فيل أبيض

> في ممالك جنوب شرق أسيا، وتحديداً في ممكلة سيام التي تعرف اليوم بتايلاند، يتمتع الفيل الأبيض بقدسية خاصة، ويعتبر امتلاك فيل أبيض دليلا على المكانة الرفيعة.
ومما يحكى أن ملك تلك البلاد قديما، إذا أراد الكيد لأحد العائلات يهدى لها فيلا أبيض، وهذا يلقى عليها أعباء كثيرة، وذلك لان الفيل يتطلب رعاية خاصة، فهو يحتاج إلى كمية كبيرة من الطعام، وكل هذا دون أي مردود أو عائد مادي، وهذه العائلات لا تستطيع التخلص من الفيل كونه هدية من الملك.

من هنا جاء مصطلح الفيل الأبيض في العرف الاقتصادي للشركات والدول، والفيل الأبيض هو مشروع غير ذي جدوى اقتصادية، يمكن كذلك أن نطلق على بعض المشاريع السياسية "فيلا أبيض" وهي المشاريع التي لا تعود بفائدة على من انتهجها أو قام برعايتها أو قد تكون التكلفة أكثر من العائد المرجو منها، ويمكن للقارئ أن يميز بسهولة المشروع الذي يعتبر فيلا أبيض من غيره من خلال المردود الذي يعود على البلد.

في منطقتنا العربية الكثير من المشاريع السياسية والاقتصادية هي فيل أبيض، الهدف منها تحقيق انتصار معنوي وإعلامي لتلك الأنظمة، وتلميعها على حساب اقتصاد الدولة، وفي الغالب الكثير من المشاريع لا يعمل لها أي دراسة جدوى، أو أن من اتخذ القرار بإنشها لا يمتلك أي فكر أو دراية بما قام به.
في اليمن اليوم الكثير من تلك المشاريع يمكن نطلق علية فيل أبيض، الشرعية اليمنية في حد ذاتها أصبحت فيلا أبيض كبيرا، ولم تعد ذات جدوى ولا هدف، أصحبت تكلفتها عالية جدا، والرعاة الدوليون، على ما يبدو، أصبحوا يعتقدون ذلك، وأنه حان الوقت للتخلص من هذا الفيل في أسرع وقت ممكن.
لكن يا ترى ما هو الثمن الذي يجب دفعة من أجل ذلك ؟! وهل تم حساب تكلفة التخلص من هذا العبء؟ وهل فعلا هو الفيل الوحيد في المنطقة الذي سيتم التخلص منه خلال المرحلة القادمة ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى