رياضة الريف .. رضوم أنموذجاً

> أحمد بوصالح

>
أحمد بوصالح
أحمد بوصالح
* بجهود ذاتية ودعم محدود جداً تشهد عدد من المناطق الريفية النائية من جغرافية هذه البلاد نشاطاً بل حراكاً رياضياً رائعاً ، يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة ، وتغطية إعلامية واسعة على مستوى السوشل ميديا ، ففي كثير من مناطق أرياف بلادي البعيدة عن عين وقلب السلطات الرياضية والإعلام الرسمي وحتى الأهلي يوجد مئات الشباب ممن امتلكوا الإرادة الفولاذية والموهبة الفطرية ممن امتازوا بالإبداع في الأداء الرياضي كلاعبين وإداريين ومنظمين وإعلاميين يسجلون حضوراًً فعالاً في رسم لوحات رياضية قمة في الروعة والتنافس.

* ففي ظل الركود السائد الذي تشهده الملاعب وصالات الأندية الرياضية ، بل الركود الكامل الباسط على القطاع الرياضي الرسمي قاطبة في الوقت نفسه تشهد الملاعب الشعبية في القرى والعزل الريفية زخماً شبابياً رياضياً ملحوظاً ، فعلى بساط الأرضيات الترابية غير المستوية لتلك الملاعب، يوجد زخم رياضي تنافسي كبير وجميل ، أبطاله الفرق الشعبية وبقيادة شخصيات رياضية شابة داعمة وفرت له كل سبل وأدوات النجاح.

* وفي هذا الصدد وفي خضم حديثي عن ذلك الحراك الرياضي الشعبي ، لا بد لي أن أسوق أنموذجاً أستدل به هنا لإثبات تناولتي تلك ومصداقيتي أيضاً ، فهذه مديرية رضوم إحدى مديريات محافظة شبوة التي تنضوي تحت لوائها الإداري عشرات القرى الكبيرة والصغيرة المتناثرة على ضفاف مساحتها الجغرافية الكبيرة .. في تلك المديرية يوجد نادي رياضي وحيد وهو قنا الرياضي وعشرات الفرق الشعبية المشبعة بمئات الموهوبين من مختلف الأعمار ، وبما أن القطاع الرياضي الرسمي بسلطاته واتحاداته وأنديته يعيش حالة من الركود الكلي ، فذلك النادي الصغير ذو الإمكانيات المعدومة تقريباً ليس بمنأى عن مكونات القطاعات الرياضية الأخرى ، يعيش ما تعيشه الأندية الرياضية الأخرى حتى الكبيرة منها من معاناة.

* وبهدف إخراج شباب مديرية رضوم من ذلك الوضع الرياضي (الراكد) بادر عدد من شباب المديرية ، بإنشاء وإشهار تكتلات رياضية ، تهتم بتنظيم الأنشطة والمسابقات الرياضية المختلفة ، إذ وفي مطلع العام الماضي 2020 تقريباً تم الإعلان عن ميلاد (ملتقى الساحل الرياضي) ، الملتقى حديث التأسيس والولادة تمكن وفي زمن قياسي ، من لملمة شتات شباب المديرية وجمعهم في بوتقة بطولة كروية كان النجاح من نصيبها طبعاً وشهدت تلك البطولة متابعة جماهيرية غير مسبوقة وكانت حديث الشارع الرياضي على مستوى محافظة شبوة قاطبة ، ثم أتبعها بإقامة بطولة أخرى أسماها كأس المديرية ومباراة السوبر جمعت بطل الدوري ببطل الكأس ، ذلك النجاح الذي بعث الحياة مجدداً في الجسد الرياضي دفع قيادة الملتقى الشابة إلى التفكير في إقامة بطولات لكافة الفئات العمرية ناشئين وشباب وكبار ، بطولات ينتظرها شباب ورياضيو رضوم بشوق ولهفة شديدين.

* على الصعيد نفسه قام شباب آخرون بتأسيس تكتل رياضي آخر ، أسموه ملتقى رضوم الرياضي الجامع أقام هو الآخر حتى الآن أنشطة رياضية ناجحة بكل المقاييس وسط حضور وتشجيع جماهيري كبير ، والأمر ينطبق على مناطق عدة أخرى في محافظة شبوة ومحافظات أخرى كان لتلك الأنشطة مفعول السحر في قلوب وأنفس الشباب التواق لممارسة هواياته وإبراز مواهبه والإعلان عن إبداعاته.

* ألف تحية لهؤلاء الشباب ، الذين أسهموا ولو بشكل يسير ، في إعادة دوران العجلة الرياضية المتوقفة منذ سنوات .. وأصدق الأمنيات لهم بالتوفيق ولأنشطتهم الديمومة والاستمرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى