"نصرالله يستميل قاعدته الشعبية بزعم "تخطيط الرياض وواشنطن" لاغتياله

> بيروت "الأيام" الحُرة:

>
​أطل زعيم مليشيا "حزب الله"، حسن نصر الله، أمس الأحد، في مقابلة تلفزيونية  زعم خلالها أن الرياض وواشنطن يخططان لاغتياله، في رسالة اعتبرها متابعون محاولة لاستمالة قاعدته الشعبية المتداعية، كما استخدمها بعض الناشطين للسخرية من هذا الإدعاء.

واتهم نصر الله، في مقابلة مع قناة "الميادين" (المقربة من حزب الله)، أنّ "ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، طلب في زيارته الأولى لواشنطن، بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً، أنّ تقوم إسرائيل بتنفيذ عملية اغتيال بحق نصر الله، وقد وافق الأميركيون على ذلك".

كما زعم نصرالله أنّ "السعودية تحرض على اغتياله منذ وقت طويل، وتحديداً منذ الحرب على اليمن".
وفي ظل الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان، وجهت لحزب الله، اتهامات كثيرة تتعلق بتهريب المواد الغذائية المدعومة، والعملة الصعبة، إلى حليفه في دمشق. كما ارتفعت الأصوات المنددة بأدائه السياسي الداخلي من داخل قاعدته الشعبية، منذ انطلاق ما عرف بـ"انتفاضة 17 تشرين"، التي طالبت بمكافحة الفساد وتغيير أوجه السلطة الحاكمة.

هذه الاتهامات لدول لها ثقلها في الداخل اللبناني، خلقت العديد من الأسئلة  عن توقيت هذه المزاعم، والغاية منها.

فتنة شيعية - سنية
استهل المحلل السياسي اللبناني، لقمان سليم، التعليق على كلام نصر الله الأخير بالقول إنّه "على سبيل النكتة، نصر الله يعلم ما يجري في العالم، ولا يعلم ما حصل في مرفأ بيروت، وعين قانا، وغيرها"، معتبراً أنّ "أمين عام المليشيا ارتكب خطئاً كبيراً في كلامه".
وأضاف، سليم، في حديثه لموقع "الحرة"، أنّ "اتهام نصر الله هو من باب الفتنة الشيعية - السنية، إذ يقصد أنّ أي تعرض له أو لأي مسؤول آخر في حزب الله، ستتحمل مسؤوليته السعودية، ما يهدد بفتنة شيعية - سنية، وهو الأمر الذي يعكس ضعف المليشيا".

وشدد على أّن "زعيم المليشيا ارتكب عن وعي أو غير وعي حماقات بحق اللبنانيين قبل أن تكون بحق نفسه، وهو يحاول شيطنة الإدارة السعودية والأميركية، ولكنه هذا الكلام لن يغير في الأمر كثيراً".
ولفت المحلل اللبناني إلى أنّ "الملاحظ هو تركيز نصرالله على البيئة الشيعية، واستخدام المصطلح بكثرة طوال المقابلة، للتأكيد على أنّ البيئة متناغمة مع إيديولوجية حزب الله، وهذا إنّ دل على شيء فهو على أنّ هناك مشكلة حقيقية في القاعدة الشعبية لديه".

ووجهت لحزب الله، اتهامات مباشرة من قبل غالبية اللبنانيين، بعلاقته بتفجير مرفأ بيروت، في 4 أغسطس الماضي، لاسيما لناحية تخزين مادة "نترات الأمونيوم" في العنبر رقم 12.

نصر الله في ورطة
ويتفق المحلل السياسي العراقي المختص بشأن المليشيات في الشرق الاوسط، أحمد الأبيض، مع كلام سليم، ويقول في حديث لموقع "الحرة"، إنّ "نصر الله يريد الخروج بقصة جديدة أمام قاعدته الشعبية، وذلك لإستمالة مشاعر بعض اللبنانيين، خصوصاً بعد توجيه اتهامات مباشرة له من قبل البعض منهم في قضية تفجير مرفأ بيروت".

وأضاف الأبيض أنّ "الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، والتي استهدفت مقرات للحزب وميليشيات إيرانية أخرى والحرس الثوري، جعلت نصر الله في ورطة، إذ أنّه غير قادر على المواجهة هناك نتيجة أمر إيراني بضرورة التوقف عن التصعيد".
واعتبر أنّ "نصر الله أراد إيصال رسالة للسعودية بأنّه يمكن استخدام القصة التي رواها، هو وحلفائه الحوثيين والمليشيات العراقية لتهديد أمنها"، وقال: "باختصار، الحزب في ورطة حقيقية وبحاجة لافتعال أزمة جديدة".

رسالة للأميركيين
وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في معهد دراسات القيادة الاستراتيجية جامعة "جايمس ماديسون فرجينيا، جلال مقابلة، في حديث لموقع "الحرة"، أنّ "تصريح نصر الله في هذا التوقيت يحمل دلالات مهمة ترتبط بالمتغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط حاليا".
وأضاف مقابلة أنّ "الدلالة الأولى للاتهام هي إرسال رسالة إلى جمهور حزب الله والمؤيدين له أن قيادة الحزب تستشرف مستقبل المنطقة وأنه في حالة حدوث تصعيد عسكري في الشرق الأوسط (إيران تحديداً) خلال ما تبقى من فترة رئاسة ترامب، وهو مستعد له".

ولفت إلى أنّ "الدلالة الثانية هي أنّه لا يمكن الحديث عن لبنان دون المرور من بوابة حزب الله، فالأخير يؤثر على لبنان السياسي بشكل مباشر".
وختم بالقول أنّ "الرسالة للأميركيين مفادها نحن كحزب الله هنا ولنا تأثيرنا في المنطقة، وبامكاننا ان نلعب دوراً مهماً في جميع الملفات الأساسية في المنطقة ونحن مستعدون للحوار".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى