30 نوفمبر.. الذكرى والعبرة

> الثلاثون من نوفمبر 1967م ذكرى استقلال الجنوب من المستعمر البريطاني الذي فرض عليه ثوارنا الأحرار الخروج ونزع منه الاستقلال فكان ذلك التاريخ الذي رحل فيه آخر جندي بريطاني.

ومنذ ذلك التاريخ بدأت حقبة جديدة من الزمن، وبدأت معالم حياة الدولة وعهد النظام والقانون في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الذي تخللته بعض الصراعات الحزبية المساهمة كثيراً في تأخر عجلة التطور والازدهار للدولة، حيث إن الثروات المتنوعة والعدد المحدود لمواطني المحافظات الست كان مهيأ بأن نكون في مصاف دول الخليج من حيث المعيشة ومستوى دخل الفرد، لكن النظام العالمي فرض علينا قيوداً على التجارة والانفتاح على العالم، الذي كان يعتبر من السلبيات، لكن بالمقابل كان هناك نظام قوي ودولة المؤسسات التي يستطيع أن يعيش فيه بأمن وأمان، حيث كانت الخدمات متوفرة ويعتبر ذلك من أهم المزايا التي يتمتع بها المواطن في الشطر الجنوبي أو ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وتلك الخدمات التي نحنّ إليها الآن ونفتقدها في كثير من الأحيان.

وتحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م وهي الحلم الذي كان يحلم به كل يمني وطني غيور على بلده، وذلك هو الحلم الذي ناضل من أجل تحقيقه خيرة الثوار في بلدنا الحبيب وعلى مستوى الشطرين الشمالي والجنوبي، لكن ما لبث أن تحول الحلم إلى كابوس بعد تحقيق الوحدة، حيث اتضحت الحقيقة المرة بعد ذلك بأن الهدف من تحقيقها وخصوصاً إخواننا في الشطر الشمالي هو الضم والإلحاق والسيطرة على الثروات، من خلال مسلسل الاغتيالات وهدم العديد من المنجزات الخاصة بالقطاع العام وأهمها العديد من المصانع وبعض المرافق الحكومية من خلال الخصخصة والعمالة الفائضة بالإضافة إلى إحباط العديد من القيادات العسكرية والأفراد على مستوى الجنوب من خلال مشروع "خليك بالبيت"، حيث تكلل ذلك بحرب 1994م وبقدرة قادر صادر باب المندب تابعاً لمحافظة تعز، وتم تزوير التاريخ وبدأ حلم الوحدة بالتراجع إلى الخلف، لأن المسيطرين والمنفذين حفنة من العصابات التي لا تؤمن بثورة ولا نضال الثوار ولا علم الوطنيين، وكما قالها أحدهم بأن الوحدة اليمنية هي جوهرة، لكنها جاءت على يد فحّام، أي أنه قام بحرقها في قلوب اليمنيين، وجاء عام 2015 حتى تتضح الصورة وكي نعلم نحن شعب الجنوب أن دبابات ورصاص وسلاح الأمن المركزي وجّه إلى صدور المواطنين الُعزّل في عدن المسالمة، وتشردت الناس وهدّمت البيوت ونزح العديد من المواطنين، وسالت الدماء، ليتعقد الأمر ويصعب على الجراح أن يستأصله، لأن العداوة صارت ظاهرة، فالحرب صارت واضحة شمال ضد جنوب، حرب في خدمات المياه والكهرباء دون رحمة، وتأخير الرواتب وتشجيع المسؤولين الفاسدين على الاستمرار في فسادهم.

وعلى الرغم من أن الزعماء الوطنيين أمثال الرئيس علي ناصر محمد، قد أخذ مقترحه من إقليمين جنوبي وشمالي عام 1990، حقناً للدماء، لكن جشعهم أبى، واستمر مسلسل التذمير والخيانة التي تجري في عروقهم، خانوا الوطن اليمني ككل وخانوا حتى التحالف الذي مد إليهم يده وأنقذهم من المأزق الذي وقعوا فيه، ولعبوا على جميع الأطراف دون مبدأ أو ميثاق، إنهم لا عهد لهم ولا ميثاق، وسيطروا على الجانب الحكومي وبقيت الحكومة بيد مجموعة من العصابات التي تأتمر بأمر زعيمها. وعادت التحالفات الشيطانية لتستمر الحرب دون رادع، لقد حاربوا الجنوب بشكل عام وعدن بشكل خاص عاماً بعد عام حتى وصل الأمر لتذمير الشباب من خلال الحبوب والمخدرات، فكيف نأمن ونضع أيدينا بأيدي رجال عصابات وليس رجال دولة، لهم مبادئ ومواثيق.

لقد كان الثلاثون من نوفمبر 1967م تاريخاً مشرفاً للاستقلال من المستعمر البريطاني، ونتساءل الآن في أي تاريخ سيتم الاستقلال من المستعمر الشمالي؟
الوحدة الحقيقية التي ستتحقق مستقبلاً على أيدي شرفاء من الشطرين الشمالي والجنوبي. حتى ذلك الحين، فإن الشعب في الشطر الشمالي يجب أن يثور على الفساد هناك وعلى مبدأ العبد والسيد، ولا يجب أن تكون الثروات بأيدي حفنة من رجال العصابات الذين يتسترون بعباءة الدولة؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى