سياسة الهروب إلى الأمام .. والتقدم إلى الخلف !

> بضاعة المفلس تسويق الوهم، أملا في أن يجد من يصدقه ويتعامل معه ويمنحه القدرة على استعادة ما فقده، وينطبق هذا تماما على وضع (الشرعية اليمنية) اليوم!.

ترحيب الشرعية بقرار الإدارة الأمريكية بشأن وقف الحرب في اليمن وتعيين مبعوث خاص لها تأكيداً على جديتها، ترحيب يفتقد للمصداقية تماما؛ لأنها تستثمر الحرب، مالاً وثروة وسلاحاً وإطالة عمر البقاء على كرسي الحكم القاتل، وتمكين الانقلابيين في صنعاء من تثبيت سلطتهم وشرعنتها إقليماً ودولياً، وسيجعلون الرئيس هادي كبش فداء لكل ذلك، ويحملونه كامل المسؤولية عما آلت إليه الأمور بكل نتائجها وتداعياتها اللاحقة، بل هناك من يعبر عن ذلك علناً بأكثر من وسيلة!.

أثبتت التجربة عملياً أن الشرعية لا تكترث كثيرا بما خلفته وستخلفه الحرب من ضحايا ودمار، التي يراد أن يكون الجنوب ساحتها الرئيسة مرة أخرى، والجنوبيون على مختلف توجهاتهم وقناعاتهم، هم وحدهم مع، الأسف الشديد، من سيدفع الثمن الأكبر!.
إتهام المجلس الانتقالي الجنوبي بعدم الالتزام، وعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، وهي التي تحشد القوات المحسوبة عليها في أكثر من جبهة، دليل دامغ يفضح سلوكها ونواياها المبيتة والهادفة لإفشاله!.

الترويج والتبشير بالإعلان عن قرب تشكيل إقليم حضرموت، وهي تعلم يقينا أنه لن يتم، وإن تم فسيعجل ذلك بزوالها؛ لأنه مرفوض حضرمياً وجنوبياً، وهدفه خلط الأوراق وإرباك المشهد في هذه الظروف الدقيقة ليس إلا، وهي في نفس الوقت رسائل تجاوب وتطمين لأولئك النفر من الجنوبيين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات رخيصة بيد القوى الحاقدة على الجنوب والطامعة بخيراته وثرواته والتحكم بقراره السيادي، مقابل الفتات المهين لهم !.

الحديث والبحث عن عاصمة بديلة لعدن تكون في سيئون أو عتق وليس في مأرب الشمالية مثلا، وهي عاصمة حزب الإخوان المسلمين، هي مجرد فرقعات وقنابل دخانية تخفي ما تقوم به هناك من تمكين لقوات الأحمر وحلفائه فقط، لأن الشرعية تدرك تماماً بأن مثل هذا الإجراء إذا تم فعلاً، سيجعلها مجرد اسم وهيكل متهالك، يبحث عن مكان آمن في أرض تدعي أنها تحكمها، ناهيك عن كون عدن ستصبح بعد ذلك عملياً ولو بشكل رمزي ومعنوي مؤقت، عاصمة سياسية وإدارية للجنوب، تتجسد فيها أشواق وحنين وتطلعات الجنوبيين بعودتها إليهم وكما عهدوها قبل مايو عام ١٩٩٠م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى