بأي ذنب قتل؟

> لا توجد مراكز أبحاث نووية في كلية التربية الضالع، ولا علماء ذرة. كلما هنالك كلية تفتقر إلى المقومات الأساسية لتسيير عملها، إلا جهد المتميزين من أبناء المنطقة في التعليم هي المنجدة، ومن خلال تفاني عمل هؤلاء الأساتذة شهد الوضع تحسناً نسبياً، فالكلية حديثة، لا شك، وسنوات الحرب ربما ساهمت في تردي أوضاع التعليم سواء في المدارس العامة أم الجامعات التخصصية، إلا أن نيازك مضيئة من أبناء مجتمعاتنا تسعى إلى سد النقص، والعمل في أسوأ الظروف. هؤلاء يعلمون أبناءنا، لا شك، وينبغي أن نعاملهم بشيء من التقدير، فهم ليسوا طرفاً في معادلة الحروب، ولا سببا في إشعالها، ولا يعملون على صنع أسلحة كيماوية أو جرثومية.

فما هي دوافع قتل مثل هؤلاء
الأستاذ/ الدكتور خالد عبده الحميدي عميد كلية تربية الضالع، كان ضحية عمل إرهابي مروع ترك حزنا وأسى لدى من قرأ الخبر وطلاب الكلية الذين باغتتهم الصدمة.

الأستاذ الدكتور خالد لم يكن محترسا أو خائفا، ولا يتوقع أن تطاله يد الغدر على نحو ما حدث، فهل ما حدث تعبير صارخ عن شهية القتل التي لا تستقر إلا بمثل هذا المنحنى اللاإنساني والعبثي، أم هو تعبير صارخ عن مدى الحماقة والجهل، الذي قاد إلى التفكير بارتكاب جرم بحق أستاذ، يقدم عصارة جهده للأجيال؛ حتى لا تقع في محاذير الجهل المدمر والحقد الأعمى؟ في مثل ما حدث لا جدوى من البكاء والحزن وبعث مزيد من التأويلات.

يقول المولى عز وجل: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". صدق الله العظيم.
فالرد هو كشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة، ولا شيء يجدي دون ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى