> هي وفق الوصف جريمة مكتملة الأركان طالت المدنيين في مطار آمن مكتظ بالمسافرين، لكن مثل هذه الجريمة لا تقابل بالمحاسبة والعقاب من منظور أن هناك كثير من الأعمال الوطنية التي طالت المدنيين ومرت بسهوله.
- الحوثيون يقولون بصراحة عبر كافة وسائل الإعلام إنهم في حالة حرب، ولا يترددون في مهاجمة أي أهداف

- الحديث عن محاسبة الطرف الفاعل وإدراجه ضمن قائمة الإرهاب لا يمثل رادعاً مطلقاً، ولو كان الحال كذلك لتم تجنب ارتكاب مثل هذه العمليات في هذه الأوقات تحديدا، التي يزعم معها إمكانية تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية. المسألة تأتي في نطاق مسرح عمليات عسكرية لا يفرق بينها وبين الأهداف المدنية ،طالما تحقق للفاعل الأهداف المرجوة، وتذكي همم أتباعه باعتبارها عمليات نوعية طالت عمق الطرف الآخر، الحال الذي يجعل الحديث عن فشلها وفق وسائل الإعلام أمرا غير واقعي.

أي إن الوسيلة المتبعة في الهجوم تعتمد على الأسلحة النوعية، منها الصواريخ البالستية وطائرات درونز، فضلا على حالة الخلط والالتباس التي تلازم حصول مثل هذه الهجمات التي لا أظنها مباغتة بقدر ماهي متوقعة، فعلى مدى الفترة الماضية، جرت عمليات مكررة متشابهة في نوعية الأداء، طالت منصة العند ثم الضالع ثم أهدافا أخرى، وبنفس الطريقة، وربما الوسائل.

وإثر كل عملية نسمع شتى التحليلات والتفسيرات والتوقعات، لكن الكل يجد مخرجاً لها فيما يمكن توقع أن يحصل من تغير الأداء على مسرح العمليات العسكرية في الجبهات.
وهي فورة أمل تذوي مع مرور الوقت بما يشهد عليه واقع الحال من تراجعات عكسية، لا يمكن البناء عليها.

وهنا يبرز السؤال المنطقي: هل ما يجري هو انتصار واضح وجلي وتطور في الأداء لدى الطرف الآخر
أم هو إفلاس كما تزعمون؟ الثابت أن الضربات حققت أهدافها وأصابت من أصابت من المدنيين وأضافت رقم خسائر بشرية جديدة تضاف إلى مآسينا فضلاً على الخسائر المادية.

- في ظل ما سلف لا إجابات قاطعة توحي بتحييد مثل هذا النوع من الهجمات، ولا استراتيجية عسكرية واضحة تمنع حدوثها أو تقلل من قدرة الطرف الآخر على استمرار تكرارها على النحو الذي يريده هو وفي الوقت الذي يختار.
الحديث عن الجرم والعدالة الدولية ومحاسبة الفاعل حديث مكرر لا طائل منه، ولا يمكن اعتباره وسيلة ردع للمعتدي.
- لماذا لا تتم الإشارة إلى الطرق والوسائل الممكنة في سلب الطرف الآخر استخدام مثل هذه الورقة؟ ودون الرد الفاعل الحاسم لا مجال للتقليل من قدرة المعتدي.