أموال الزعماء

> جرى الحديث في أثناء ثورات الربيع العربي عن أموال الزعماء العرب، التي قدرت بمئات المليارات، وهكذا تناول الإعلام المحلي والخارجي ثروات هؤلاء وإمكانياتهم المالية الضخمة، ثم أخذ الأمر بالثلاثي ولم تعد تلك الأموال محط تساؤلات أو اهتمامات كما كان عليه الحال قبل سقوط تلك الزعامات.
تلك الأموال هي في ودائع البنوك العالمية الغربية، ولا يتم الكشف عنها وفق سياسات تلك البنوك وقوانينها، كما لم تكن هناك تساؤلات مسبقة قبل أن تودع لديهم عن مشروعيتها، وهو الأمر الذي شكل ملاذاً آمناً لتلك الأموال الباهظة.

اللافت أيضاً أن لا قوانين تتاح استعادتها فعلى مدى عقود مضت لم تستطع أي من البلدان المنهوبة استعادة مثل تلك الأموال.
قبل أيام لفت الفرنسيون الانتباه لأموال "صالح" التي لديهم وكيف أن تلك الأموال أخذت تتحرك باتجاه شراء العقارات الثمينة في العاصمة الفرنسية، وتلك الأموال هي غيض من فيض الودائع المالية التي خلفها وجمعها صالح في فترة حكمه الممتد لما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً.

وهنا يبرز السؤال المنطقي ما أهمية لفت الانتباه لأموال هي مستقطعة من أموال الشعوب، إذ لم تكن هناك قوانين تمكن من استعادتها.
فقبلها جرى الحديث عن أموال صدام حسين ووسط غمرة فساد ماحق حل بالعراق إثر الربيع العربي، لم تعد أموال الرئيس صدام تذكر قياساً بما حصده القادمون الجدد من مبالغ خيالية في زمن قياسي.

وهكذا جرى الأمر بالنسبة للرئيس معمر القذافي إلا أن المحصلة هي عدم قدرة هذه البلدان على استعادتها.
في حين ما زالت بنوك الغرب مشرعة لخزن أموال القادمين الجدد والاستفادة منها وفق ما لديهم من قوانين وسياسات مالية، لا يمكن معها الكشف عن تلك الأسرار التي يدرك المودعون أنها في مكان آمن، وتعلم خزائن البنوك أنها المستفيد الأول منها، بمعنى القبقبة للولي والفائدة للقيوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى