دعوات لدعم إنجاز طريق إستراتيجي يربط يافع بمديريات ردفان

> تقرير/ سعدان مسعد اليافعي:

> بمساهمات مجتمعية وجهود خيرية بدأ العمل بمشروع طريق حيوي يربط مديريات يافع بردفان عبر مديرية المفلحي، وانطلق المشروع في مديرية حبيل جبر بلاد آل داعر "دلة" مروراً بمشارف وادي بناء، وكابد الأهالي كثيراً كي يغيروا مجرى السيول من خلال بدء الشق في وادي بناء حالمين.
وبدأت عملية الشق لمسافة 4 كيلو مرحلة أولية من طريق كبرى تمتد لأكثر من 56 كيلو تتواصل من دلة حبيل جبر بناء وأجزاء من قرى تابعة لحالمين مروراً بوادي ضول المفلحي يافع لبعوس.

ويقول الأهالي: إن المشروع انطلقت فكرته منذ عشرات السنين، ومؤخراً تشكلت عدد من اللجان ووزعت عليها المهام، وتحرك المغتربون كمرحلة أولية لدعم المشروع، حيث تم فتح باب التبرعات، وتنافس الجميع في مشهد يدل على التلاحم المجتمعي لتغيير الواقع المؤلم وخدمة عشرات الآلاف، بل مئات الأسر التي ستستفيد من هذا المنفذ كطريق مختصرة تربط يافع بمديريات ردفان ومنها بالعاصمة عدن.

تدشين بجهود تعاونية
وخلال التدشين الرسمي الذي شارك به حشد جماهيري من أبناء المنطقة والمسؤولين من محافظة لحج ومدراء المديريات، أطلقت صافرة التبرعات على هامش الحفل التدشيني الذي جمعت فيه ملايين الريالات بسخاء كبير وكرم يافعي لا نظير له.
وبعد أشهر من الشق وانطلاق العمل قمنا بزيارة المشروع في مراحلة الأولية للاطلاع عن نسبة الإنجاز والعراقيل والمصاعب التي تعترض المشروع، حيث وجهت رسائل للداخل والخارج للمغتربين، وكذا لرجال المال والأعمال والمنظمات والصناديق الداعمة للمساهمة في دعم إنجاز المشروع.

المرحلة الأولى
عبدالرحمن الفنيع
عبدالرحمن الفنيع
رجل المال والأعمال رئيس المشروع، الشيخ عبد الرحمن الفنيع أبو وليد رئيس مشروع طريق الفقيد صالح قاسم بن نصور دلة بناء ضول المفلحي، تحدث لـ "الأيام": "هذا المشروع قديم جديد فهو مخطط منذ التسعينات، لكن لم ينفذ نظراً لما يحدث بالبلد من أحداث، وطال انتظاره من قبل المواطنين ليرفع معاناتهم".

وأضاف: "كمواطنين وأهالي ومغتربين شحذنا الهمم كمرحلة أولية موقتة من خلال تجنيب الطريق وإبعادها عن مجاري السيول في وادي بناء كي يستمر سريان الطريق نحو وادي ضول المفلحي بطول 4 كيلو على نفقة فاعلي الخير والأهالي، وبدأنا العمل مؤملين أن يستمر الدعم كي ننطلق نحو استكمال المراحل الأخرى حتى الوصول إلى ضول المفلحي".

وتوجه بدعوة عبر "الأيام" إلى المغتربين ورجال المال والأعمال لدعم المشروع، وقال: "نتوجه بدعوة عبر "الأيام" لكل رجال المال والأعمال ورجال الخير من أجل دعم المشروع الذي يعتبر نافذة أخرى ليافع نحو الغرب للالتقاء بردفان".

مشروع يخدم آلاف الأسر
وقال الشيخ الفنيع: "تكمن أهمية المشروع كونه يخدم أكثر من مديرية، وآلاف الأسر ويفك العزلة عن مناطق كثيرة تتضرر نتيجة لتدفق السيول، ويضطر أهالي المناطق للسفر إلى عدن عبر طريق مطولة تستغرق أكثر من 12 ساعة".

طريق بطول 56 كيلو
من جهته، قال مدير عام مديرية المفلحي الأستاذ عمار الذرحاني: "هذا المشروع كبير وإستراتيجي بطول 56 كيلو، ويربط يافع بمديريات ردفان عبر السليماني ضول، وكانت انطلاقته من لبعوس على شكل مراحل، وقد وصل إلى السليماني كمراحل شق، لكن اضطرابات البلد حالت دون استكمال العمل من قبل إحدى شركات المقاولات".

نافذة أمل
وأضاف: "وجد الأهالي أنفسهم يفتحون نافذه أمل أخرى بتحريك المياه الراكدة لهذا المشروع كخطوة تبدأ من ناحية الغرب باتجاه ردفان، حيث البداية 4 كيلو تعيق الأهالي هناك عند سقوط الأمطار و (دفر) السيول، حيث شرع الخيرون بتنفيذ الطريق بمحاذاة الجبال، ورفعها عن مستوى المياه التي تعيق مرور السيارات".

طريق دولي يربط الشمال بالجنوب
واختتم حديثه: "عبر صحيفة (الأيام) أتوجه بدعوة إلى الحكومة الجديدة والسلطات الحاكمة لتفعيل المشروع الإستراتيجي، والعمل فيه كمشروع دولي يربط الشمال بالجنوب عبر يافع، كما هي دعوة موجهة لفاعلي الخير والمقتدرين من أبناء يافع والجنوب لدعم طريق وادي بناء، طريق الفقيد بن نصور، التي تشكل جزءاً من المشروع الكبير. باشر الأهالي بها كإنقاذ وإسعاف لكسر حاجز الصعاب للمشروع الطويل المتعثر، كحلم طال انتظاره".
تدشين العمل بصفة رسمية
تدشين العمل بصفة رسمية

وقال عضو لجنة المشروع الشيخ بن نصور أبو سعد: "عاشت الكثير من المناطق عزلة كبيرة في انتظار عنها معاناتها".
وأضاف: "المرحلة الأولى من المشروع على حساب الأهالي، حيث انطلقنا بطرق بدائية وبمعدات بسيطة للشق والتوسعة بمسافة 4 كيلو، وسيستمر المشروع باستمرار الدعم حتى وصوله إلى محطته الأخيرة التي تمتد لعشرات الكيلو مترات".

ويدعو الشيخ بن نصور فاعلي الخير والداعمين وكل من لهم إسهامات وأعمال خيرية أن ينظروا إلى حال منطقة مشألة، وما تعانيه على مستوى الطرقات، خاصة تلك الطريق التي تجرفها السيول، وتتحول إلى خراب وتصعب إعادتها إلا بمبادرات أهلية، ما نبرح من نهايتها إلا وتتشكل الأخطار مرة أخرى بتشكل السحب الماطرة في سماء المنطقة بسيول جرارة تعيدنا إلى نقطة الصفر، وتقطعنا لأسابيع وأشهر، فما كان من الأهالي في المرحلة الأولي إلا الشق بمحاذات الجبال كي نبعدها عن أخطار السيول".

مشروع إستراتيجي
عبد العزيز عثمان
عبد العزيز عثمان
المدير التنفيذي للجنة المشروع الأستاذ عبد العزيز عثمان قاسم قال: "طريق الفقيد المناضل صالح قاسم بن نصور التي تربط ردفان ويافع من خلال دلة وادي بناء ووادي ضول المفلحي، له أهمية كبيرة تستفد منه آلاف الأسر التي تكابد المعاناة منذ عشرات السنين خاصة وهم يمرون في وادي بناء، وخلال سقوط الأمطار يضطرون إلى البقاء عالقين لأيام وأسابيع حتى تتوقف الأمطار والسيول، ويبادرون لإعادته بطرق بدائية تستمر معاناتهم".

وأضاف: "هناك مشروع إستراتيجي من قبل الدولة مخطط، لكنه موقف منذ زمن كبير، ما دفع المواطنين إلى تحريك هذا المشروع وبداية العمل في 4 كيلو بجهود فاعلي الخير حتى يستفاد منه وإيقاف تلك المعاناة".

مناشدة لرجال المال
وأردف المدير عبد العزيز أن هناك مناطق عديدة ستستفيد من هذا المشروع يجب التفاعل من الجميع، ودعوة أوجهها لرجال المال والأعمال والخيرين لمواصلة الدعم كي يتحقق هذا المنجز الخيري المهم.

حسين الحامدي
حسين الحامدي
المسؤول المالي لمشروع الطريق، الأستاذ حسين محمود الحامدي، تحدث بالقول: "كما ترون نحن الآن في بداية العمل، ومن هذا المكان الانطلاقة في أسفل عراعر وادي بناء، وأمامنا خط طويل خاصة المصاعب التي تعرف بـ (الدنادل)، وبفضل الله وتوفيقه العملُ بوتيرة عالية بآلات تم استئجارها على حسابنا الخاص (بوكلين)، حيث كانت بداية الشغل بالأيادي وبآلات بسيطة".

وأضاف: "من خلالكم نوجه دعوة إلى الخيرين والمنظمات والصناديق والجهات المسئولة وكل من له القدرة على الدعم والمساعدة والمساندة والوقوف إلى جانبنا، فنحن بأمس الحاجة لهذه الطريق التي سترفع المعاناة عن الأهالي، وتأهيل تلك الطريق أمر عظيم لإنهاء العزلة التي نعاني منها منذ زمن طويل".

ناصر حسين
ناصر حسين
الشخصية الاجتماعية، الشيخ ناصر حسين الحامد، تحدث عن المعاناة وأهمية الطريق، وسرد لنا قائلاً: "هذه الطريق كانت كل الناس تتحدث عنها من زمن طويل، وبحسب الطريق الأخرى عبر حالمين البعيدة، والتي جرفتها السيول وعدم صيانتها، كما أن أهالي تلك المناطق يظلون مقطوعين بسبب المياه، وكانوا يحملون الأطفال على ظهورهم في المعابر وكذا الأمتعة، مما اضطروا إلى فكرة رفع الطريق من منتصف الوادي إلى المحاذاة في الجبال، حيث اتجهنا نحو دعم الأهلي وفاعلي الخير، وبدأ المشروع بدارسة من مهندس نزل إلى تلك المنطقة وأعد التخطيط الهندسي".

وتابع الحامدي حديثه: "الأهالي ساهموا بالعمل على الأرض رغم المصاعب وأزمة كورونا والطريق طولها 4 كيلو وهي سهلة، وعشرات الأمتار طريق جبلية تحتاج إلى استخدام الآلات ومعدات وإمكانيات، ونحن ندعو الجميع وخاصة السلطات المحلية الذين حضروا لمشاهدة هذه الطريق والمعاناة، إلى أن يستمروا بدعمه وزيارته، ويوصلوا صوتنا إلى الداعمين والمنظمات وكل من له علاقة بعمل الخير".

كلمة أخيرة
خلال نزولنا الميداني واطلاعنا عن كثب على مشروع الطريق التي تربط مديريات يافع بردفان كمنفذ يختصر الوقت والمسافات، وجدنا عزيمة كبيرة عند الأهالي وإصرارهم على إنجاز المشروع وتحقيق الحلم، ووجدنا مناطق تتنافس لجمع التبرعات لصالح الطريق، وفي الأخير نتوجه إلى رجال المال في يافع والسلطة المحلية والحكومة الجديدة للتحرك ومساندة الأهالي لإنجاز المشروع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى