اليمن بين الثوابت والمتغيرات!

> تضع الانتخابات الأمريكية أوزارها بشكلها السياسي ونهايتها، ولكنها لن تنتهي من التطور في الأحداث التي انتهجتها تلك المسافات من الاستمرار في الحركة التي ترسي ملامح جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية بانعكاسات خطيرة ومتغيرات ترمي بظلالها على التحالفات المتعددة لكل دولة و/أو دول في مجموعها من هذا العالم المتعدد الجنسيات، وهي تكوينات تجتمع في المجتمع الأمريكي نفسه.

العملية الانتخابية الأمريكية لا شك أنها ألقت بثقلها على الفصول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في نهج العنف الذي تعانيه عدد من الدول العربية، التي شكلت دائرة مغلقة في السياسة الخارجية الأمريكية، والتأرجح الحاصل بين ثنايا ردود الفعل العربية والبقاء في انتظار الجواب الذي سيأتي من داخل البيت الأبيض والكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين.

وفي اعتقادي أن انعكاسات الأحداث في أمريكا لا بدَّ أن يكون لها تأثير كبير على توجهات قادة الدول العربية والإسلامية والوقت الدقيق والتفاصيل الأدق التي ترسي ملامح جديدة للسياسة الخارجية والأمنية في كل بقاع العالم.
وفي منطقتنا العربية نشهد كثيرا من أعمال العنف والإرهاب والتطرف الذي يلحق الضرر الناجم عن الكارثة الإنسانية، وهي ناقوس خطر حقيقي لسنا بمعزل عن حضوره الفاعل ووجوده في الأرجاء التي تحيط بنا، خاصة أن التدخلات الإيرانية وتحدياتها تؤدي إلى نطاق واسع إلى دحرجة الكرة الأرضية بجلها نحو المجهول وليس المستقبل.

فما الذي سيقدمه القادة العرب والمسلمين خصوصا بعد اتفاق العلا في المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى في منطقة الخليج على جديد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ وما استعداداتهم لمواجهة حقبة جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية التي شهدت نهجا مختلفا وفعليا، أدى إلى خلخلة كثير من المواقف، وجعلها في موضع مستكين لا يعلم بحالها.

الفروق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية بدرجة كبيرة هي ما ستضع العرب تحت المجهر كسياسة، قد يحسن بعض القادة العرب أداءها ويفشل الآخرون في تقييمها، ومع ذلك ستبقى العدسة الأمريكية على ملاحظاتها تجاه الأدوار الجديدة القديمة، التي ستكون مرحلة اختبار حقيقية لهم والشعوب العربية تحديدا، بعدما عانقت تلك الظلال التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية.

المستقبل القريب هو مستقبل عاجل جدا لأمريكا وينعكس فعلا وقولا على فصول سياسة دولنا العربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى