"جرامك ذهب".. مبادرات شبابية لدعم زراعة البن اليمني

> ​تتزايد الأصوات اليمنية الداعية لإعادة إحياء زراعة البن اليمني الذي ذاع صيته حول العالم، واليوم أصبح سلعة ثانوية. ووسط الحرب والأزمات الإنسانية والاقتصادية، انبثقت مبادرات شبابية مجتمعية في صنعاء تعيد التذكير بالإرث الزراعي العتيق في اليمن.

من شرق مدينة حراز التي تبعد 100كيلومتر عن العاصمة صنعاء، قدمت علياء الجبل مع مجموعة من الشباب إلى أسواق صنعاء ونظموا مهرجان "غرامك ذهب" للتعريف بتاريخ زراعة البن على اعتباره "ذهب اليمن". وتُعرف هذه السلعة في الأسواق العالمية باسم "موكا"، التي تشير بدورها إلى منطقة "المخا" اليمنية حيث منها كان يصدر البن إلى الأسواق الخارجية، واليوم حولتها الحرب إلى مدينة أشباح.

تقول علياء الجبل، وهي واحدة من منظمي المهرجان، لـ"العربي الجديد": "قدمنا إلى شوارع صنعاء  لإحياء ثقافة البن اليمني وأهميته بعد أن تمكنت المبادرة من اقتلاع 450 ألف شجرة من القات واستبدلتها بشجرة البن تحت شعار "غرامك ذهب"".
وتشرح علياء: "تقوم الحملة بتوزيع فنجان قهوة على المارة لتذوقه بحيث تعرّف الناس إلى قيمة البن اليمني، ولتجديد الهوية اليمنية وتسويق البن المحلي داخل البيوت في ظل الحرب والحصار اللذين تسببا في إيقاف تصدير هذا المنتج إلى الخارج".

من جهته، يقول علي الحرازي إنّ المبادرة مستمرة  حتى شهر رمضان، وقد تحقق الهدف الأول منها بعد إقناع العديد من المزارعين باستبدال  مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقات، وغرس مكانها شجر البن.
ويلفت عارف الريمي، وهو أحد زوار المهرجان، إلى أنه قدم لشراء كيلوغرام من البن الحرازي الذي يبدأ صباحه كل يوم بتناوله، إذ تعد القهوة جزءاً مهماً من طقوسه اليومية.

بدوره، يؤكد محمد الحرازي، وهو أحد مصدري البن اليمني، أنّ الحرب أوقفت التصدير  لكن ذلك لا يعني التوقف عن الزراعة. ويضيف: "نحن اليوم نقوم بتسويق البن داخل المنازل اليمنية ونسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتجديد الهوية اليمنية".
ويضيف الحرازي أنّ "اليمن ينتج نكهات تفوق حجم النكهات الموجودة في العالم كله، هذا ما سيجعل القهوة اليمنية تصل من جديد إلى كل منزل في العالم".

وتقول الناشطة عبير الخضاب إنّ "الحرب رغم قساوتها وأوجاعها، خلقت فينا الإصرار والتحدي لتحويل هذه الأرض إلى مصدر دخل". وتختم حديثها: "سنستعيد مجد الموكا، نحن الذين خلقنا من بين ركام الحرب".
وبحسب بيانات حديثة اطلع عليها "العربي الجديد"، تراجع إنتاج اليمن من البن عام 2019 إلى 18 ألف طن نزولاً من 22 ألفاً و640 طناً عام 2018، بينما انخفضت المساحة المزروعة بأشجار البن من 35 ألفاً و984 هكتاراً إلى 30 ألفاً و544 هكتاراً.
وبحسب قسم المعلومات في إدارة البن، تُصدّر 4 آلاف طن من البن اليمني إلى غالبية دول العالم، بحسب شهادات دول المنشأ التي انضم إليها اليمن عام 2011.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى