انتقالي حضرموت: تكرار الأخطاء في القضية الجنوبية لا يؤسس للسلام في المستقبل

> المكلا «الأيام» خاص

>
لن يتم تطبيق أي قرارات دون تمثيل للقضية الجنوبية
أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، أمس، بيانا ردا على ما وصفه بمحاولة تعطيل اتفاق الرياض، وتدشين إقليم حضرموت، مبديا رفضه لأي قرارات تتنافى مع الإرادة الجنوبية، باعتبارها مشاريع إعادة إنتاج احتلال الجنوب.

وجاء نص البيان: "نعبر عن استنكارنا الشديد للمحاولات المتكررة الهادفة إلى تعطيل عملية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وإرباك المشهد وإفشال عمل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال المنبثقة عن الاتفاق، حيث تسعى الشرعية لجس نبض الشارع الحضرمي خصوصا، والجنوبي على وجه العموم في محاولة لإثارة غضبه بعد خروج تسريبات عن اعتزامها تدشين ما يسمى بإقليم حضرموت.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي بوادي وصحراء حضرموت يتابع بمسؤولية مجريات العملية السياسية، وبجهود متواصلة حثيثة، انطلاقا من حرصها التام كشريك فاعل في مسار السلام وفي لحظة تاريخية حساسة من المفترض أن يتحقق فيها السلام العادل في اليمن، والتوصل لحلول ناجعة بعد الإخفاقات المتكررة التي منيت بها كافة الحوارات والمشاورات السابقة، ولكن ها هو مشهد الإخفاق يتكرر بصورته القاتمة التي تُنبئ بصراعات جديدة من خلال إعلان إقليم حضرموت ضمن اليمن الاتحادي، لتمرير مخرجات حوار موفمبيك الصنعاني.

إن تكرار الأخطاء والإصرار على المكابرة فوق القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الجنوبية، واختلاق الأعذار تارة والتمسك بشماعات وحجج واهية، لا تتسق والنهج الصحيح ولا تأسس ركائز مستقبلية متينة، يمكن البناء عليها في تحقيق السلام المفقود الذي يبحث الجميع عنه بعيداً عن ملامسة حقائقه الموضوعية وجوهر وجذور الأزمة اليمنية بشكلها الصحيح انطلاقاً من مسبباتها الحقيقية.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي بوادي وصحراء حضرموت وعامة الشعب الجنوبي، مؤمنين بأن السلام هو المسار الصحيح لحل الخلافات، وهذا ما مارسناه فعلاً وقولاً ومضينا نحوه متفاعلين مع الجهود التي يرعاها التحالف بقيادة بالمملكة العربية السعودية، وتعاملنا بإيجابية مطلقة معها، وتجنبنا الدخول في صراعات ومواجهات رغم كل الاستفزازات التي مورست ضد الشعب في وادي وصحراء حضرموت والجنوب بشكل عام منذ تحرير الجنوب من ميليشيات الحوثي.

أن تغير حقائق التاريخ والجغرافيا بإعلان حضرموت إقليما ضمن اليمن الاتحادي، يعتبر إغلاقاَ لنوافذ المشاورات أمام عدالة قضية لن يستطيع أحد تجاوزها أو الالتفاف عليها، طالما وهي قضية عادلة محمية بإرادة الله، ثم إرادة شعب حر لا يستكين.

وعليه فإننا نؤكد على الآتي:
  1. حضرموت لن تكون إلا إقليما بشراكة كاملة في إطار دولة جنوبية فيدرالية، تلك إرادة أهلها، وكذلك الحال لأهلنا في المهرة وسقطرى وشبوة وأبين ولحج والضالع وعدن، أما مشاريع إعادة إنتاج الاحتلال بالجنوب فلن تمر.
  2. إن قضيتنا العادلة، هي قضية شعب ووطن ودولة وهوية، قضية سياسية مستقلة لها مقدماتها وجذورها وأبعادها منذ احتلال الجنوب عام 1994م، وإن مزيداً من التسويف والمماطلة وعدم التعاطي الإيجابي معها وفق إرادة شعب الجنوب، سيولد المزيد من التعقيدات والمخاطر على أمن وسلامة المنطقة والعالم، فلا سلام بدون الجنوب.
  3. نرفض أي قرارات تصدر من قبل أطراف ليست موجودة على الأرض، ولا تمثل تطلعات أهلها، التي تعد تكرارا للأساليب العتيقة والفاشلة التي كانت سبباً في إشعال الحروب باجتزائها للحلول وتقزيمها للسلام وحصره بين كماشات أطراف انتهازية كانت سبباً في الحرب والدمار وتهميش قضية الجنوب التي تعتبر مفتاح الحل للأزمة اليمنية.
  4. إن القرارات أو أي مشاورات أخرى لا تكون القضية الجنوبية حاضرة فيها بممثلها الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن نتائجها غير ملزمة لشعب الجنوب ولا لقضيته، ولن يتم تطبيق أي نتائج على أرض الواقع، وأي حلول تنتقص من تطلعات شعب الجنوب المشروعة أو تزور إرادته سيقاومها شعبنا الباسل بكل السبل والوسائل والخيارات المفتوحة مهما كلف الثمن.
  5. نجدد دعوتنا لكافة الأطراف الفاعلة في عملية السلام إلى احترام تضحيات شعب الجنوب والتعاطي الإيجابي مع مطالبه وتطلعاته وفقاً لما نصت عليه كافة القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، باعتباره صاحب حق في نيل استحقاقاته السياسية المتمثلة باستعادة دولته المستقلة وحقه في تقرير المصير.
  6. ندعو كافة القوى الوطنية بوادي وصحراء حضرموت وعلى امتداد الأراضي الجنوبية إلى رص الصفوف والوقوف صفاً واحداً والتحلي بالإرادة الواعية لمقاومة كافة الأساليب المراد اتخاذها لإعادة وضع الجنوب إلى ما كان عليه قبل مارس 2015م.
  7. نؤكد على الانفتاح والقبول لكل مساعي السلام التي تحفظ لشعب الجنوب حقه في تحقيق تطلعاته وهدفه باستعادة استقلال دولته وسيادته على أرضه، وندعو الجميع إلى احترام إرادة الشعب الجنوبي وشهداءه وتضحياته وعدم الانصياع وراء أي ترتيبات من شانها أن تعيد إنتاج دورات الصراع، والعودة بأوضاع البلاد إلى نقطة الصفر .
  8. ندعو جماهير شعبنا الجنوبي العظيم في وادي وصحراء حضرموت، إلى التعبير عن رفضهم ومقاطعتهم قرارات يتم فيها القفز على تطلعاتهم و تعمد تغييب وتهميش تاريخهم وإلغاءه، وندعوهم للتعبير عن ذلك بكل الطرق السلمية.
  9. نؤكد على أن استمرار أي محاولة للقفز على الواقع في الجنوب، أو الالتواء على قضية شعب الجنوب وتضحياته لن يكون مصيرها إلا الفشل.
  10. نؤكد لدول التحالف العربي إننا وبقدر التزامنا معهم في مساندتهم لدحر ذراع إيران في المنطقة، فإننا سندافع وبكل الوسائل عن قضيتنا الوطنية وشعبنا الجنوبي الصابر ومستقبلنا السياسي من عبث الشرعية وتهديدات جماعة الحوثي.
يا جماهير شعبنا العظيم !
أن هذه القرارات المدمرة والمتعمدة، ما هي إلا نتاج استمرار الفشل، وما هدفها إلا إخضاع الجنوبيين ودفعهم إلى التنازل عن كل أحلامهم العادلة وتطلعاتهم المشروعة.

إن المرحلة الحساسة التي نمر بها تتطلّب مزيدا من اليقظة الثورية والحنكة السياسية لتفويت الفرصة على المتربّصين بقضيتنا العادلة، ولن يكون ذلك إلّا بالمزيد من التلاحم بين الشعب وقيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

نحن باقون على العهد صامدين، ولن نتخلى عن حقوقنا التي منحها لنا الخالق، فقد ولدنا على أرضنا أحراراً، ولابد من الانتصار لإرادة شعبنا في استقلال الجنوب وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م ولنعيش على أرضنا بعزة وحرية وكرامة.

وختاماً، نوجه التحية لكل أبناء شعبنا الجنوبي الصابر والمرابط في الجبهات وفي الساحات".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى