الطقس خلاب

> لو كنت شاعراً لأثريت قصائدي بأجمل الوصف عن طقس الشتاء العدني البديع، فكل شيء في شتاء عدن يبدو بمزاج جدا مختلف، فمن عادة الشتاء وأيامه الربيعية أن يعطي أجمل الورود وألذ وأطيب الفواكه لولا أن عدن مدينة غير زراعية، إلا أن تربتها البركانية -وهذه معلومة قد لا يعرفها الكثيرون- تعين على طلوع النباتات بأجمل وأبهى صورة، فهي تستمد من الخلاصات البركانية الصخرية احتياجاتها. وتعرف مناطق البراكين في العالم بأصعب الأماكن على الإطلاق، كما هو الحال في الجزر الإندونيسية شديدة الخصوبة بفعل البراكين وبالعودة لطقس الشتاء في عدن الذي أطال فيه مذاق سلسبيل الماء أيضا بطعم آخر.

المؤسف هو خلو المدينة من الحدائق والمظاهر الجمالية رغم إمكانية ذلك، لكن الحس الجمالي لدينا لم يعد يكترث لمواطن الجمال للأسف.

عدن هي عنوان الجمال الأخاذ بتضاريسها العجيبة وشواطئها الخلابة، وهو الجمال الذي يستدعي أن يلفت أنظار الجهات المعنية لوضع بعض اللمسات الجمالية التي تعيد للمدينة طابعها المعهود، فتحت غيوم السماء الشتوية المعتدلة تطالعك أرجاء المدينة، وتحت رذاذ المطر تكون الصورة أكثر شاعرية، إلا أن برك الماء إثر سقوط المطر تتجمع في بعض شوارعها وحاراتها بحكم سوء التخطيط وما أصابها من عبث.

هكذا تكشف مخططات الطرق عن سوء التنفيذ وهكذا تكشف الأرصفة المهترئة عن واقع ما كان له أن يكون لولاء سنوات الفساد والمتعاقبة.
فهل تقتنص إدارة المحافظة الجديدة بقيادة الأستاذ أحمد لملس شيئا مما تبقى من شواطئها لتقام عليها منشآت وملاعب أطفال ومتنزهات تشكل متنفسا لسكانها؟

حتى نرى عدن بنكهة الماضي ونسائم بحرها العاتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى