة العيش، لكن هذه المهنة هي الوحيدة التي أقدر عليها كوني مصاباً، وأعاني من إعاقتي".

مصدر دخل وحيد
في طريقنا إلى منطقة حصن شداد عند منزل رضوان استقبلتنا والدته ورحبت بنا، وبدأت تحدثنا قائلة: "رضوان ابني يعاني من الإعاقة في قدميه منذ طفولته، واليوم يعمل في قطع وبيع الحطب، ويقطع مسافات طويلة متحدياً إعاقته. نحن أسرة لا يوجد لدينا مصدر دخل غير هذا العمل. كان ابني يعمل في السابق بائعاً للخضروات في سوق زنجبار مع أحد تجار الخضروات، لكنه ترك العمل هناك وقرر لاحقاً التوجه إلى قطع وبيع الحطب".

وأضافت: "أطالب الجهات المعنية الحكومية والمنظمات، وأناشد رجال الخير توفير مصدر دخل لابني غير هذا العمل الشاق والمتعب الذي لا يتناسب مع وضعه الصحي".

جهد كبير وطريق شاق
من جانبه، قال محمد قائد، أحد جيران رضوان: "هذا الشاب الذي يعاني من الإعاقة يعيل أمه، ويقوم بعمل شاق من أجل توفير لقمة العيش من خلال تقطيع وبيع الحطب".

مناشدة
وأضاف: "الشاب رضوان يفترض أن يتلقى رعاية من الجهات المعنية أسوةً بالكثير من ذوي الإعاقة الذين جرى توظيفهم في وظائف حكومية تتناسب مع قدراتهم، ومن هنا عبر صحيفة "الأيام " صوت الشعب أناشد رجال الخير والجهات المعنية في السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات المعنية والمهتمة بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، توفير فرصة عمل مناسبة له مع الإعاقة التي يعاني منها".

ويقول أصدقاء وجيران رضوان جابر: إن معاناته وظروفه المعيشية كانت دافعاً لتخطي حاجز إعاقته بإصرار وعزيمة، ويجب على السلطة المحلية أن تعمل على توفير أعمال ملائمة تتناسب مع ظروف إعاقته، وآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستثمار قدراتهم وإلحاقهم بالوظائف العامة المخصصة لهم بنسبة 5 % من إجمالي التوظيف السنوي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى