مرحى .. لهذا التوافق الجنوبي

> خطوة في الاتجاه الصحيح، ورؤية ثاقبة كانت مطلوبة، يفرزها البناء السليم من خلال عمل سياسي بامتياز، هو ليس بغريب على رعيل من الساسة أدركوا منذ عهد بعيد مستقبل هذا الجنوب. اليوم نستطيع أن نؤكد على وجود توافق جنوبي حقيقي وجريء سياسياً في ذات الموقف يقوده (أبناء الجنوب) ولسنا بمعزل عن التغييرات الدولية والإقليمية، بل كانت تنقصنا الجرأة والتقدم بشكل مدروس وصحيح وسليم.

- الخطوة الممتازة التي أدارت بها قيادة حزب رابطة الجنوب العربي الحر في التغييرات التي طرأت على قيادتها، جاءت وهي مطلوبة، لأنها ترتكز على إدارة سياسية تمتلك من الرؤى السياسية التي استطاعت أن يكون لها قدم السبق في هذا الميدان، كيف لا، وقد قرأنا وسمعنا وتحدثنا مع الكثيرين حول نشأة هذا الحزب الصديق، بل وأقدمها على الساحة الجنوبية العربية، وأن تكون لها قاعدة سياسية مميزة ومقبولة داخلياً وخارجياً، معززة بقدرات تتوافر فيها ديناميكية حقيقية، وتحمل مشروعاً سياسياً، وقبل كل ذلك فهي تؤمن بالتوافق وتسعى إلى إشراك الجميع سياسياً، ولها قدرة على المناورة السياسية ولا تقطع قبل المودة.

ولست أستخدم هنا شعارات أو عناوين براقة في هذا المقال، بل على العكس كان لابد من دعم هذه الخطوة وتأييدها لأهميتها وحنكتها السياسية لماذا؟. أكرر وأقول (لأنها مطلوبة) من الداخل أكثر من الخارج، فهي تحمل الكثير وتعني الكثير. التوافق الجنوبي بقيام الخطوة الرابطية لا تعنيه وحده كحزب صديق ومن أقدم الأحزاب على الساحة، بل لأنه يعني أن الجنوب كجنوب قادر على لململة أطرافه التي تناثرت بفعل وعن قصد متعمد، وأن الجنوب لن يكون بنفس العقلية التي أدارته لعقود، و(هنا مربط الفرس) كما يقال.

فالتخوف من عقليات الماضي وإذكاء روح الصراعات الدموية هي كانت الورقة التي قصمت ظهر البعير (أو القشة)، وهي الوتر الحساس الذي كان ولا زال الآخر يعبث به في واجهة الحاضر الجنوبي.
وسواء كان هذا الجنوب مستعمرة أو مستقل، فهو في نفس الوقت له تاريخ سياسي لم يغب عن أي مشهد، بل حاضر في جميع المراحل التي تعاقبت عليه، وتلك إرادة سياسية عصية تؤكدها هذه الخطوة السياسية الداخلية في منظومة حزب رابطة الجنوب العربي الحر وله مدلولاته.
- مرة أخرى، أقول وأكرر بكل سعادة (مرحى) للتوافق الجنوبي، وتحية وتقدير لمن استطاعوا تغيير واقعهم وفقاً للبنية السياسية التي يحملونها، وهي معطاءة بحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى