الاحتفاء بالذكرى الـ 8 على رحيل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي

> عدن «الأيام» ريام محمد مخشف

> أحمد قعطبي: المرشدي المثقف والمناضل والسياسي لايزال حيا في قلوب محبيه
احتفى مركز المرشدي للثقافة والتراث في مديرية المنصورة بعدن، مساء أمس الأول الجمعة، بالذكرى السنوية الثامنة على رحيل فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي، بإقامة فعالية فنية وثقافية بمشاركة عدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية والأدبية والإعلامية والفنية والاجتماعية والرياضية ومحبي ومعجبي وأصدقاء وزملاء الفنان الراحل.

واستهلت الفعالية، التي أقيمت في مركز المرشدي الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله المتواضع بحي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته، فقراتها بقراءة الفاتحة على روح الفقيد محمد مرشد ناجي، ثم ألقيت كلمة من قِبل الشخصية السياسية والاجتماعية والرياضية العدنية الأستاذ أحمد محمد القعطبي، نيابة عن أسرة وأنجال الفقيد مسواط وهاشم ونشوان وخالد، رحّب فيها بالحضور المتميز لإحياء الذكرى السنوية الثامنة لرحيل إنسان ليس عادياً، فهو عميد الغناء اليمني وفقيد الحركة الفنية والثقافية والأدبية في اليمن الفنان الراحل المرشدي ـرحمه الله ـ وطيب ثراه، مشيراً إلى أن الاهتمام والحرص على استمرار إحياء الذكرى السنوية لوفاته، يؤكد أن المرشدي لا يزال حياً في قلوب محبيه لما قدمه لوطنه من أعمال خالدة في ذاكرة الوطن لأكثر من ستة عقود غناءً وتلحيناً وبحثاً ودراسة وتاريخاً في الأغنية اليمنية التي برز فيها واحداً من أهم أصواتها ومؤرخيها.

وقال القعطبي: "المرشدي ليس فناناً فحسب، بل هو المناضل المثقف والأديب والسياسي والمؤلف، ولديه مؤلفات أرخت للتاريخ الغنائي والفني والثقافي وأيضا ًالسياسي في اليمن، ناهيك عن أغانيه وأناشيده الوطنية التي بدأت منذ عام 1951، وأداها بصدق وحب وإخلاص لوطنه وشعبه".

كما ألقيت في الفعالية كلمات من قِبل د. محمد عبد المجيد قباطي، وزير السياحة والإعلام السابق، ود. هشام محسن السقاف مدير عام مكتب التخطيط في محافظة لحج، ود. محمد السروري، ود. ماهر علي قاسم، والأستاذ الصحفي أشرف كوكني، والأستاذ علي صالح عبدالله، والأستاذ علي الجوهري، والفنان رامي نبيه مدير مكتب الثقافة السابق بعدن، تطرقت لمناقب ومواقف وذكريات الراحل "المرشدي" ودوره البارز والريادي في الحركة الفنية والثقافية والوطنية، مشيرين إلى إسهامات الفقيد المرشدي فاعلة في مشوار حياته الفنية والموسيقية منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية والموسيقية فغنى للأرض، وغنى للإنسان، وغنى للحب، وغنى للحياة، وغنى للثورة وغنى للحرية وغنى للوطن، وغني الأغنية العاطفية والأغنية الموضوعية، وقدم العديد من الألحان وقدم الأنشودة الوطنية الحماسية التحريضية في مرحلة تاريخية من مراحل التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، وصارت تلك الأناشيد مرجعاً تاريخياً في كتابة البحث التاريخي.

وأضافوا أن المرشدي ـرحمه الله ـ شخصية فنية متعددة الجوانب والاهتمامات وذات بعد ثقافي وأدبي وسياسي، فقد أثرى المكتبات الموسيقية بأعماله ومؤلفاته وكتاباته الأدبية في الصحف اليمنية، إضافة إلى تجربة المرشدي الغنائية والفنية والأدبية، والتي مثلث إضافة نوعية وكمدرسة جديدة في الأغنية اليمنية استندت على محاكاة التراث اليمني برؤيته المستقلة وبمنظوره ومنهاجه ومدرسته المتميزة، معتمداً بذلك على جمال وعذوبة ورقة صوته الذهبي وسلاسة وسلامة مخارج الألفاظ والقدرة الهائلة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنية وإيقاعات يمنية مصحوبة بثراء في العاطفة والشجن المتدفق المرتبط بجذور وأصول التربة اليمنية المعطاة.

وجدد المتحدثون في الفعالية مطالبتهم الجهات المختصة في السلطة المحلية بمحافظة عدن والمجلس الانتقالي الجنوبي، بتفعيل القرار الصادر في عام 2014، بإطلاق اسم الفنان محمد مرشد ناجي على الشارع المقابل لمنزله خط "كورنيش المملاح، بـ "شارع كورنيش المرشدي"، تكريماً ووفاءً لِما قدمه من تجربة غنائية ثرية وغنية حافلة بالعطاء الإبداعي في المجال الثقافي والفني والتاريخي طوال مسيرته الزاخرة بالعطاء والإبداع.

كما أكدوا ضرورة أن «تدعم الدولة مركز المرشدي للثقافة والتراث الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله بحي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته، كونه يتضمن توثيقاً للأعمال الفنية والأدبية التي قدمها الفنان الكبير الراحل على مدى مسيرته الطويلة الممتدة لستة عقود من الزمن وصوره مع رؤساء اليمن والشخصيات الأدبية والثقافية المحلية والعربية ومعظم الفنانين الكبار، وكذا الدروع والشهادات التقديرية والهدايا التي حصل عليها في مهرجانات محلية وعربية ودولية والإصدارات والكتب التي ألفها، وذلك إحياءً لذكرى المرشدي ولتراثه الفني الذي جسد الهوية الوطنية والثقافية للشعب.

كما حثت الفعالية على إعادة طباعة المؤلفات البحثية والأعمال الكتابية الأدبية والتاريخية والفنية الكاملة للفنان محمد مرشد ناجي، وإصدارها بموسوعة متكاملة، وذلك من أجل إفادة الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراث في اليمن، خاصة أن الفقيد الراحل ألف عدداً من الإصدارات والكتب القيمة، والتي مثلت أروع الكتب في توثيق تاريخ الفن الأدبي، وتعد من أهم المراجع البحثية في المجال الموسيقي والغنائي والثقافي في اليمن.

وللمرشدي عدد من المؤلفات من بينها "أغانينا شعبية عام 1959"، و"الغناء اليمني القديم ومشاهيره 1983"، وهما الإصداران اللذان أكدا على قدرات هذا الفنان المبدع في الثقافة التي جعلت منه باحثاً ومؤرخاً للغناء اليمني القديم ومشاهيره. ثم تلاهما "صفحات من الذكريات"، و "أغنيات وحكايات".
وتخلل الفعالية تقديم عدد من أغاني الراحل محمد مرشد ناجي، تغنى بها الفنان رامي نبيه.

وتُوفي الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في السابع من فبراير عام 2013 في عدن، عن عمر ناهز 84 سنة، حافلة بالعطاء الإبداعي لأكثر من ستة عقود غناءً وتلحيناً وبحثاً ودراسة وتاريخاً في الأغنية اليمنية التي برز فيها واحداً من أهم أصواتها ومؤرخيها.
وخسرت اليمن بوفاة الفنان المرشدي واحداً من أهم الفنانين الذين أثروا المكتبة الغنائية اليمنية والعربية بالعديد من الأعمال الغنائية والفنية التي مثلت منعطفات هامة في تاريخ تطور الأغنية اليمنية، حيث كان المرشدي من أهم المؤصلين والمطورين للغناء اليمني.

ويمثل المرشدي اسماً كبيراً في تاريخ الأغنية اليمنية، وبرز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، نسيج لوحده، أسهم بدور ريادي وهام في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع ليس على مستوى اليمن فحسب، بل على مستوى الجزيرة ‏العربية والخليج، وهو مؤرخ موسيقي، وملحن، ومطرب، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه، فضلاً عن توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة.

وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية، ومنها الحضرمية واللحجية واليافعية، ويعتبره كثير من النقاد أكبر مساهم في إخراج الأغنية الصنعانية من نطاقها الضيق، وأول من غنى الأغنية التهامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى