وزير الخارجية السعودي: كل شيء سيعود إلى وضعه الطبيعي مع قطر

> ​أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أمس الثلاثاء، عودة العلاقات الكاملة بين الدول المقاطعة وقطر بعد قمة خليجية في مدينة العلا السعودية.

وقال الوزير في مؤتمر صحفي: "تم اليوم بحكمة قيادات المجلس، وأيضا الأشقاء في مصر طي كامل لنقاط الخلاف وعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية" بعد أكثر من ثلاث سنوات على الأزمة بين الدوحة وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكدا أن الاتفاق "سيكون له ديمومة كاملة". 

وأضاف بن فرحان أن "الإرادة السياسية الحقيقية لدى القيادات وضمان الوصول إلى لحمة تدعم استقرار المنطقة وراء التوصل إلى الاتفاق"، مشيرا إلى أن هناك "تفهما من المجتمع الدولي لمعالجة التهديدات الإيرانية لأمن واستقرار المنطقة". 

وكشف بن فرحان أن الدول الأطراف أكدت في بيان العلا على ضرورة عدم التدخل في شؤون بعضها. 

وأضاف أن "إعلان العلا حقق تسوية لكل القضايا العالقة لكل الدول المعنية"، واصفا ما تحقق بأنه "إنجاز كبير". 

وأشار الوزير إلى أن "التوقيع على البيان كان في سبيل تحقيق أمن واستقرار المنطقة. اتفاق العلا يدعم الموقف العربي الموحد وسيكون داعما للاستقرار في المنطقة". 

وأوضح أن "البيان يؤكد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لاسيما مكافحة الإرهاب". 

وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو 2017 قطع العلاقات مع قطر، متهمة إياها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة.

من جهته، كشف الأمين العام لمجلس التعاون، نايف فلاح الحجرف، أن "جهودا كبيرة جرت خلال الفترة الماضية خلف الكواليس تبلورت في اتفاق العلا". 

وكان قادة مجلس دول التعاون الخليجي وقعوا "بيان العلا"، الذي قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إنه "لتأكيد التضامن والاستقرار"، خلال قمة هدفت الى بدء حل الأزمة القائمة الخليجية.

ووقع القادة المجتمعون في مدينة العلا في شمال غرب السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي بيانا، في حضور جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره. كما وقع على البيان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.

وكان محمد بن سلمان ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة قال فيها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت "بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها".

وأضاف "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة".

وكان محمد بن سلمان في استقبال أمير قطر لدى نزوله من الطائرة في مطار العلا، وتعانق الرجلان اللذان كانا يضعان كمامتين للوقاية من وباء كوفيد-19.

وبعدها نشرت وسائل إعلام سعودية صورة لولي العهد السعودي يقود سيارة وبجانبه الشيخ تميم. وهي الزيارة الأولى لأمير قطر الى المملكة منذ بدء الأزمة.

ويضم مجلس التعاون ست دول هي بالإضافة الى السعودية والبحرين والإمارات وقطر، الكويت وسلطنة عمان اللتان بقيتا على الحياد خلال الأزمة.

ومارست واشنطن ضغوطا كثيفة على الدول المتخاصمة لحلّ الأزمة، مشدّدة على أنّ وحدة الخليج ضرورية لعزل إيران مع اقتراب ولاية الرئيس دونالد ترامب من نهايتها. 

ومقلت فرانس برس عن المحلل توبياس بورك، من معهد الخدمات الملكية المتحدة، قوله إن "إدارة ترامب ستنسب ما حصل اليوم كانتصار آخر لها بالتأكيد". 

وكانت الدول الأربع اتخذت إجراءات لمقاطعة قطر، بينها إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنع التعاملات التجارية مع الإمارة ووقف دخول القطريين أراضيها، ما تسبب بفصل أفراد عائلات من جنسيات مختلطة عن بعضهم.

ويرى محلّلون أن الأزمة دفعت الدوحة إلى تقارب بشكل أكبر مع طهران، ومكّنتها من تعزيز قدرات الاكتفاء الذاتي على الصعيد الاقتصادي.

وعقب إغلاق السعودية مجالها الجوي، اضطرت الطائرات القطرية للتحليق فوق إيران، غريمة الرياض وواشنطن التقليدية، ودفع رسوم باهظة لطهران لذلك، (أكثر من مئة مليون دولار سنويا، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأميركية).

وتم التمهيد للقاء الثلاثاء بالإعلان الاثنين عن إعادة فتح الحدود البرية والمجال الجوي بين السعودية وقطر.

وبعد وقت قصير، كان في الإمكان مشاهدة سائقين جنوب الدوحة على طريق سلوى السريع الهادئ عادة يتوجهون الى الحدود مع السعودية، مطلقين أبواق سياراتهم وملوحين بأذرعهم فرحا من سياراتهم.

ويبدو أن الاتفاق الشامل لإعادة العلاقات إلى طبيعتها ليس جاهزا بعد. إنما هناك حرص ظاهر من الجميع على التركيز على الإيجابية. 

وكتب نائب رئيس الإمارات رئيس الحكومة محمد بن راشد آل مكتوم، الذي شارك في القمة، في تغريدة على "تويتر" بعد انتهاء الاجتماع، "قمة إيجابية.. موحدة للصف..مرسخة للإخوة برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان".

وأضاف "المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا وعمقا عربيا مستقرا".

وكانت الدول الأربع التي قاطعت قطر أصدرت في 2017 قائمة تضم 13 مطلبا من قطر تشمل إغلاق شبكة "الجزيرة" الإعلامية وخفض مستوى علاقات قطر مع تركيا. لكن الدوحة لم تستجب لأي من المطالب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى