عدن.. لم يحن الوقت بعد!

> قدرنا في عدن أن نصبر جميعنا، وأؤكد على جملة (جميعنا)، لأن عدن قد استلهمت فيها الدروس عددا من الأجناس والديانات والثقافات، وهي أيضا كانت محط أنظار المستعمرين لها، لكنها في الحد ذاته لم تكن أصغر منا جميعا بل أكبر في استيعابها لتلك الدروس والخصوصية.. عدن قدرها أنها ربطت بين البر والبحر على حد سواء حتى أضحت مدينة البر والبحر تستقبل الكل دون منازع.

للأسف إن غالبيتنا لا تزال غارقة في الماضي وترهاته ونزواته وبطولاته ولا يجب علينا أن يزعم أحد أننا الوحيدون، بل كوننا نستطيع التعايش وفقا لاستطلاع الرأي والرؤية المستقبلية التي تعزز من معايير التنمية والمجتمع المدني والرقابة وتحرير الإعلام وفقا للقانون واحترام التوازن البيئي والثقافي والديني، فواجباتنا نحو عدن لا تختلف عن أهمية وجود الجنوب ككل دون انتقاص مع التوازنات المطلوبة في قطاعات التنمية والأمن والاقتصاد والتعليم والتمثيل السياسي والعمل على التأسيس لحياة مدنية بامتياز لها قوانينها التي تنظمها وتعمل على تجديد الحياة التشريعية وتطويرها مادام أنه بإمكاننا القيام به دون مواربة.

قدرنا أن نوجه شبابنا نحو التنمية والبناء وتحرير الفكر والبحث والتقصي وتنويع مصادر الدخل وحماية وجودهم بدلا من التنظير في ممارسات بعيدة وغوغائية لا تسمن ولا تغني من جوع.

قدرنا أن نوجه طاقاتنا إلى هدف جديد أو متجدد في نشاطها كأن ننشئ مراكز ميدانية شبابية في كل مديريات عدن تستهدف العمل المجتمعي بطريق جديد وفكر جديد ينمي قدراتهم ويمكنهم من العطاء والقيادة بين جميع أقرانهم في المحيط تزيل عنهم غشاوة الماضي الذي يعمل البعض على تسكينهم فيها ليكونوا مجرد غرض وأداة هدم تنتهي بانتهاء الدور الذي تؤديه وتلعبه.

مثلا من يملك أثرا أو سلاحا أو قنبلة ندعوه للمبادرة بتسليمه مقابل إدماجه في التنمية البشرية ونساعد في إيجاد مصدر دخل له وأسرته ونعمل على تغيير الروتين الحياتي له قد تكون تلك فكرة وقد تكون غيرها ليست شرطا فقط علينا أن نبادر في الاتجاه الصحيح.

قدرنا أن نتوقف عن تقديم التعازي المستمرة، نلطم ونضرب بعضنا ونشتت جهودنا و/ أو نرفض بعضنا، فالأجيال لا تريد هذا المشهد أن يظل سائدا بل تبحث عن نشوء فكر جديد يحمل بين جنباته الزعم في أننا قادرون على التغيير نحو الأفضل وتنويع مسارات الحياة والانفتاح على الجميع مهما اختلفت العقيدة أو الثقافة.

فهل حان الوقت لعدن، أم أنه لم يحن بعد؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى