طريق الشهيد أبو اليمامة في يافع جهود أهلية وتبرعات شحيحة!

> تقرير/ سعدان مسعد اليافعي:

> تتواصل جهود ومبادرات الأهالي في منطقة مشألة لإنجاز مشروع طريق الشهيد أبو اليمامة، لربط مديريات يافع بمديريات ردفان.

فالمشروع الذي دشنه الأهالي منذ ما بعد حرب 2015م في ضل غياب الدولة، ساهم فيه الكثير من المغتربين من أبناء يافع ورجال المال والأعمال والقيادات الأمنية والعسكرية، وكان في مقدمتهم الشهيد العميد منير محمود أبو اليمامة الذي ينتمي إلى تلك المنطقة وترأس المشروع فخرياً، وقدم الدعم المعنوي والمادي حتى تحقق حلم الأهالي في كسر عزلة المنطقة التي يبلغ تعداد ساكنيها ما بين 20 إلى 30 ألف نسمة، يقطنون ما بين أوديتها الستة وسلسلتها الجبلية الشاهقة.

فالمنطقة المترامية الأطراف الواسعة بمساحتها الكبيرة التي تتوزع عليها مئات القرى المتناثرة في بطون الأودية والشعاب وقمم الجبال، فرضت الحاجة على أهاليها التشاور والتعاون لتنفيذ طريق رئيسية تربط المنطقة بمديريات ما بين يافع وردفان.

طريق حيوي
صحيفة "الأيام" زارت المنطقة والتقت بعدد من المعنيين بمشروع الطريق، وبداية التقت شيخ مشايخ مشألة الشيخ العميد حسين عبد، والذي تقدم بشكره لصحيفة "الأيام"، وأشار في حديثه إلى أن منطقة مشألة قدمت الكثير من التضحيات، وتعاني كثيراً من الحرمان منذ الماضي حتى اليوم.

وأضاف: "بادر الأهالي على حسابهم الخاص في تدشين مشروع الشهيد أبو اليمامة، أحد المشاريع الإستراتيجية والرئيسية المهمة كشريان لحياة المنطقة، حيث يربط مديريات يافع بردفان من خلال العسكرية دغار إلى المفلحي يافع، وهناك طريق أخرى في مشألة هي طريق الفقيد المناضل صالح قاسم بن نصور، والتي تربط بناء ضول مشألة المفلحي.

مشروع حيوي تأخر إنجازه
عادل سعيد
عادل سعيد
وقال الشيخ حسين: "المنطقة كانت بحاجة إلى مثل تلك المشاريع منذ القدم، وكانت تبذل جهوداً ولجان جماهيرية كان آخرها اللجنة التي يرأسها الأخ عادل سعيد، وسعيد سعد وآخرون، والتي تبذل جهوداً عظيمة كي تحقق الحلم وإنجاز طريق الشهيد أبو اليمامة حالياً، وهناك كانت لجان جماهيرية تبذل كالأخ قاسم ثابت أسعد، والأخ محمد محسن أحمد، والأخ عبدربه الحربي، والإخوة سيف مثنى علي جبيران، وعبد القوة سالم وكثيرين.

وأكد شيخ مشألة أن الأهالي قدموا الكثير، ويأملون من بني العموم في مديريات يافع مشايخ وسلاطين ورجال مال وأعمال، التفاعل ومد العون والمساندة حتى يتحقق الحلم الذي يسعد الأهالي، فـ (مشالة) تستعين بإخوانها في يافع، وتدعوهم إلى المسارعة لذلك نظيراً لتضحياتها ولكسر معاناتها.
كما وجه الشيخ دعوته إلى الجهات المعنية والمنظمات الداعمة والصناديق المانحة والتحالف العربي إلى المبادرة لمساندة ودعم مشألة، وما تعاني في طرقها.

التبرعات مصدر وحيد للمشروع
من جهتهم، القائمون على مشروع الطريق تحدثوا لـ "الأيام"، مؤكدين على ضرورة مواصلة الجهود لإنجاز المشروع، وقال مدير المشروع عادل الماتري لـ "الأيام": "مشروع طريق الشهيد أبو اليمامة يخدم منطقة مشألة بشكل مباشر ويمثل شريان الحياة لسكانها، حيث يمر الطريق في مجرى السيل من العسكرية إلى وسط مشألة وادي أشدد، قرية دغار التي تتفرع منها الطريق، ويستمر عبر جبل السالمي وذو العبوب إلى رهوة ضول".

وأردف الماتري: "بدأ العمل بالمشروع في شهر يوليو 2016م بعد إعداد الدراسات الهندسية من قبل مكتب للتصاميم الهندسية حسب المواصفات القانونية والفنية".
وعن نسبة الإنجاز في المشروع والآليات المستخدمة وسير العمل فيه، أوضح الماتري: "ما تم إنجازه من المشروع قرابة 5 كيلو مترات من أصل 15 كم، ويشمل شق الجبال بمحاذات الوادي، وبالنسبة للمعدات المتوفر (بوكلين كمتسو) و(بوكلين كتر) و(شيول) عهدة، وسيارة شاص عهدة، وحفّاران هواء، وأدوات عمل صغيرة.

وعن تمويل المشروع قال الماتري: "المصدر الوحيد للمشروع هي تبرعات فاعلي الخير واشتراكات شهرية يقدمها الإخوة المغتربون والموظفون من أبناء المنطقة، ولا يوجد أي تمويل للمشروع من أي منظمة أو جهة حكومية".
وعن الصعوبات التي تعترض سير المشروع أوجزها قائلاً: "تكمن المشكلة في محدودية التبرعات، وتكاد تكون شبه منعدمة بعد تخلف الكثيرين من المغتربين والموظفين عن سداد الاشتراكات الشهرية بسبب الظروف التي يعاني منها المغتربون، وكذلك الأوضاع المعروفة للبلاد".

وأضاف: "هناك عراقيل وصعوبات تتمثل في الأعطال بالمعدات وصعوبة وصول المهندسين إلى المنطقة وغيرها من العوائق، إلا أن العمل ما زال مستمراً ولله الحمد، المعنويات عالية والأمل بالله كبير ثم بفاعلي الخير والمسابقون في الخيرات برفد المشروع حتى يتم إنجازه بالكامل".
واختتم حديثه: "نشد على أيدي الجميع وكل الخيرين ورجال المال والأعمال والجهات المعنية للتحرك، ودعمنا لتحقيق حلم الأهالي بإنجاز الطريق، ونثمن كل الجهود الخيرة وكل من تفاعل حتى بالكلمة من أجل رفد المشروع".

سعيد سعد
سعيد سعد
من جهته، قال رئيس لجنة التنسيق والمتابعة الأستاذ سعيد سعد: "طريق الشهيد أبو اليمامة هو منفذ آخر ليافع، وما يميزه هو تجاوز المشكلات وعراقيل الأمطار والسيول وغيرها من المشكلات القائمة التي يعاني من المواطنون".
وعن بداية المشروع، قال الأستاذ سعد: "بداية المشروع تأخرت كثيراً، وكان يفترض أن يتم إنجاز المشروع في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لأهميته للمواطنين كطريق تنموي حيوي".

5 ملايين دولار
وتابع حديثه: "بهمة الشباب وتحمسهم وحاجة المنطقة إلى المشروع، بدانا بتشكيل لجان عاملة طوعية للمشروع، وبدأ العمل بمبادرات ومعدات بسيطة، وإنزال دراسات وتصاميم هندسية على مستوى عالٍ كطريق إستراتيجية بطول 15 كمرحلة أولى تنطلق من منطقة العسكرية إلى منطقة تعرف بـ (دغار)، والمرحلة الثانية من منقطة دغار حتى رهوة مشألة ضول المفلحي بطول 11 كيلو متراً، ونحن بصدد إنجاز المرحلة الأولى، والتي تقدر تكلفتها بـ "2,185,000,000"، مليارين ومئة وخمسة وثمانين مليوناً، أي ما يعادل (5) ملايين دولار".

وتحدث الأستاذ سعيد بكل تفاؤل وإصرار عن الاستمرارية حتى إنجاز المشروع وتحقيقه بكل عزم وقوة، وطالب خلال اللقاء، الجهات المختصة والمنظمات الدولية والصناديق الداعمة، وفي مقدمتهم أبناء يافع من رجال المال والأعمال والتجار وفاعلي الخير، بالوقوف إلى جانبنا لإنجاز هذا المشروع الإستراتيجي.

توفير معدات وأصول ثابتة
كما أوضح سعيد، أن جهود الأهالي في هذه المرحلة استطاعت أن توفر أصولاً ثابتة للمشروع تمثلت 2 من البوكلينات، 2 من الكمبريشانات، وشيول، بجهود أبناء مشألة من شباب ومغتربين ورجال مال وشخصيات اجتماعية ومشايخ وكل من له علاقة وتعزّ عليه المنطقة، واستطاع أن يقدم ما يستطيع من الدعم المادي والمعنوي، وكل فاعلي الخير من أبناء يافع.

وأضاف: "وبما أن المشروع مهم وتكلفته كبيرة فلا بد من استمرار الدعم ومواصلة وتيرة العمل كي يتحقق الإنجاز الذي طال انتظاره".

حلم الشهيد
مختار محمود
مختار محمود
مختار محمود، شقيق الشهيد أبو اليمامة، من جهته قال: "إن الطريق حلم يراود أهل مشألة منذ زمن طويل، وهو أمنية وحلم الشهيد القائد أبو اليمامة".
وأضاف": "بدأ الأهالي بالمشروع على نفقتهم الخاصة وبمساهمة المغتربين من أبناء المنطقة، والشهيد أبو اليمامة كان له الدور الأكبر في هذا المشروع الخيري من خلال تقديم الدعم وحث أهل المنطقة المغتربين على المساهمة والمبادرة بالدعم واستمرار العمل فيه".

وتابع: "أهمية هذه الطريق كبيرة، ولهذا ندعو الجميع إلى الوقوف وقفة رجل واحد، والمشاركة في مسابقة شعرية بين شعراء يافع من أجل دعم هذه الطريق، كما أوجه دعوة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للتفاعل من أجل تحقيق حلم الشهيد، وأن يشركونا في هذه المسابقة التي كانت حلم الشهيد أبو اليمامة، وندعو المنظمات الدولية لدعم هذه الطريق لإنقاذ الإنسان في تلك الجبال الشاهقات".

واختتم: "من يحب الشهيد أبو اليمامة يشارك في تحقيق هدفه كصدقه جارية لروحه، والأجر والثواب عند الله لفاعل الخير برسم الفرحة والبسمة على أهالي هذه المنطقة المحرومة من جميع الخدمات".

دعم مشاريع الطرقات أولاً
رجل المال والأعمال وأبرز الداعمين للطريق الشيخ عارف حسين الصهيبي، قال: "مثل هذه المشاريع الحيوية الخدماتية للمواطن تستدعي وقفة رجال المال، لأنها تخدم الإنسان البسيط وهي صدقة جارية".
وأضاف: "نحث الجميع على دعم الطرقات، وفي مقدمتها طريق الشهيد أبو اليمامة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى