الحصاد الكئيب والمر لعام 2020 في اليمن

> عبدالقادر باراس

> تحولات في مسار الأحداث والقضايا السياسية والاقتصادية والجوع وكورونا وجها لوجه
عام 2020م انطوت أيامه وأشهره وما حملته من الأحداث والوقائع التي لا يرغب الجميع بالالتفات إليها أو تذكرها، باعتبار أنه كان عاماً صعباً كئيباً وسيئاً وحزيناً على البشرية أجمع، وذلك جراء تفشي فيروس كورونا، الذي فتك بأكثر من مليون ونصف من سكان العالم.
تلك الجائحة غيرت مجرى العالم، كما حدث بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، ونتيجة لانتشارها طال الشلل اقتصاد العالم ومجتمعاته، وأجبر الناس على البقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة.

كما شهد العالم في عام 2020م الكثير من الأحداث التي كان من أبرزها الإعلان رسمياً عن صفقة القرن للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الحدث الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي ترامب في أواخر يناير.
وأيضاً شهد العالم في ذات العام توقيع السلام بين دولتي الإمارات والبحرين الخليجيتين مع إسرائيل، واعتراف السودان بإسرائيل، وكذا الإعلان عن إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ووفاة 3 من الزعماء العرب وهم سلطان عُمان قابوس وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.

وحمل عام 2020م أنباء عن اندلاع احتجاجات واضطرابات في أميركا رداً على مقتل مواطن من قبل رجال الشرطة، وسميت تلك الاحتجاجات باسمه(جورج فلويد)، وكذا أخبار الفوز الذي حققه مرشح الحزب الديموقراطي (جو بايدن) في الانتخابات الأمريكية التي جرت في 7 نوفمبر، وخروج بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي.
احتجاجات امريكا
احتجاجات امريكا

وفي هذا التقرير نسلط الأضواء على أبرز أحداث عام 2020م، انطلاقاً من الأوضاع في اليمن، حيث لا تزال الحرب مستمرة، مما أدى إلى مضاعفة معاناة المواطن اليمني نتيجة تفاقم الوضع المعيشي وتردي الخدمات الضرورية وتدهورها بشكل كبير، غير أن الأحداث السياسية والعسكرية في جنوب اليمن لاسيما في مناطق التوترات كانت هي الأبرز بسبب الاشتباكات التي حدثت بين القوات الشرعية الموالية لحزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، وفيما يلي أبرز الأحداث التي شهدها اليمن طوال العام.

في 3 يناير استهدفت طائرة أمريكية مسيرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد، وكان لمقتل سليماني وقع كبير بالمنطقة، فالحوثيون أقاموا صلاة الغائب في صنعاء على روحه.

مجزرة مأرب
وفي 18 يناير سقط 116 جندياً معظمهم جنوبيون، قيل إنه ناتج لقصف صاروخي حوثي على معسكر الاستقبال في شمال مأرب، الجنود الجنوبيون الذين قتلوا مستجدين تابعين لإحدى ألوية الحماية الرئاسية الذي يقوده مهران القباطي.

انقطاع النت
شهد اليمن لأول مرة انقطاعاً شبه كلي للإنترنت الأرضي في فبراير، وسط اتهامات تشير إلى ضلوع (الحوثيين) في ذلك، كما قالت الحكومة إن سببه ناتج عن تعرض الكابلات البحرية والبرية التي تربط البلاد بمختلف دول العالم للقطع.
في 4 أبريل الأول استهدف مجهولون بالعاصمة عدن قوات سعودية بعبوة ناسفة أدت إلى تضرر عربة مدرعة دون وقوع أي خسائر في الأرواح.

استمرار المعارك
مع استمرار القتال في جبهات بالضالع بين القوات الجنوبية والحوثيين، حقق الحوثيون اختراقاً ضد القوات الشرعية في السيطرة على مناطق الجوف وتطويق مأرب.

ملاحقات للجنوبيين
منذ مطلع العام شنت القوات الشرعية الموالية للإصلاح حملات عسكرية على مناطق عدة بمحافظة شبوة، ومنها هجومها على مناطق لقموش أراضي قبائل لقموش في حبان، وحدثت بينهما مواجهات، كما استهدفت حملاتها مناطق هدى والعرم بهدف محاصرة المجلس الانتقالي ومحاولة لإسكات معارضيها وضرب قواعده ونفوذه في تلك المناطق، وكذا ملاحقة منتسبي المقاومة والنخبة الشبوانية التابعة للقوات الجنوبية في محافظة شبوة.

تدخلات إقليمية في المهرة
دخول الدور الإقليمي المعادي للتحالف العربي في محافظة المهرة، حيث كُشف في فبراير من وثائق تحذر من تعاظم دور قطر وتركيا بعد كشف وثائق تثبت دخول أفراد تركيين إلى جنوب اليمن عبر منفذ سلطنة عُمان تحت غطاء جمعيات ومنظمات إنسانية، حيث شهدت المحافظة توتراً خلال العام، بوقوع اشتباكات في 18 فبراير بين مسلحين قبليين موالين لدول إقليمية وقوات أمنية متخصصة تدعمها دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

كما أقدمت القوات الشرعية الموالية للإصلاح في 25 يوليو على قمع أبناء المهرة في محاولة منها لإفشال فعاليات نظمها المجلس الانتقالي الجنوبي.

الصراع على سقطرى
في 20 يونيو حدث تطور هام في الصراع الدائر بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث سيطرت القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على مقر السلطة المحلية ومواقع عسكرية وحيوية وعلى مدينة حديبو عاصمة أرخبيل سقطرى معلنةً تطهير المحافظة بالكامل، وانضمام آخر كتائب الشرعية إلى قوات الانتقالي.
سقطرى
سقطرى

وزيران يستقيلان من الحكومة
في 26 مارس أصدر رئيس الوزراء تعميماً بتوقيف وزير النقل صالح الجبواني عن العمل، وسحب صلاحياته وتكليف نائب رئيس الوزراء د. سالم الخنبشي، بالإشراف على أعمال الوزارة، وفي اليوم التالي 27 مارس قدم الجبواني، وزير النقل، ووزير الخدمة المدنية، نبيل الفقيه استقالتهما وحمّلا رئيس الوزراء الفشل.
في 2 يونيو اغتال مسلحون مجهولون المصور الصحفي الجنوبي نبيل القعيطي، المتعاون مع الوكالة الفرنسية ووسائل إعلام أخرى أمام منزله بعدن، عقب عودته من تغطية المعارك في أبين، كما اغتيل قائد الحواجز الأمنية للقطاع الشرقي في الجزام بعدن راشد صالح السعدي.
سقطرى
سقطرى

كارثة صافر شبيه بكارثة بيروت
بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت القاتل الذي حدث في 4 أغسطس، نبّه المجتمع الدولي، ممثلاً بالأمم المتحدة، أطراف الصراع المتحاربة في اليمن، بالإسراع لإيجاد حل قبل حدوث كارثة مماثلة في حالة تسرب النفط التي تحملها الناقلة العائمة صافر في مياه البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون.
كارثة صافر شبية بكارثة مرفأ بيروت
كارثة صافر شبية بكارثة مرفأ بيروت

ضبط أكبر شحنة مخدرات بعدن
إحباط أكبر عملية إدخال أطنان من شحنة مخدرات كبرى إلى ميناء عدن في 21 أكتوبر، كانت مخبأة في شحنة حاويات داخل أكياس سكر.
ضبط شحنة مخدرات في ميناء عدن
ضبط شحنة مخدرات في ميناء عدن

تبادل الأسرى
في 15 أكتوبر تمت عملية تبادل أسرى بين الشرعية وجماعة الحوثيين، والتي استغرقت يومين في 11 رحلة رعتها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
١١ رحلة جوية نقلت الأسرى من وإلى خمس مدن في اليمن والسعودية
١١ رحلة جوية نقلت الأسرى من وإلى خمس مدن في اليمن والسعودية

قادة بحزب الإصلاح يغادرون الرياض
في شهر نوفمبر غادرت قيادات بارزة في حزب الإصلاح من الرياض بعد تصنيف من قبل هيئة كبار العلماء في السعودية، جماعة الإخوان المسلمين، منظمة إرهابية لا تمثل نهج الإسلام، وأنها جماعة تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لتعاليم الدين.

محاكمات متبادلة
في الأول من يناير أصدرت المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء حكماً غيابياً بإعدام كل من الرئيس هادي ورئيس الحكومة د. معين عبد الملك، ووزير الخارجية الأسبق خالد اليماني بتهمة الخيانة العظمة والتخابر مع إسرائيل، كما أصدرت أحكاماً بإعدام 40 من القادة العسكريين والبرلمانيين، بينهم 7 من كبار القادة العسكريين الجنوبيين، منهم ثابت مثنى جواس وأحمد التركي وهيثم قاسم طاهر وحمدي شكري ومختار النوبي وهاشم السيد ومسفر الحارثي، تلاها صدور أحكاماً أخرى في 8 سبتمبر بإعدام (109) شخصيات من كبار قيادات الدولة والجيش والمقاومة الجنوبية، وضمت أعضاء رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، واتهمتهم بالتخابر مع دول التحالف بالعدوان على اليمن. في المقابل عمدت الحكومة الشرعية تأخير محاكمتهم بتهمة الانقلاب على السلطة الشرعية في 2014م، بعد أن استبق الحوثيون في مناطقهم الخاضعة على محاكمتهم، وبدأت الشرعية بمحاكمتهم في أبريل بعدن ومأرب.

كورونا والأوبئة وأمطار السيول ووقف الحرب
مع بدء انتشار جائحة كورونا حول العالم سعت جهات دولية إلى الضغط على أطراف الصراع والتحالف بوقف الحرب، ووافق التحالف على تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين في 8 أبريل.
في 16 مارس جماعة الحوثي أغلقت جميع المنافذ البرية الخاضعة لسيطرتهم، وعملت بالمثيل السلطات المحلية التابعة للحكومة الشرعية على إغلاق المطارات والمدارس والمساجد في 18 مارس إلى ما بعد عيد الأضحى تحسباً من انتشار عدوى فيروس كورونا.
أطباء مركز الأمل يقومون بتركيب جهاز تنفس صناعي لأحد مرضى الكورونا
أطباء مركز الأمل يقومون بتركيب جهاز تنفس صناعي لأحد مرضى الكورونا

وفي 10 أبريل سُجلت رسمياً أول حالة كورونا من قبل السلطات الحكومية في حضرموت.

كما شهدت عدن تزايداً ملفتاً من تدهور الوضع الصحي نتيجة تفشي أمراض الحميات بعدن، ليصبح وباءً خطيراً وكارثة صحية حلت على العاصمة عدن بسبب العجز والفشل الذي تعانيه الحكومة في كافة مؤسساتها جراء الأوبئة المنتشرة والإصابة بالحميات، وأدى ذلك إلى زيادة أعداد الوفيات بواقع أكثر من 60 حالات وفاة في اليوم الواحد في عدن منذ مطلع شهر مايو بعد رفض المستشفيات استقبالهم لإصابتهم بحميات متنوعة تشابه أعراضها فيروس كورونا.

الأمطار والسيول تكشفان مزيداً من عيوب البنى التحتية من طرقات ومشاريع تسببت بأضرار بشرية ومادية ناجمة عن هطول الأمطار وتدفق السيول التي هطلت في عدن وكثير من المحافظات في 25 مارس 2020م.

الإدارة الذاتية
في 25 أبريل أعلن المجلس الانتقالي حالة الطوارئ في عدن وعموم محافظات الجنوب الإدارة الذاتية في تسيير شؤون المحافظات الجنوبية مبرراً قراره نتيجة كارثة الأمطار والسيول وتدهور الوضع الصحي، لكن الحكومة اليمنية المتواجدة في المنفى وصفت القرار بالانقلاب الكامل على الدولة.
وللضغط على الحكومة الشرعية أعلن المجلس الانتقالي في 29 يوليو تخليه عن الإدارة الذاتية مقابل التسريع في تنفيذ اتفاق الرياض، من خلال تعيين محافظ ومدير أمن لعدن، وتشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب.

أوضاع تنذر بمجاعة
شهدت البلاد انهياراً متوالياً في مختلف الخدمات وتفاقم الوضع المعيشي للمواطنين الناتج عن الانهيار الاقتصادي والحروب وتفشي الأوبئة والأمراض. كل ذلك أدى إلى زيادة أعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بحسب تحذيرات من منظمات تابعة للأمم المتحدة في يوليو.
ومع استمرار تدهور الخدمات الأساسية وتردي الوضع المعيشي وتفاقم انقطاعات المرتبات لمدنيين وعسكريين اشتعل الغضب والسخط لدى المواطنين مما وصلت إليه الأوضاع، وفساد الحكومة كان ينذر بمجاعة للمواطنين، حيث وصل سعر (القرص الخبز - الروتي 30 ريالاً).
مظاهرات ليلية بكريتر للمطالبة بتوفير الماء
مظاهرات ليلية بكريتر للمطالبة بتوفير الماء

وفي أواخر أغسطس ازدادت احتجاجات العسكريين الجنوبيين المطالبين بمرتباتهم المنقطعة من أشهر متتالية، والمتأخرة منذ سنوات ماضية، فعملوا على تصعيدها بإغلاق مينائي الزيت والحاويات بعدن.

الأوراق النقدية دخلت كجبهة قتال جديدة في الصراع اليمني بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين منذ يناير، وكانت لتلك المعركة أثرها الكبير على المواطن اليمني خاصة في المحافظات الجنوبية بعد أن اتخذ الحوثيون قرار عدم التعامل بعملة الطبعة الجديدة مكتفين بالتعامل بعملة الطبعة القديمة، حيث أثر ذلك على المواطن أثناء تحويله مبالغ عبر محلات الصرافة في المحافظات الجنوبية بدفعه عمولات زيادة وصلت إلى أكثر من ربع المبلغ المرسل، كان سببه رفع فارق القيمة بين العملتين الجديدة والقديمة في صنعاء وعدن. وفي الوقت نفسه عانى المواطن من تلك الإجراءات بارتفاع المواد والسلع الغذائية القادمة من المحافظات الشمالية، وكذا المزروعات من خضار وفواكه بسبب أسعارها الخاضعة لطبعة العملة، حيث إن تجار الجملة المصدرون من الشمال أرغموا بائعي الخضار في المحافظات الجنوبية على دفع العملة القديمة أو دفع فارق زيادة نقدية أثناء الشراء.

تلك التبعات أسهمت في تدهور سعر العملة في المحافظات المحررة، مع اتهام الكثيرين من المتابعين مصارفَ تجارية بالتلاعب والمضاربة، وهو ما أثر على العملة بانهيارها إلى 900 ريال للدولار الواحد في المحافظات الجنوبية، بينما في المناطق الخاضعة للحوثيين في شمال اليمن بقيت ثابتة 600 ريال للدولار الواحد، وكذا اتهامهم للبنك المركزي اليمني في عدن بالفشل والفساد والتكسب.

ومع أواخر ديسمبر طرأ تحسن سريع في ارتفاع سعر الريال أمام العملات الأجنبية عقب تشكيل الحكومة، لكنه لم يكن ناتجاً عن إجراءات اقتصادية ومصرفية، حتى أن أسعار المواد الغذائية لم تتغير.

جهود اتفاقية الرياض
بعد تعثر تنفيذ اتفاق الرياض اندلعت مواجهات عسكرية في 11 مايو بين القوات المسلحة الجنوبية التابعة المجلس الانتقالي من جهة، وقوات الشرعية المسنودة بعناصر موالية للإصلاح تم استجلابها من محافظتي مأرب وشبوة، وذلك في محاولة فاشلة للتقدم إلى عاصمة أبين زنجبار، واستمرت محاولات التصعيد العسكري بخروقات وتلاعب بالانسحاب.
تعزيزات شقرة
تعزيزات شقرة

وبمرور أكثر من عام على توقيع اتفاق الرياض حدث تطور ملفت اعتبره الكثيرون نقطة فاصلة لإنهاء الخلاف بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي عندما تمكنت المملكة العربية السعودية من توصيل الطرفين إلى توقيع آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض الذي تضمن بنوداً تقضي بانسحاب قوات الطرفين المتحاربين وعودتهما إلى مواقع متفق عليها.

وفي 10 ديسمبر تم استكمال الترتيبات لتطبيق آلية تسريع اتفاق الرياض، وبدأت قوات الطرفين بالانسحاب من الجبهات، والانتقال إلى المواقع المحددة لها بموجب الاتفاق وآلية تسريع تنفيذه، فيما تمركزت ألوية العمالقة في نقاط فاصلة على خطوط التماس.
وفي 18 ديسمبر تم إعلان حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال.

تفجيرات مطار عدن آخر أحداث العام
تعتبر حادثة التفجيرات الصاروخية التي وقعت في 30 ديسمبر في مطار عدن، لحظة وصول طائرة حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب المكونة من 24 وزيراً، هي آخر حادثة يتم رصدها قبيل بضعة ساعات من انقضاء عام 2020.
وأدى الحادث إلى سقوط قتلى تجاوز عددهم الـ 22 قتيلاً، فيما قدر عدد الجرحى بنحو 60 جريحاً، وهؤلاء القتلى والجرحى جميعهم من المسؤولين المدنيين والعسكريين والموظفين والمواطنين، ممن حضروا إلى المطار للمشاركة في استقبال الحكومة الجديدة، التي نجا جميع أعضائها من الحادث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى