سياسي مصري: تنافس مكتوم بين إيران وتركيا على العالم العربي

> عدن «الأيام» خاص:

> اعتبر السياسي المصري الكاتب البارز د.مصطفى الفقي تنافس إيران وتركيا للسيطرة على العالم العربي بأنه تنافس صامت يتلقى الصدمات تلو الصدمات إلا أنه يستمر في التطور والتنافس المتصاعد.
وأوضح الفقي، وهو الذي عمل أمين عام المجلس الاستشاري للسياسة الخارجية بالحكومة المصرية خلال حكم مبارك، أن العلاقات التركية الإيرانية والتنافس المكتوم بينهما هو "من أجل إرضاء الأطماع الإقليمية لكل منهما".

وفي مقالة مطولة نشرتها صحيفة إندبندنت عربية أمس الأول الإثنين بعنوان "التنافس الصامت بين إيران وتركيا على العالم العربي" أشار الفقي إلى تاريخ العلاقات بين هاتين القوتين والعالم العربي بأنه "تاريخ طويل فيه كثير من الصراعات والتحالفات، خصوصاً أن مظلة الإسلام الحنيف تغطي هاتين الدولتين والدول العربية أيضاً"، موضحا بأن هناك من يتصور لدى البعض أن الدين المشترك يؤدي إلى تفاهم أكثر، وليس ذلك دقيقاً لأنه يفتح الباب لاندماج أوسع وتنافس أشد.

وقال الفقي في المقال "وإذا أخذنا الدولتين كل على حدة في علاقاتهما الطويلة بالعرب، فسوف نجد أن الأمر يختلف بالنسبة إلى إيران عنه بالنسبة إلى تركيا، فالفرس والترك تعايشا مع العرب عبر القرون، وعلى الرغم من الصراعات التي احتدمت بين الدولة الصفوية الشيعية في إيران والدولة العثمانية السنية في تركيا، إلا أن الأمر لم يختلف كثيراً على مستوى علاقات كل من القوتين الإقليميتين تجاه العرب، خصوصاً دول الجوار لكل منهما".

وأكد الفقي، وهو عضو في البرلمان المصري عام 2005، اختلاف سيطرة البلدين للأوضاع العربية قائلا: "نعم تختلف تركيا في سيطرتها شبه الكاملة على معظم أنحاء الخريطة العربية لعدة قرون تحت مظلة الخلافة الإسلامية، وهي على كل حال قرون من الظلام تحتاج إلى مراجعة أمينة، لأن الأتراك كانوا حديثي عهد بالإسلام، وهم في معظمهم رعاة وقبائل تتسم بالعنف قادمة إلى هضبة الأناضول من أواسط آسيا، فاستقر بهم الأمر لكي يحكموا الرقعة الأكبر من العالم الإسلامي، تحت عمامة الخلافة وعباءة السلطان القابع في الأستانا، لذلك كان احتكاك الترك بالعرب أطول زمناً وأكثر اندماجاً مما هو الأمر بالنسبة إلى الفرس، ولكن احتكاك أهل فارس بالدولة الإسلامية منذ العصر الأموي يبدو أقدم زمناً وأكثر ندية، فالدولة العباسية إذ زخرت بالعجم مع دخول الموالي في الإسلام، فكان إسهام الفرس في العصر العباسي وما بعده إسهاماً مشهوداً ومذكوراً في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية".

وتناول د.الفقي الذي عمل سكرتيرا للمعلومات للرئيس الراحل مبارك خلال الفترة (1985 - 1992) استعراض وافي لذلك التنافس المكتوم بين إيران وتركيا وقال في المقال "إن الحوار الصامت بين طهران وأنقرة لا يغطي على جراح قائمة، ولكنه يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المشترك على حساب الجوار العربي، الذي يدركان جيداً أن قدرته محدودة على التغيير، وعندما تدرك الأطراف الأخرى ذلك، فإن ميزان القوى ليس في صالح الدول العربية على الإطلاق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى