سلالة الوزراء

> لا أدري ما الحكمة من هذا التوقيت الذي تتنامى فيه معاناة الناس في الجنوب على نحو مؤسف وموجع، وسط غياب تام للمعالجات، في ظل ما سلف استقبل مطار عدن طائرة خاصة برئاسة وزراء الشباب والوزراء من أبناء الوزراء، وما أن خرج موكب العيال من بوابة المطار حتى أحاطهم موكب ضخم وحراسات مشددة أبهرت العامة من الناس بحجمها، وبقيت تساؤلاتهم عن أهمية ما يجري.

الوزراء أبناء الوزراء من الفتية الصغار منحو الجوازات الدبلوماسية ونحوها من الامتيازات، وكأننا نعاني حالة نقص.
لا أدري إن كان هؤلاء الصغار سيعكفون على وضع لبنات الحل السياسي وتجاوز آبائهم الوزراء ممن هم من سلالة التشكيلات الوزارية المتعاقبة، ولم يقدموا شيئا على مدى عقود.

ربما هو عالم جديد وفق رؤية من أخرج الفكرة وأعدها على نحو ما حدث، إلا أن الفكرة برمتها هي تكرار لنفس سلوك جيل الآباء من الوزراء الذين لم يجدوا في أطفال وأشبال العامة اسما يرتقي إلى مستويات أبنائهم المرفهين.
هكذا يجري الاتفاق في مجتمعنا البائس من نفس بطانة الحاكم، أو هو نمط من تأصيل الحكم الوراثي، ولكن هذه المرة على نطاق أشمل وأوسع يستوعب أبناء الوزراء والوكلاء ونحوهم.

سألت كثيرا من العارفين عن سر تلك الخطوة التي لم أجد لها تفسيرا ووجدت الإجابات الساخرة من اللعب في أوقات عصيبة وأوضاع غاية في السوء.
هكذا جاب موكب أبناء الذوات شوارع المدينة البائسة عدن وهكذا رأى الوزراء الفرحة على محيا أبنائهم، وهذا كل ما يمكنهم فعله.

الحال لا يمكن أن يشمل العامة حتى في مثل هذه الخطوة التي لا تعدو كونها -لعب عيال- إنها بحق مأساتنا المركبة المعقدة، وتركيبة وضعنا المؤسف... فهل هي درهانة لأبناء الوزراء وأرجوحة الحاكم التي تقدم في هذه الأثناء؟
وحبذا لو تستكمل المسرحية بتشكيلة أخرى تضم أبناء مجلس النواب، حتى تكتمل صيغة التوريث الجديد -أن جاز التعبير- ومقترح آخر حتى لا تحدث الخلافات الأسرية في بيوت السادة الوزراء، يتم منح كل مواليدهم درجة وزير عوضا عن صخب خطوة تلفت الأنظار، وإذا لم تستح فافعل ما تشتهي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى